مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

سويسرا ليست في الطليعة

المنظمات غير الحكومية السويسرية المعنية بشؤون الطفل مثل منظمة ارض البشر تحاول مرار لفت الانتباه الى خطورة ظاهرة الاستغلال الجنسي للاطفال Keystone

بعد اختتام أعمال المؤتمر الدولي في مدينة يوكوهاما اليابانية حول الاستغلال الجنسي للأطفال، تبين أن سويسرا تقف في مُؤخرة الدول المُقصرة في مكافحة هذه الممارسة الشاذة.

شارك أكثرُ من 3000 ممثل عن 138 في المؤتمر الدولي حول الاستغلال الجنسي للأطفال والذي أنهى أعماله يوم الخميس في مدينة يوكوهاما اليابانية. وتمكنت سويسرا خلال هذا اللقاء من مقارنة ما حققته من نتائج في مجال محاربة هذه الظاهرة الشنيعة مع ما أنجزته دول أخرى منذ انعقاد المؤتمر الأخير حول الاستغلال الجنسي للأطفال في العاصمة السويدية ستوكهولم قبل خمسة أعوام.

وكان الاستنتاجُ سلبيا للغاية لأن بيرن أدركت حجمَ تخلفها في هذا الميدان وعلى مُستويات مختلفة. فبالرغم من تعديل سويسرا لقانونها الجنائي من أجل ضمان حماية أفضل للأطفال، أقر السفيرُ السويسري جون فرانسوا جيوفاني الذي ترأَّس وفدَ الكُونفدرالية إلى مؤتمر يوكوهاما بأن تعامل بلاده مع هذا الملف يعاني من ثغرات على مُستويين أساسين. الأول أمني ويتمثل في بطء تحركات الشرطة السويسرية عند تحقيقها في قضايا الاستغلال الجنسي للأطفال، والثاني تربوي ويكمن في ضعف حملات التوعية بهذه الظاهرة القذرة.

نقائص على مستويات مختلفة

ويقولُ السفيرُ السويسري جيوفاني في هذا السياق: “لقد أدركنا في يوكوهاما أهمية إقامة تنسيق افضل بين قوات الشرطة في مختلف الكانتونات كي تتمكن من التدخل سريعا خاصة في حالات اختطاف الأطفال…أما حاليا فتحركات الشرطة السويسرية بطيئة جدا.”

وعن السُّبل الكفيلة بتجاوز النقائص على المستوى التربوي، يرى السفير جيوفاني انه يتعين تعزيزُ حملات التوعية في سويسرا من اجل ضمان وصول الشعور بخطر ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال إلى كافة شرائح المُجتمع وبهدف توعيتها بحقوق الطفل.


وعلى الرغم من تلك المُناشدة التي تدَّعيها مُختلف الدول الأوربية فإنها لا تقدم علاجا فعليا لهذه الظاهرة الخطيرة. فعلى سبيل المثال، تقاعست بلجيكا في مكافحة هذه المُمارسات الشاذة بل أن اخطر المجرمين مارك دوترو الذي اشتهر عالميا بارتكاب هذه الجريمة يعيش منذ ست سنوات مُرَفها خلف القضبان على الرغم من جرائمه البشعة التي أودت بحياة ستة أطفال. وبالرغم ثورة الرأي العام إلا انه لم يقف حتى الآن أمام القضاء في الوقت الذي يتواصل فيه وفاة الشهود في القضية الواحد تلو الآخر في ظروف غامضة.

كما تتقاعس الدول الأوربية في مكافحة مواقع شبكة الانترنيت التي تروج لهذه الممارسات وتغض الطرف عن المخالفات الجسيمة التي ترتكبها الشركات الراعية لمثل هذه المواقع.

غير أن مؤتمر يوكوهاما كان واضحا بهذا الشأن حيث قرر توجيه نداء للقطاع الخاص مثل شركات البرامج المعلوماتية بهدف الكشف عن ذوي الأذواق الفاسدة وهواة الاستغلال الجنسي للأطفال الذين يتسترون وراء آلاف مواقع الانترنيت.

جهات متعددة تتحمل المسؤولية

وبالنسبة للمسؤولية الملقاة على عاتق المصارف بشأن انتشار ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال، أشارت السيدة كاثرين هارتمان المسؤولة في المنظمة غير الحكومية السويسرية Ectat Switzerland إلى أن “المشاركين في مؤتمر يوكوهاما لم يغفلوا الحديث عن المصارف التي تقوم بتبييض مليارات الدولارات من مداخيل عصابات المافيا التي تسيطر بصفة متزايدة على الاتجار بأجساد الأطفال لأغراض جنسية.

هذا وشدد مؤتمر يوكوهاما على ضرورة توعية الأطفال بحقوقهم الكاملة ومساعدتهم على إدراك الممارسات التي تعد انتهاكا لأعراضهم وطهارتهم الجنسية.

الملفت للانتباه والمؤسف في الاستغلال الجنسي الشنيع للأطفال هو أن هذه الظاهرة وشبكاتها الإجرامية مازالتا تنعمان عجز القانون في عدد من دول العالم ومن بينها سويسرا. فغالبا ما تتطلب معاقبةُ مرتكبي هذه الجريمة الحصول على إثباتات قوية قد يجد فيها المحامون المدافعون عن أولئك المتهمين تعارضا مع الحماية التي يوفرها القانون للبيانات الشخصية للمواطن على سبيل المثال.

وكان تحالف منظمات غير حكومية قد أطلق بمناسبة الاحتفال الأخير باليوم العالمي للطفلة صرخة قوية أمام المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف. وقال هذا التحالف إن مئات آلاف الأطفال يُغتصبون ويُعذبون وحتى يُقتلون في مختلف أنحاء العالم وأن مرتكبي هذه الجرائم غالبا ما ينتمون إلى شبكات مافيا تنظم الاتجار بالأطفال وتجني من وراء استغلالهم الجنسي أموالا طائلة.

وحسب رئيس اللجنة الدولية لكرامة الطفل (CIDE) السويسري جورج غلاتز فان ثمن قضاء ليلة مع طفل يقدر بآلاف الفرنكات السويسرية. أضف إلى ذلك أن هنالك بعض الشركات السياحية التي تروج بشكل غير مباشر وخفي للسفر إلى الدول الفقيرة الأكثر تضررا من الظاهرة وتسهل عمليات الاستغلال الجنسي للأطفال مستغلة بذلك شرف الأطفال والحالة الاقتصادية الصعبة لبلادهم.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية