عيد ميلاد حزين للمسيحيين الارثوذكس في قطاع غزة

بخشوع وفي مراسم غابت عنها مظاهر الفرح، أضاء مسيحيون أرثوذكس الشموع في كنيسة القديس برفيريوس في مدينة غزة احتفالا بعيد الميلاد لدى الطوائف التي تتبع التقويم الشرقي، وصلّوا لانتهاء الحرب المتواصلة منذ 15 شهرا.
وتجمّع عشرات من المؤمنين في قاعة الكنيسة الأثرية، في أجواء خيّم عليها الوجوم والحزن وحتى الخوف، بينما خرق أصوات التراتيل الميلادية والصلوات، دوي انفجارات بسبب القصف الإسرائيلي في أنحاء القطاع الذي يشهد حربا بين الدولة العبرية وحماس منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وأنصت المؤمنون من رجال ونساء الى رئيس أساقفة طبريا أليكسيوس وهو يصلي من أجلهم بينما جلسوا على المقاعد الخشبية بوجوه شاحبة، ومن دون شجرة عيد الميلاد والزينة التقليدية.
وقال رامز الصوري (47 عاما) لوكالة فرانس برس “تقتصر الأعياد على الدعاء فقط دون هدايا للأطفال، دون فرح أو أي مظاهر للفرح للأطفال في هذا العيد”.
وأضاف “نحن في حرب مستمرة منذ 15 شهرًا ونحن في المجتمع المسيحي نطلب دائمًا السلام وكل صلواتنا هي الحب والسلام للجميع وأن تنتهي الحرب”، متابعا “نطلب من جميع الدول المساعدة في وقف إطلاق النار على قطاع غزة”.
– حزن يجمع المسلمين والمسيحيين –
ومنذ بداية الحرب، اضطرت غالبية مسيحيي غزة للجوء إلى كنيستي القديس برفيريوس الأرثوذكسية الشرقية والعائلة المقدسة الكاثوليكية للاتين.
ويقطن حوالى 1100 مسيحي القطاع، عاشوا كما غيرهم من سكانه البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، الحرب والأزمة الانسانية الكارثية التي سببتها.
ولم تسلم كنائس القطاع من الدمار الكبير الذي طال معظم أنحائه جراء الحرب. وألحقت غارة إسرائيلية في تشرين الأول/أكتوبر 2023، دمارا جزئيا بكنيسة القديس برفيريوس، وأسفرت عن مقتل 18 فلسطينيا مسيحيا، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
وقال فؤاد عياد وهو يقف في ساحة الكنيسة حيث تبدو واضحة آثار الدمار الذي طال أيضا المباني المجاورة “نستيقظ كل دقيقة على قصف أو مجازر أو إبادة جماعية أو استشهاد مواطن”.
وتابع “الحزن يسيطر على الكنائس الغربية والشرقية وعلى المجتمع الفلسطيني كمسلمين أو مسيحيين”.
وكان نحو سبعة آلاف مسيحي يعيشون في غزة قبل اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في نهاية عام 2000، لكن غالبيتهم انتقلوا إلى الضفة الغربية المحتلة أو إلى دول أوروبية خصوصا بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
وفي رسالة الميلاد الذي تحييه الطوائف الغربية في 25 كانون الأول/ديسمبر، دعا البابا فرنسيس إلى أن “تصمت الأسلحة” في جميع أنحاء العالم. وأطلق رئيس الكنيسة الكاثوليكية نداء للسلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا والسودان، حيث ندد بـ “الوضع الإنساني الخطير جدا” في القطاع الفلسطيني المدمّر.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفر عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لفرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو ماتوا في الأسر.
ومنذ بداية الحرب، قُتل ما لا يقل عن 45885 شخصا في غزة، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تقول الأمم المتحدة إنّها جديرة بالثقة.
أكدت قطر الثلاثاء أن المحادثات بشأن التوصل إلى هدنة في غزة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تتواصل “على المستوى الفني” بين الطرفين. وتلعب قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، دور الوسيط في محادثات متواصلة منذ أشهر خلف الكواليس بهدف التوصل إلى هدنة في غزة والإفراج عن الرهائن.
بور-مي/كام