إسرائيل تقصف اليمن بعد هجوم الحوثيين على مطار بن غوريون

شنت إسرائيل غارات جوية على اليمن الاثنين، قال الحوثيون إنها ضربة مشتركة مع الولايات المتحدة، غداة إعلان المتمردين المدعومين من إيران مسؤوليتهم عن هجوم صاروخي على مطار بن غوريون في تل أبيب.
وأفادت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين مساء الاثنين بأن “عدوانا أميركيا إسرائيليا استهدف بـ6 غارات ميناء الحديدة”.
وأشارت أيضا إلى “عدوان أميركي إسرائيلي على مديرية باجل” في المحافظة نفسها، قالت لاحقا إنه استهدف “مصنع إسمنت”.
وأكدت إسرائيل شن تلك الغارات، في حين نفى مسؤول أميركي أي مشاركة للولايات المتحدة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن ضربات جوية على بنى تحتية للحوثيين في الحديدة في غرب اليمن.
وهي المرة الخامسة تعلن فيها إسرائيل قصف اليمن منذ المرة الأولى في تموز/يوليو 2024.
وأورد بيان عسكري أن الضربات نفذت “ردا على الهجمات المتكررة لنظام الحوثي الإرهابي نحو دولة إسرائيل” بواسطة صواريخ ومسيرات، مضيفا أن “البنى الإرهابية التي تمت مهاجمتها في ميناء الحديدة” تستخدم “لنقل وسائل قتالية ايرانية وعتاد عسكري”.
وأوضح أنه قصف مصنع اسمنت شرق المدينة “يستخدم كمنشأة اقتصادية مهمة لنظام الحوثي”.
– “لم تشارك”-
وقال مسؤول أميركي طالبا عدم كشف هويته إن “القوات الأميركية لم تشارك في الضربات الإسرائيلية على اليمن اليوم”.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة للحوثيين أنيس الأصبحي عبر حسابة على إكس إصابة 21 شخصا في الهجوم على باجل.
وفي وقت سابق، أفادت وكالة سبأ اليمنية التابعة للحوثيين عن سلسلة غارات على العاصمة صنعاء شملت “غارتين للعدوان الأميركي استهدفتا شارع الأربعين” في صنعاء وأخرى “شارع المطار”.
ونقلت الوكالة عن وزارة الصحة في حكومة الحوثيين “إصابة 16 مواطناً جراء العدوان الأميركي على أمانة العاصمة صنعاء”.
وفي وقت لاحق الاثنين، أفادت قناة “المسيرة” التابعة للمتمردين بأن “عدوانا أميركيا يستهدف بسبع غارات مديرية الحزم” في محافظة الجوف شمال شرق صنعاء، قبل أن تعلن عن أربع غارات أخرى استهدفت العاصمة اليمنية.
وكان الحوثيون قد أعلنوا مسؤوليتهم عن استهداف “مطار (بن غوريون) في يافا المحتلة بصاروخ بالستي فرط صوتي أصاب هدفه بنجاح”، وفق بيان نشرته “المسيرة”.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن الصاروخ الذي سقط في منطقة المطار الدولي الرئيسي رغم “عدة محاولات لاعتراضه”، أُطلق من اليمن.
جاء الهجوم قبل ساعات من تأكيد الجيش الإسرائيلي استدعاء “عشرات الآلاف من عناصر الاحتياط” للمشاركة في هجومه على غزة وتدمير “كل البنى التحتية” العائدة الى حماس.
من جهتها، نفت إيران الإثنين تقديم مساعدة للحوثيين لتنفيذ الهجوم. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان إنّ “تحرّك اليمنيين لدعم الشعب الفلسطيني كان قرارا مستقلا نابعا من شعورهم بالتضامن” مع الفلسطينيين.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد بتوجيه “ضربات” جديدة للحوثيين بعد استهداف المطار والتسبب بإصابة ستة أشخاص وتعطيل حركة الملاحة.
كذلك، توعد نتانياهو باستهداف إيران، وقال عبر منصة “إكس” إن “هجمات الحوثيين مصدرها إيران. إسرائيل سترد على هجوم الحوثيين على مطارنا الرئيسي في الوقت المناسب والمكان الذي نختاره نحن (عبر استهداف) أسيادهم الإرهابيين الإيرانيين”.
وأضاف “الأمر ليس ضربة واحدة وتنتهي، ستكون هناك ضربات”.
– “حصار جوي” –
وكان قائد لواء المركز في إسرائيل يائير حتسروني أفاد أن الصاروخ أحدث حفرة “بعرض وعمق عشرات الأمتار”.
ومساء الاحد، أعلن الجيش بعد اجرائه تحقيقا انه لم يكن هناك “اي ثغرة في الرصد والاعتراض” بل “مشكلة تقنية في جهاز الاعتراض”.
من جانبه، قال جهاز الإسعاف والطوارئ “نجمة داود الحمراء” أنه قدم العلاج لستة مصابين على الأقل، تراوحت إصاباتهم ما بين الطفيفة والمتوسطة.
من جهتهما، أعلنت مجموعة لوفتهانزا الألمانية و”إير إنديا” للطيران تعليق رحلاتهما من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب حتى السادس من أيار/مايو، فيما علّقت “بريتش إيرويز” رحلاتها للمطار حتى السابع من الشهر الجاري.
ومساء الأحد أعلن يحيى سريع المتحدث العسكري باسم الحوثيين في بيان “فرض حصار جوي شامل على العدو الإسرائيلي من خلال تكرار استهداف المطارات وعلى رأسها… مطار بن غوريون”، داعيا “شركات الطيران العالمية… إلى إلغاء كافة رحلاتها إلى مطارات العدو”.
وأثنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على هجمات الحوثيين التي وصفتها بأنها “الدقيقة”.
– تدمير البنى التحتية لحماس –
اجتمع المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر مساء الأحد وأقر خطة توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة وإصدار أوامر استدعاء جنود الاحتياط.
وقال رئيس أركان الجيش ايال زامير في بيان “هذا الاسبوع، نستدعي عشرات الآلاف من عناصر الاحتياط بهدف تعزيز وتوسيع عمليتنا في غزة”، مضيفا “نكثف الضغط بهدف إعادة رهائننا والتغلب على حماس. سنتحرك في مناطق أخرى وسندمر كل بناها التحتية سواء على الأرض أو تحتها”.
وبعد هدنة لشهرين في غزة وأسابيع من المفاوضات لتمديدها من دون جدوى، استأنفت إسرائيل في 18 آذار/مارس قصفها الجوي وعملياتها البرية في القطاع المدمَّر، مع تأكيد حكومة نتانياهو أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على الإفراج عن الرهائن.
من اصل 251 شخصا تم احتجازهم خلال هجوم حماس في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2023، ما زال 58 في غزة، علما أن الجيش الإسرائيلي أعلن وفاة 34 منهم.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية المدمرة التي اندلعت على الإثر عن مقتل ما لا يقل عن 52 الفا و535 شخصا معظمهم مدنيون، بحسب أرقام وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الامم المتحدة موثوقة.
بور/هت-ع ش/ب ق