The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

عباسي مدني قائد الإسلام السياسي الذي ارتبط اسمه ب”العشرية السوداء”

زعيم الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية عباسي مدني الذي توفي في 24 نيسان/أبريل 2019، في صورة التقطت له في قطر في 14 أيلول/سبتمبر 2004 afp_tickers

ارتبط اسم عباسي مدني الذي سيدفن السبت في الجزائر بالحرب الأهلية الجزائرية التي أدمت البلاد لسنوات طويلة الأمر الذي أوجد له الكثير من الإعداء، لكنه بالنسبة الى أنصاره يبقى قائداً تاريخيا للإسلام السياسي.

وتوفي مدني، الرجل القصير القامة والممتلئ البنية، عن 88 عاما الأربعاء في مستشفى في الدوحة التي يقطنها منذ غادر الجزائر في 2003 بعد خروجه من السجن حيث كان يقضي حكما لمدة 12 عاماً بتهمة تهديد أمن الدولة. وكان ممنوعاً من ممارسة أي نشاط سياسي.

وقد أقلت طائرة جثمانه السبت من الدوحة الى مطار الجزائر، وكان في انتظاره في محيط منزله حشد ضخم من المستقبلين الذين رددوا “الله أكبر”.

وإذا كان “المجاهد” عباسي مدني بالنسبة الى الكثيرين، زعيما تاريخيا “لم تتلطخ يداه بالدماء”، فإنه بالنسبة الى منتقديه “مجرم” كان يقود “عمليات القتل” من زنزانته خلال الحرب الأهلية (1992-2002).

ومدني من مواليد عام 1931 بمدينة سيدي عقبة الغنية بأشجار النخيل في شرق الجزائر. تلقى تعليمه في مدرسة قرآنية.

في تشرين الثاني/نوفمبر 1954، شارك في حرب الاستقلال ضد السلطات الاستعمارية الفرنسية، لكن سرعان ما أوقف بعد محاولة للهجوم على إذاعة الجزائر ليقضي نتيجة ذلك السنوات السبع للصراع في السجن.

وحاز مدني الذي يحمل إجازة في الفلسفة على دكتوراه في العلوم التربوية والتعليمية بمنحة دراسية في بريطانيا.

عمل أستاذاً لعلم النفس التربوي في جامعة الجزائر، ونشط باكراً في الترويج للإسلام السياسي في بلد كان خاضعا لحكم الحزب الواحد، وبات زعيماً لهذا التيار. لكن نشاطه هذا أوصله الى السجن عام 1982 حيث أمضى عاما كاملا.

– مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ –

بعد تحويلهم المساجد إلى منابر سياسية، أخرج مدني وآخرون الإسلام السياسي من الظلّ، نتيجة إصلاحات بينها التعددية الحزبية، أُقرت بعد أعمال شغب وقعت في تشرين الأول/أكتوبر 1988. وأسسوا الجبهة الإسلامية للإنقاذ في عام 1989. وكان هدف هذا الحزب تأسيس دولة دينية في الجزائر لتكون أول دولة إسلامية في المغرب العربي.

ترأس مدني الجبهة وإلى جانبه ذراعه اليمنى علي بلحاج الذي يصغره بـ25 عاماً. وبات الداعية مدني الذي كان يتنقل من مسجد لآخر، زعيماً بلا منازع للإسلام السياسي في الجزائر، ومحبوباً من الملايين.

كان يوصف بالسياسي المحنك، علما أن الرجل صاحب اللحية الحمراء المشذبة لم يكن يملك مواهب خاصة في الخطابة. رغم ذلك، كان يتكلم على مهل وقادرا على الإقناع. وترك لعلي بلحاج مهمة التوجه الى الحشود بعباراته الحماسية.

ولعب مدني على التناقض بين شخصيته وشخصية بلحاج النارية ليبدو هو بمظهر المعتدل.

لكن بعض الأفكار حول أهمية اعتماد الإسلام كنهج شامل، دفعت معارضيه الى القول إن تعهداته باحترام الديموقراطية والتعددية في حال تولت جبهة الإنقاذ السلطة، هي “محض تكتيك”.

وبعد الفوز الساحق لجبهة الإنقاذ في حزيران/يونيو 1990 في الانتخابات المحلية في أول اقتراع تعددي بتاريخ الجزائر، قدّم مدني حزبه على أنه بمثابة “حام” للشرعية “الشعبية” بمواجهة جبهة التحرير الوطني، الحزب الحاكم الأوحد سابقاً الذي استأثر بالسلطة لثلاثين عاماً.

وتحولت دعوته لإضراب عام مفتوح في حزيران/يونيو عام 1991 لإجبار الرئيس الشاذلي بن جديد على تنظيم انتخابات تشريعية مبكرة، إلى اختبار قوة وتطورت إلى مواجهات بين قوى الأمن والمحتجين.

– حلّ الحزب –

وأعلن الجيش في الخامس من حزيران/يونيو 1991 حالة الطوارئ وألقى القبض على عباسي وعلي بلحاج.

ومن زنزانته، ساهم مدني في أواخر العام نفسه في تمكين جبهة الإنقاذ من الانتصار في الدورة الأولى للانتخابات التشريعية التي أنذرت بفوز ساحق للجبهة الإسلامية للإنقاذ في الدورة الثانية. لكن تمّ إلغاء الانتخابات وحلّ حزب عباسي مدني في أوائل عام 1992. فدعا مدني الى الكفاح المسلح.

وغرقت الجزائر على الأثر في عقد من الحرب الأهلية بين جماعات إسلامية وقوات الأمن. وذهب مدنيون أيضا ضحايا النزاع الذي أسفر، بحسب الأرقام الرسمية، عن 200 ألف قتيل، معظمهم قتلوا في هجمات أو مجازر تنسب إلى الإسلاميين.

في عام 1999، أعلن مدني دعمه قرار الجيش الإسلامي للإنقاذ، الذراع العسكري للجبهة الإسلامية للإنقاذ، بإلقاء السلاح. ودعا إلى وضع حدّ للقتال لدى إطلاق سراحه في عام 2003.

في منفاه في قطر، عاش مدني بعيدا عن الأضواء.

وجددت وفاته الجدل حول شخصه، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي. فكتبت “سارة بنت الجزائر” مثلا “رحم الله الشيخ #عباسي_مدني مجاهد في شبابه، ومناضل في كهولته مظلوم في حياته وحتى بعد مماته”. بينما كتبت عائشة زينة عامر “للأسف، مات دون أن يدفع ثمن الجرائم التي ارتكبها باسم الإسلام”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية