The Swiss voice in the world since 1935

زيلينسكي وواشنطن متشكّكان بشأن المحادثات الروسية-الأوكرانية في اسطنبول

afp_tickers

أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان محادثات في اسطنبول مساءالخميس مع الوفد الروسي الذي حضر إلى المدينة للتفاوض مع الأوكرانيين، في حين من المقرّر أن يجتمع الجانبان الجمعة مع ممثلي كييف في إطار مفاوضات قال الرئيس الأوكراني إنّ موسكو لا تأخذها “على محمل الجد”، الأمر الذي أبدت واشنطن توافقا بشأنه أيضا.

وانعكست الشكوك الأميركية بشأن الجدية الروسية إزاء محادثات اسطنبول، في تصريحات الرئيس دونالد ترامب الذي قال للصحافيين أثناء توجهه من قطر إلى الإمارات “لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو”، أي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتكرّر ذلك على لسان وزير خارجيته ماركو روبيو، الذي قال بعد ساعات قليلة “أريد أن أكون صريحا. لا أعتقد أن لدينا توقعات كبيرة حيال ما سيحدث”، مشيرا إلى أنّ التمثيل الروسي “لم يكن على المستويات التي كنا نأملها”. وأضاف “آمل أن أكون مخطئا. آمل في أن يحققوا اختراقات هائلة غدا” الجمعة.

– شتائم –

وفي وقت سابق الخميس، تصاعدت الحرب الكلامية بين روسيا وأوكرانيا، اذ اعتبر زيلينسكي أن الوفد الذي أرسلته موسكو “صوري”، فردت عليه الأخيرة بوصفه بـ”المهرّج” والزعيم “المثير للشفقة”.

وقال زيلينسكي الذي لن يشارك في المحادثات، إنّ الوفد الأوكراني الذي يقوده وزير الدفاع رستم عمروف “سيكون لديه تفويض للتوصل إلى وقف لإطلاق النار”.

من جانبه، قال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي الخميس إنه سيكون بانتظار الوفد الأوكراني الجمعة اعتبارا من العاشرة صباحا.

وخلال مؤتمر صحافي في إسطنبول قال ميدينسكي “غدا صباحا، واعتبارا من العاشرة تحديدا سنكون بانتظار حضور الجانب الأوكراني إلى الاجتماع”.

وكان أشار في وقت سابق إلى أنّ بلاده تعتبر أنّ المحادثات الجديدة تشكّل “امتدادا” للمفاوضات الثنائية المتعثّرة التي جرت في العام 2022.

لكنّه أكد في الوقت ذاته الاستعداد لـ”تسويات محتملة”، من دون إضافة تفاصيل بهذا الشأن. وقال إنّ الوفد الذي يرأسه مُنح “جميع الصلاحيات” لاتخاذ قرارات، وهو ما شكّك فيه زيلينسكي في وقت سابق.

وفي روسيا، أفاد أقال بوتين بمرسوم قائد القوات البرية للجيش أوليغ ساليوكوف. وفق المرسوم، فقد عُيّن ساليوكوف نائبا لسكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، وهو هيئة استشارية مهمة تجتمع بانتظام مع بوتين و”تم إعفاؤه من مهامه الحالية”.

– بوتين غائب –

ورغم أهمية اللقاء الذي دعا بوتين إلى عقده في 15 أيار/مايو، إلا أنّ “لا خطط (لديه) في الوقت الراهن” لزيارة تركيا، وفقا للمتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف.

وكان زيلينسكي قد دعا بوتين إلى الحضور “شخصيا”. غير أنّ موسكو أرسلت وفدا برئاسة المستشار الرئاسي فلاديمير ميدينسكي، ومعه نائب وزير الخارجية ونائب وزير الدفاع.

وميدينسكي المولود في أوكرانيا في عهد الاتحاد السوفياتي ووزير الثقافة سابقا، معروف بنزعته القومية المتشدّدة وله مؤلفات بشأن التاريخ الروسي شكّك في دقّتها الكثير من المؤرّخين بسبب تحريفها الوقائع. وسبق له أن شارك في أول جولة مفاوضات مباشرة بين الطرفين في ربيع العام 2022 التي لم تفض إلى نتيجة، وذلك بعيد اندلاع الحرب في شباط/فبراير من العام ذاته. وفي 2023، أعلن ميدينسكي أن أوكرانيا “جزء من الأرض الروسية”.

وفور وصوله إلى أنقرة، بادر زيلينسكي إلى انتقاد تشكيلة الوفد الروسي المفاوض، واصفا إيّاه بـ”الصوري” ومشكّكا في قدرته على “اتّخاذ قرارات”.

وسرعان ما ردّت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على زيلينسكي بالقول “من يستخدم توصيف +صوري+؟ مهرج؟ فاشل؟ شخص بلا أي عِلم”.

والخميس، قال زيلينسكي إنّه لا يزال “مستعدا” لإجراء “محادثات مباشرة” مع نظيره الروسي، معتبرا في الوقت ذاته أنّ امتناع الأخير عن الحضور يعكس “قلّة احترام” تجاه الرئيسين الأميركي والتركي.

– “أسباب للأمل” – 

ومنذ ساعات الصباح الأولى، ينتظر مئات الصحافيين أمام قصر دولما بهجة على ضفاف البوسفور حيث من المفترض أن يعقد اللقاء، وحيث أقيمت حواجز أمنية، بحسب مراسلي فرانس برس.

وكان بوتين دعا الى هذه المباحثات في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما وجّهت إليه كييف وحلفاؤها الأوروبيون إنذارا بقبول وقف لإطلاق النار كشرط مسبق لأيّ مفاوضات، محذرين من عقوبات إضافية على موسكو بالتنسيق مع واشنطن.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدفع منذ أشهر البلدين للتفاوض، تحدث الأربعاء عن “احتمال” توجهه إلى تركيا “الجمعة” في حال إحراز تقدّم في المفاوضات.

من جانبه، أشار فيدان إلى وجود “ما يكفي من الأسباب للأمل” في نجاح محادثات السلام.

كما أفاد روبيو بأنّه سيلتقي في اسطنبول نظيره الأوكراني أندري سيبيغا.

وما زال البلدان متمسّكين بمطالب يصعب التوفيق بينها.

وتطالب روسيا أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتصر على الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، فيما تعتبر كييف مدعومة من حلفائها، هذه الشروط غير مقبولة.

في المقابل، تريد أوكرانيا “ضمانات أمنية” غربية متينة لتجنب أي هجوم روسي جديد وأن ينسحب الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالى 20 % من مساحة البلاد، كليا من أراضيها.

ويواصل الجيش الروسي التقدّم على الجبهة في أوكرانيا رغم خسائره، حيث لا يزال يحتل حوالى 20 في المئة من الأراضي.

وفي السياق، أعلنت موسكو الخميس الاستيلاء على منطقتين جديدتين في منطقة دونيتسك الشرقية.

بور-ربج-بوب/م ن-ناش-ود

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية