مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

صحارى…. أول اتحاد نسائي عربي في سويسرا

تقديم صورة واقعية عن المرأة العربية كان الهدف الاول من إنشاء الاتحاد النسائى العربى swissinfo.ch

ما الذي يجمع بين رمال الصحراء والمرأة العربية وصورة هذه الأخيرة في الغرب؟ سؤال قد يثير الاستغراب لكن إجابته لن تزيد عن ثلاث كلمات "الاتحاد النسائي العربي" ... أول اتحاد للنساء العربيات في سويسرا.

صحارى هو الاسم الذي أُطلق على الاتحاد النسائي العربي الذي أنشأ في 3 سبتمبر من عام ألفين. لماذا صحارى؟ ترد رئيسة الاتحاد نجوى زهوه، وهي سورية الأصل ومقيمة في سويسرا منذ عام 1986، بأن صحارى كلمة بلا حدود، فهي لا تتعلق بأي بلد عربي بل توجد في كل البلدان العربية، وهى أيضا ترمز لرمال الصحراء وحركتها المستديرة المستمرة مثلها في ذلك مثل حركة المرأة وتفكيرها المتجدد.

هذا عن الاسم، فما الداعي إلى إنشاء اتحاد للنساء العربيات في بلد أوروبي؟ هدفان سعت مؤسسات الاتحاد الثلاث، نجوى زهوه وعايدة ياموت ومها محمد، إلى تحقيقهما من إنشاء صحارى: تغيير الصورة السائدة عن المرأة العربية في الغرب، وتوفير قناة للمرأة العربية المغتربة في سويسرا للالتقاء بنظيراتها العربيات والسويسريات والاندماج في المجتمع الأوروبي. هدفان طموحان بالفعل.

السلبية وضعف الشخصية والخضوع، تقول السيدة نجوى زهوه، هم سمات يصفن صورة المرأة العربية في الذهن الغربي. وهى صورة تدعمها وسائل الأعلام الغربية التي كثيرا ما تظهر المرأة العربية كما لو كانت أداة طيعة ذليلة في يد الرجل:”هدفنا هو الحضارة العربية وتقديم المرأة العربية بصورة مشرفة … ونسعى بذلك إلى تغيير الصورة السلبية المأخوذة عن المرأة العربية(….) والتي وإن كانت ربة بيت ومحافظة على عاداتها وتقاليدها تظل لها شخصيتها وثقافتها المشرفة.”

كيف؟ من خلال إقامة المحاضرات والندوات والمعارض والحفلات العامة، وكلها قنوات تسمح بالتواصل والحوار بين العناصر العربية والسويسرية. فكانت التظاهرة الثقافية الأولى التي رعاها الاتحاد النسائي بعد إنشائه، والذي انضمت إليه حتى الآن اكثر من ستين عضوه، ندوة عامة عن تربية الطفل في المجتمع الغربي مقارنة بتربيته في المجتمع العربي. وإضافة إلى الحفلة التي أقامها الاتحاد بمناسبة عيد الأضحى أو التي سيقيمها بمناسبة عيد ألام، فإنه يخطط لأمسية ثقافية تسعى إلى تقديم صورة عن التراث الثقافي للبلدان العربية.

إذا كانت إقامة هذه التظاهرات الثقافية تسمح بنقل صورة عن المرأة العربية، فإنها تخدم في الوقت ذاته هدفا اعم ولعله اكثر إلحاحا… إتاحة الفرصة للمرأة العربية المغتربة للالتقاء بنظيراتها العربيات. فبالرغم من وجود جالية عربية كبيرة في سويسرا، تقول السيدة نجوى زهوه، فإن النساء العربيات نادرا ما يجدن الفرصة للقاء بعضهن البعض لعدم وجود قناة متاحة للتواصل فيما بينهن:”كثير من النساء ممن انضممن إلى عضوية الاتحاد عبرن عن شعورهن بأنه كان بمثابة البيت الذي عثرن عليه بعد جهد ..”

هذا الإحساس أنعكس على نوعية الطلبات التي بدأت تصل إلى صحارى. فالمسئولون في مستشفى زيوريخ ، على سبيل المثال، اتصلوا بالاتحاد لتقديم يد العون إلى امرأة عربية ظلت لأسباب صحية مقيمة في المستشفى لمدة ثلاثة اشهر. وامرأة اتصلت بالاتحاد لان جارتها العربية تعانى من الوحدة والاكتئاب في الغربة. عدا ذلك، بدأ الاتحاد النسائي العربي في تقديم يد المساعدة للنساء ممن يرعين طفل أو شخص معاق، إضافة إلى تدريس مادتي اللغة العربية والحضارة للأطفال العرب.

وماذا أيضا؟ مشاريع الاتحاد كثيرة وطموحة، منها على سبيل المثال التخطيط لإجراء دورات للتدريب على الكمبيوتر واللغة الألمانية، لكن المشكلة الأساسية التي تواجه ترجمة هذه المشاريع على ارض الواقع تظل مالية:”مشكلتنا مالية.. فليست لدينا المقدرة المالية الكافية لتمويل هذه المشاريع.. فالكثير من الفعاليات التي قمنا بها تم تمويلها من جيبنا الخاص أو من خلال بيع المأكولات العربية… والسلطات السويسرية قدمت دعما هاما عندما وفرت لنا فصلا في مدرسة خاصة لتدريس الأطفال العرب.. لكن مشكلتنا تبقى في تأمين التمويل اللازم لاستئجار مركز دائم للاتحاد.”

أخيرا، قد يدفع طابع الاتحاد الثقافي الاجتماعي وصيغته التي قام عليها، قد يدفع البعض إلى القول إنه لا يمثل المرأة العربية المسلمة أو على الأقل الأغلبية الساحقة من شرائحها. ترد نجوى زهوه رئيسة الاتحاد على هذا الاتهام بالقول:”لدينا الكثير من النساء المتحجبات… لكننا تعمدنا الابتعاد عن الطابع السياسي أو الديني بعدا عن المشاكل… فهناك مراكز إسلامية كثيرة هنا وهي اكثر قدرة على تولى هذه المهام.. أنا على سبيل المثال أرسل أبنائي إلى المراكز الإسلامية هنا لتلقى دروس الدين… لكننا فضلنا أن نكون بعيدين عن السياسية والتركيز على الحضارة العربية.”

إلهام مانع

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية