The Swiss voice in the world since 1935

عيد ميلاد آخر بلا بهجة في بيت لحم وأسر مسيحية ترحل عن الضفة الغربية

reuters_tickers

من مصطفى أبو غنية

بيت لحم (الضفة الغربية) (رويترز) – للعام الثاني على التوالي، ستحرم بيت لحم من فرحة عيد الميلاد في وقت تبعد فيه حرب غزة السائحين عن التدفق المعتاد لزيارة المدينة الفلسطينية التي تحتضن كنيسة المهد ويسعى كثير من السكان والأسر للبحث عن سبيل للخروج.

وساحة المهد، المقابلة لكنيسة المهد، مهجورة إلى حد كبير ومتاجر الهدايا التذكارية موصدة.

ومجددا أيضا، ليس هناك أي خطط لوضع شجرة عيد الميلاد التقليدية المزينة بالأنوار في المدينة القديمة المبجلة بوصفها مسقط رأس السيد المسيح التي تقع في الضفة الغربية المحتلة.

ويقول الأب عيسى ثلجية، وهو قس أرثوذكسي يخدم في كنيسة المهد، ” في ظل الظروف الصعبة إللي بتعيشها مدننا الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة طبعا، الوضع صعب حتى نفرجي أي مظاهر للفرح والابتهاج والإضاءة والشجرة أو الزينة. الاحتفال بيكون داخلي.. صلوات، تقتصر على الصلوات والشعائر الدينية داخل الكنائس”.

وأضاف أن الكثير من الأسر المسيحية في المنطقة تسعى لإيجاد سبيل للخروج بعد أن تأثرت معنوياتهم سلبا بغياب السياحة الذي وجه ضربة لاقتصادهم وبوجود التهديد المستمر والقائم بنشوب العنف في الضفة الغربية.

وأضاف الأب ثلجية “أكيد الهجرة من مدينة بيت لحم خاصة هي بتزايد كل يوم أو كل شهر… بنشوف عائلات بتخرج وتسافر إلى كثير أماكن في العالم. طبعا أثرها سلبي جدا على مدينة بيت لحم خاصة إنه الوجود المسيحي في هذا المكان هو وجود مهم”.

وتتناقص أعداد المسيحين في أنحاء الشرق الأوسط على مدى أجيال، والضفة الغربية ليست استثناء.

وشكل المسيحيون في عام 1947، آخر عام للانتداب البريطاني على المنطقة، نحو 85 بالمئة من سكان بيت لحم. ووفقا لتعداد عام 2017 بلغ عدد سكان بيت لحم إجمالا 215514 نسمة من بينهم 23 ألف مسيحي تقريبا فقط بما يشكل نسبة عشرة بالمئة تقريبا في ذلك العام.

ويقول السكان إن معدل الرحيل عن المدينة في تزايد في الأشهر القليلة الماضية في وقت ضاقت فيه سبل المعايش فيها ومع حد الاحتلال الإسرائيلي من حرية التنقل في أنحاء الضفة الغربية.

ويروي علاء أفتيم، وهو أحد سكان بيت لحم ويدير مطعما للفلافل، كيف انتقل ابن عمه مؤخرا للعيش في أستراليا.

وقال لرويترز “في ظل الظروف الراهنة إللي عم نعيشها، في كثير عائلات مسيحية عم بتهاجر من مناطق الضفة إلى الخارج، إلى أستراليا.. إلى أمريكا. نظرا للظروف المعيشية السيئة والاقتصادية السيئة طبعا صارت الناس تدور على فرص حياة أفضل لها ولمستقبل أولادها. للتعليم.. للمستقبل. صارت الناس تدور على مستقبل أفضل. وهذا الشي صار مش موجود في البلاد هون”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية