ستارمر في دبلن سعيا لـ”إعادة ضبط” العلاقات بين بريطانيا وإيرلندا

بدأ كير ستارمر السبت أول زيارة لرئيس حكومة بريطاني إلى إيرلندا منذ خمس سنوات، في وقت تسعى لندن إلى “إعادة ضبط” العلاقات المتضررة مع حلفائها الأوروبيين بعد بريكست.
وهذه الزيارة التي وصفتها الحكومة البريطانية بأنها “لحظة تاريخية في العلاقات البريطانية الايرلندية”، تعكس عودة الدفء للعلاقات الثنائية بعد سنوات صعبة في ظل حكومة المحافظين السابقة في لندن.
وكان رئيس الوزراء الإيرلندي سايمون هاريس في استقبال ستارمر في دبلن. وتصافح الرجلان والتقطا الصور قبل انطلاق المحادثات.
وقال هاريس في مستهل المحادثات “نحن اليوم في دبلن لنوضح ما يمكن أن تكون عليه إعادة ضبط للعلاقات فعلا… من الناحية العملية بالنسبة لمواطنينا في كلتا الجزيرتين”.
وأضاف “وأنا حتما أدرك أنه ينبغي أن يتم دمج ذلك ضمن مسائل مثل السلام والازدهار والاحترام المتبادل والصداقة”.
من ناحيته قال ستارمر إن إصلاح العلاقات “مهم حقا بالنسبة لي ولحكومتي”. أضاف “يمكن أن يكون ذلك مفيدا. أن يكون عميقا”.
وقبل عقد لقاء مشترك مع شخصيات من مجتمع الأعمال، قال هاريس إنه عقد وستارمر “اجتماعا مثمرا للغاية” واتفقا على عقد قمة سنوية، على أن تكون الأولى في آذار/مارس 2025.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء البريطاني بيانا بعد لقاء ستارمر وهاريس، أكد في تقدير المسؤولَين للعلاقات بين البلدين، لكنها “اتفقا على رغبتهما في الذهاب إلى أبعد من ذلك، خصوصا في مجالات التجارة والاستثمار”.
وأشار البيان إلى أنّ القمة الثنائية المقبلة “ستركز على تعزيز التعاون في المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك مثل الأمن والمناخ والتجارة والثقافة”.
كذلك، تطرّق المسؤولان إلى الحرب في أوكرانيا ودعم كييف، والحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وكان ستارمر وهاريس أكدا في وقت سابق أهمية دورهما المشترك كحارسين لـ “اتفاقية الجمعة العظيمة”، في إشارة لاتفاق السلام التاريخي لعام 1998 والذي أنهى عقودا من أعمال العنف الطائفية في إيرلندا الشمالية.
كان هاريس الذي أصبح رئيسا للوزراء في نيسان/أبريل، أول مسؤول أجنبي يستقبله زعيم حزب العمال ستارمر بعد توليه منصبه في داونينغ ستريت في تموز/يوليو بعد 14 عاما من حكم المحافظين.
والتقيا في حينه في مقر رئيس الحكومة البريطانية في تشيكرز بشمال غرب لندن وشربا بيرة غينيس، الجعة الوطنية الايرلندية، قبل اجتماع أكبر ضم قادة أوروبيين.
– تبدّل في اللهجة –
يمثل التركيز على “إعادة ضبط” العلاقات البريطانية الايرلندية تحولا ملحوظا في اللهجة بعد أن شهدت السنوات القليلة الماضية تصاعد التوترات بين دبلن ولندن.
وقد صوّت البريطانيون بغالبية ضئيلة على الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء عام 2016. وانسحبت البلاد من التكتل القاري في 2020 بعد سنوات من الانقسام السياسي والجمود.
وكان بوريس جونسون آخر رئيس وزراء بريطاني يزور إيرلندا، خلال المفاوضات بين لندن وبروكسل بشأن بريكست في 2019.
وكان يُنظر إلى بريكست على نطاق واسع على أنه مصدر لاضطراب العلاقات بين ايرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية البريطانية.
منذ وصوله إلى السلطة، أعلن ستارمر عن مراجعة لقانون مثير للجدل يهدف إلى إنهاء التحقيقات في الجرائم المتعلقة بالاضطرابات في إيرلندا الشمالية، في خطوة لقيت معارضة شديدة من أقارب الضحايا.
ومن المتوقع أن يؤكد المسؤولان أنهما يسعيان إلى إضفاء طابع رسمي أكثر على أسلوب التعاون وأكثر تنظيماً بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقال هاريس إن ذلك “يعني العمل على خطة مشتركة تهدف إلى إحداث تغيير كبير في مستوى الطموح والالتزام بين الجانبين”، وفقا لشبكة آر تي إي الإيرلندية.
ومن المقرر أن يحضر ستارمر وهاريس مباراة بين إنكلترا وإيرلندا في دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم مساء السبت.
بمو/غد-ناش/كام