على ترامب أن يفصل السلام بين الكوريتين عن ملف نزع السلاح النووي بحسب خبير أميركي
قبل قمة كورية يتوقع أن تدفع قدما المصالحة بين الشمال والجنوب مع احتمال استبعاد الولايات المتحدة من العملية، رأى أحد كبار الخبراء الأميركيين في هذا الملف فيكتور تشا أن على الرئيس دونالد ترامب أن يفصل ما بين مفاوضات السلام وملف نزع السلاح النووي.
وأعرب فيكتور تشا العضو سابقا في مجلس الأمن القومي في عهد الرئيس الجمهوري جورج بوش والذي طرحت الإدارة الحالية اسمه لفترة كسفير في سيول قبل أن يبدل البيت الأبيض رأيه، عن مخاوفه من أن تفضي المحادثات حول أسلحة بيونغ يانغ الذرية إلى “اتفاق سيء”، في مقابلة أجرتها معه وكالة فرانس برس.
واعتبر الخبير الذي يعمل حاليا باحثا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن على الرئيس الأميركي أن يسعى للحصول على تنازلات أخرى مقابل سلام رسمي بين الكوريتين التي انتهت الحرب بينهما عام 1953 بمجرد هدنة.
سؤال: يريد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون عقد قمة جديدة مع دونالد ترامب بعد قمة سنغافورة في حزيران/يونيو. هل هذه فكرة جيدة؟
جواب: من الأسهل على كيم التحدث مع ترامب. فترامب ينتقد الجميع باستثناء كيم جونغ أون! لكننا اليوم عدنا إلى النقطة ذاتها التي كنا عندها قبل القمة الأولى. لو كنت عضوا في الإدارة، لكان لقاء جديدا بين ترامب وكيم أثار مخاوفي. هذا خطير، وخصوصا في الوقت الراهن.
سيلتقي الشمال والجنوب خلال الأيام المقبلة، وهما يعتزمان التقدم نحو إعلان سلام. وسيحظيان على الأرجح بمباركة الصين. هذا يضع ترامب في وضع حرج: إن أعلنوا السلام من دوننا، سنكون في موقع الأشرار، في حين أنه يريد أن يظهر بمثابة صانع السلام، طامحا إلى جائزة نوبل! وقد يعمد إلى اللحاق بهما حتى يتمكن من القول +كانت هذه فكرتي أنا، وكل شيء على ما يرام+.
لكن الخطر هو أنه بدون تحقيق أي تقدم على صعيد نزع الأسلحة النووية، سيعود الأمر إلى القبول بالسلام لقاء لا شيء أو لقاء اتفاق سيء.
س: ما العمل؟
ج: علينا أن نفصل المفاوضات. إننا نمزج في الوقت الحاضر بين اتفاق السلام ونزع السلاح النووي. ما تريده الولايات المتحدة مقابل السلام هو تصريح بالقدرات النووية الكورية الشمالية لنتوصل لاحقا إلى جدول زمني لنزع السلاح والتثبت من نزع السلاح هذا. لكن لا شيء يدل على أن الكوريين الشماليين على استعداد لتقديم هذه التنازلات، إنهم يريدون السلام أولا، وبالتالي، فإن الأمر لن ينجح.
يجب ألا تشمل المفاوضات حول اتفاق سلام عملية نزع السلاح كإجراء مقابل، بل تدابير تهدئة على صعيد القوات التقليدية على الأرض، وفي طليعتها سحب المدفعية الكورية الشمالية على الحدود الموجهة صوب سيول، وهو ما سيكون له بعد استراتيجي.
إننا نجازف في المرحلة الراهنة بمنح إعلان سلام مقابل لا شي. لا بد من الحصول على شيء هام.
س: ماذا عن نزع السلاح؟
ج: تقول كوريا الشمالية إنها ستنزع سلاحها النووي مقابل إعلان سلام وكذلك رفع العقوبات. يجب ألا يكون ذلك مترابطا، ما يحتم فصل الملفات عن بعضها.
في ما يتعلق بنزع السلاح النووي، فالجزرة هي رفع العقوبات.
من الممكن التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. اتفاق سيء، هذا أكيد! لكن السؤال الحقيقي المطروح هو إن كان من الممكن التوصل إلى اتفاق جيد يكون شاملا إلى حد بعيد ويمكن التثبت منه؟ من الصعب الرد على هذا السؤال، إذ لا أعتقد أن الكوريين الشماليين ينوون التخلي عن أسلحتهم. ربما بعض الرؤوس فحسب، لكن ذلك لن يكون اتفاقا جيدا.
هناك من جهة الرئيس الذي يريد اتفاقا ليعطي صورة جيدة، وسيكون اتفاقا واهيا، وهناك أعضاء الإدارة الذين يحاولون انتزاع أفضل اتفاق ممكن، لكن من الصعب التفاوض: إنهم يسعون للحصول على أمور سبق وأعلن الرئيس أنه حصل عليها.
لا يتهيأ لي أنهم حققوا تقدما كبيرا. الاستخبارات تشير إلى أنهم ينتجون المزيد من الاسلحة والمزيد من المواد الانشطارية، ويحاولون إخفاء أسلحتهم. كوريا الشمالية مستعدة فقط لتدابير من أجل تعزيز الثقة لا يمكن التثبت منها، مثل إغلاق مواقع. هذا يشبه نزع السلاح النووي، لكنه ليس عملية نزح سلاح حقيقية.
ما أنجزته هذه الإدارة، هو أن الزعيم الكوري الشمالي كان في ما مضى معزولا ومهمشا. قرر ترامب أن يلتقي كيم، ما استتبع اجتماعات قمة دولية. الزعيم الكوري الشمالي يحب ذلك، أحب الاختلاط بالحشود في سنغافورة أمام أنظار العالم بأسره. هل سيرغب في توقيع اتفاق حتى لا يعود إلى العزلة؟ لا نعرف حتى الآن.