شهر نيسان/أبريل يسجل حرارة قياسية في الإمارات

سجّلت دولة الإمارات إحدى أعلى درجات الحرارة لشهر نيسان/أبريل منذ أكثر من عشرين عاما، وبلغ متوسط الحرارة القصوى اليومية 42,6 درجة مئوية، بناء على أرقام المركز الوطني للأرصاد الجوية الذي يتتبع البيانات في الإمارات منذ 2003.
ويُحطّم هذا الرقم المتوسط القياسي لدرجة الحرارة القصوى لشهر نيسان/أبريل لعام 2017 والذي بلغ حينها 42,2 درجة مئوية، وفق حسابات أعدّتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام المركز.
تُشير الأرقام إلى ارتفاع مبكر جدا وغير مُعتاد في درجات الحرارة في الدولة الخليجية الصحراوية خلال فصل الربيع.
ويفسّر خبير الأرصاد الجوية في المركز أحمد حبيب ذلك بوصول ما يسمى “المنخفضات الحرارية” إلى الإمارات، موضحا أن تلك المنخفضات “تتكوّن في صحراء الربع الخالي وتعمل على تحريك كتلة هوائية ساخنة جدا تسمى بالرياح الجنوبية من هناك” باتجاه منطقة الخليج.
ويضيف حبيب أن “درجات الحرارة ستواصل الارتفاع في ظل وجود مطوّل لهذه المنخفضات الحرارية في الإمارات، وطالما لم تحرّكها أي رياح أو أنظمة ضغطية أخرى”.
في ظل التوقعات باستمرار ارتفاع درجات الحرارة في البلد، أصدر المركز الوطني للأرصاد الجوية في الإمارات إرشادات وقائية، من بينها الإكثار من شرب السوائل وتجنب ممارسة الأنشطة الخارجية خلال ساعات الذروة.
كما شهد شهر نيسان/أبريل هذه السنة ثاني أعلى درجة يومية منذ بدء تتبّع المركز الوطني للأرصاد الجوية للبيانات في الإمارات.
وسُجّلت 46,6 درجة مئوية يوم 27 نيسان/أبريل في إمارة الفجيرة، فيما كانت أعلى درجة حرارة مسجّلة خلال شهر نيسان/أبريل هي 46,9 في العام 2012، وفق المرصد.
وأما خلال شهر نيسان/أبريل العام الماضي، فشهدت الإمارات هطولا قياسيا مفاجئا للأمطار منذ بدء تسجيل منسوباتها قبل 75 عاما، تسبّب في فيضانات خطرة وأضرار جسيمة في مدينة دبي.
وفسّرت وقتها شبكة إسناد الطقس في العالم الارتفاع الحاد للتساقطات بـ”ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن حرق الوقود الأحفوري”.
والإمارات المنتجة للنفط معرضة بشدة للاحتباس الحراري، بحسب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، مع تسجيلها لدرجات حرارة مرتفعة وتراجع معدل هطول الأمطار وزيادة وتيرة العواصف الترابية، بينما يهدد ارتفاع منسوب مياه البحر سواحلها المنخفضة.
لكنها تستثمر في الطاقة المتجددة، متعهدة بإزالة الكربون من اقتصاداتها المحلية، دون أن يشمل ذلك الوقود الأحفوري الذي تبيعه في الخارج.
واستضافت الإمارات في العام 2023 محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، والتي توصلت خلالها الدول إلى اتفاق تاريخي “للانتقال” من الوقود الأحفوري.
بور/ح س