The Swiss voice in the world since 1935

عواصف وأمواج عاتية تضرب سواحل الهند وباكستان مع اقتراب الإعصار بيبارجوي

صورة مؤرخة في 14 حزيران/يونيو 2023 من قرية في ضواحي كراتشي قبيل وصول إعصار قوي afp_tickers

ضربت عواصف وأمواج عاتية سواحل الهند وباكستان الخميس قبل ساعات من وصول إعصار قوي إلى اليابسة، فيما يبحث الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الفرار عن مأوى حيثما أمكنهم ذلك.

فر أكثر من 175 ألف شخص من المسار المتوقع لإعصار بيبارجوي الذي يعني اسمه “كارثة” باللغة البنغالية، مع تحذير خبراء الأرصاد الجوية من أنه قد يدمر منازل ويقطع خطوط كهرباء عند وصوله إلى اليابسة ظهر الخميس بتوقيت غرينتش.

وتوقع مركز التحذير المشترك من الأعاصير الأميركي أن تضرب عين الإعصار ساحل ولاية غوجارات الهندية قبل أن تنتقل إلى شمال شرق مقاطعة السند الباكستانية.

ويتوقع أن تهب رياح قوية وعواصف على امتداد 325 كيلومترا من الساحل بين ماندفي في ولاية غوجارات الهندية وكراتشي في باكستان.

وصرح جايانثا بهاي (35 عاما)، وهو صاحب متجر في بلدة ماندفي الساحلية الهندية لوكالة فرانس برس في موقت مبكر من الخميس أنه يخشى على سلامة عائلته.

وأضاف هذا الأب لثلاثة فتية تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و15 عاما والذي ينوي انتظار الإعصار في منزله الاسمنتي الصغير خلف المتجر “هذه المرة الأولى التي أشهد فيها على إعصار”. وتابع “هذه الطبيعة، لا يمكننا الوقوف في وجهها”.

وتوقّعت هيئة الأرصاد الجوية الهندية أن تضرب العاصفة العاتية قرب ميناء جاكاو الهندي مساء الخميس محذرة من “دمار كامل” للمنازل التقليدية المبنية من الطين والقش.

وفي البحر، كانت سرعة الرياح تصل إلى 180 كيلومترا في الساعة، مع توقع أن تبلغ ما بين 115 و125 كيلومترا في الساعة وأن تصل إلى 140 كيلومترا في الساعة بحلول الوقت الذي يضرب فيه الإعصار اليابسة.

وحذّر خبراء الأرصاد الجوية في الهند من احتمال حدوث “أضرار واسعة النطاق” بما في ذلك تدمير محاصيل و”تقويس أعمدة كهرباء واتصالات أو اقتلاعها” وتعطيل خطوط القطارات والطرق.

– المدارس تتحول ملاجئ –

في الهند، قالت حكومة ولاية غوجارات إن 94 ألف شخص انتقلوا من مناطق ساحلية ومنخفضة إلى ملاجئ.

وقالت وزيرة التغير المناخي الباكستانية شيري رحمن الأربعاء إن 82 ألف شخص نقلوا من مناطق ساحلية في جنوب شرق البلاد وتم إيواؤهم في 75 مخيم إغاثة.

وأضافت “إنه إعصار غير مسبوق في باكستان”.

والعديد من المناطق المتضررة هي نفسها التي غمرتها العام الماضي الفيضانات الموسمية الكارثية التي أغرقت ثلث مساحة باكستان بالمياه وألحقت أضرارا بمليوني منزل وتسببت في مقتل أكثر من 1700 شخص.

وقالت الوزيرة الباكستانية “هذه كلها تبعات لتغير المناخ”.

ويحتمل حدوث فيضانات في مدينة كراتشي الضخمة التي يقطنها حوالى 20 مليون شخص.

قالت ولايات بيبي البالغة 80 عاما في مخيم إغاثة في مدينة بادين “قلقنا هو عندما ينتهي الإعصار كيف سنطعم أطفالنا؟”. وأضافت “إذا خسرنا قواربنا وأكواخنا سنبقى بلا موارد”.

– “مرعوبون” –

ومساء الأربعاء على مسافة قصيرة من ميناء جاكاو الهندي، تجمع حوالى مئتي شخص من منطقة كوتش في مركز صحي من طابق واحد.

كان كثر قلقين بشأن الماشية التي تركوها وراءهم.

وقال دال جيتهبن لادهاجي (40 عاما)، وهو صيدلاني في المركز الصحي، إن 10 رجال بقوا في المزارع لرعاية مئات من رؤوس الماشية التي تعد مصدر رزق أبناء القرية.

وأضاف “نحن مرعوبون، لا نعرف ماذا سيحدث بعد ذلك”.

وتابع “نتضرع إلى الله كي لا يضرب الإعصار، وأن يتمكن الأشخاص الذين يقيمون في هذا الملجأ من العودة إلى منازلهم والبسمة على وجوههم”.

وتمثل الأعاصير تهديدا متكررا لسواحل المحيط الهندي الشمالية حيث يعيش عشرات الملايين. ووفق العلماء، تميل هذه الظاهرة إلى أن تصبح أكثر عنفا بسبب الاحترار المناخي.

في هذا الصدد، قال عالم المناخ في المعهد الهندي للأرصاد الجوية المدارية روكسي ماثيو كول إن الأعاصير تستمد طاقتها من المياه الدافئة وحرارة سطح بحر العرب ارتفعت بحوالى 1,2 إلى 1,4 درجة مئوية مقارنة بما كانت عليه قبل أربعة عقود.

بورز-بجم/الح/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية