The Swiss voice in the world since 1935

40 قتيلا في غارات جديدة على غزة وفق الدفاع المدني وحماس ترفض مقترح الهدنة الإسرائيلي

afp_tickers

رفضت حماس الخميس مقترحا إسرائيليا لهدنة في غزة، مطالبة بـ”اتفاقية شاملة” تضع حدا للحرب، بعدما أسفرت غارات إسرائيلية جديدة عن 40 قتيلا على الأقل الخميس بحسب الدفاع المدني في القطاع.

وكانت حماس تريّثت في الرد على المقترح الإسرائيلي الذي تلقّته عبر الوسطاء المصريين. والخميس قال رئيس حماس في غزة خليل الحية إن “الاتفاقات الجزئية يستعملها (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو وحكومته غطاءً لأجندته السياسية”، مضيفا “لن نكون جزءا من هذه السياسة”.

ردا على موقف حماس، دعا وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش إلى “تكثيف القتال” في غزة حيث وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته البرية منذ أن استأنف هجومه في 18 آذار/مارس، منهيا بذلك هدنة استمرت شهرين.

وكان قيادي بارز في حماس أفاد وكالة فرانس برس في وقت سابق من الأسبوع الحالي بأن المقترح الإسرائيلي ينص على هدنة لمدة 45 يوما على الأقل في مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن الإسرائيليين الأحياء.

كذلك ينص على إطلاق سراح 1231 فلسطينيا من سجون إسرائيل ودخول مساعدات إنسانية إلى القطاع الخاضع لحصار كامل منذ الثاني من آذار/مارس.

وقال مصدر في حماس لفرانس برس إن “حماس سلّمت مساء اليوم (الخميس) إلى الوسطاء في مصر وقطر، ردّها مكتوبا”. 

وشدد الحية الخميس على أن الحركة على “استعداد للتوصل لاتفاقية شاملة حول تبادل الأسرى رزمة واحدة، مقابل وقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإعادة الإعمار”.

منذ أن استأنف الجيش الإسرائيلي هجومه في 18 آذار/مارس، قُتل 1691 فلسطينيا في غزة، بحسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح نصف مليون من السكان حسب تقديرات الأمم المتحدة.

ويعتبر نتانياهو أن تشديد الضغط العسكري سيرغم حماس على إطلاق الرهائن الذين احتُجزوا خلال هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، والذي أطلق شرارة الحرب في قطاع غزة.

وخطف خلال هجوم حماس 251 رهينة لا يزال 58 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم توفوا أو قُتلوا.

والخميس، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل لفرانس برس “نقل 16 شهيدا على الأقل، معظمهم نساء وأطفال، و23 مصابا، في استهداف بصاروخين من الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل مباشر لعدد من خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس”.

وأشار إلى “مقتل طفل ووالده في ضربة على خيمة نازحين في منطقة أبراج طيبة قرب منطقة المواصي”.

وأظهرت لقطات لفرانس برس خيما مشتعلة في المواصي بعد الضربات، وإطفائيين يحاولون إخماد النيران.

ونُقلت جثث بعدها في سيارة إسعاف، فيما كان مدنيون يحاولون انتشال أشلاء في أغطية على ضوء هواتفهم.

– “انفجرت الخيم” –

قالت إسراء أبو الروس النازحة من المواصي “كنا في الخيمة، رأينا ضوءا أحمر ثم انفجرت الخيم واحترقت. خرجنا إلى البحر ورأيت الخيم تحترق الواحدة بجانب الأخرى. ماذا فعل لهم الأطفال؟ أُخرِجوا أشلاء. عن أي إنسانية يتكلمون؟”.

في شمال القطاع، أفاد الدفاع المدني بمقتل سبعة أشخاص “عندما استهدفت غارة خياما في بلدة بيت لاهيا”.

وكان الدفاع المدني أفاد بمقتل سبعة أشخاص “من عائلة عسلية وبتسجيل 13 إصابة جراء قصف مسيّرة إسرائيلية خيمة تؤوي نازحين في بلدة جباليا شمال” القطاع. 

من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أنّ مقرا تابعا لها في قطاع غزة تعرّض لأضرار جراء استهدافه بجسم متفجّر، في ثاني حادثة من نوعها خلال ثلاثة أسابيع.

وأعربت اللجنة على منصة إكس عن “غضبها الشديد لاستهداف مقرّ لها في غزة في 16 نيسان/أبريل وإلحاق أضرار به بجسم متفجّر”. ولم تُشر إلى الجهة المسؤولة عن الهجوم. وكانت قذيفة متفجّرة قد أصابت مقرا آخر تابعا للمنظمة في القطاع الفلسطيني في 24 آذار/مارس.

توعدت إسرائيل بالقضاء على حماس التي سيطرت على السلطة في القطاع عام 2007، وهي تُطالب الحركة بنزع سلاحها وخروج مقاتليها من غزة، الأمر الذي ترفضه حماس.

– “مهدّد بالانهيار التام” –

وسعيا لتضييق الخناق، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء السيطرة “على نحو 30 في المئة من مساحة قطاع غزة كطوق أمني دفاعي متقدم”. كما أفاد بأنه هاجم نحو 1200 “هدف إرهابي” جوا ونفّذ أكثر من 100 عملية “تصفية مستهدفة” منذ 18 آذار/مارس. 

ونزحت الغالبية الساحقة من سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة مرة واحدة على الأقل منذ اندلاع الحرب.

من جهتها، حذّرت اثنتا عشرة منظمة غير حكومية رئيسية في بيان مشترك الخميس من أن نظام المساعدات الإنسانية المخصص لغزة “مهدد بالانهيار التام” بسبب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على دخول هذه المساعدات منذ الثاني من آذار/مارس.

وقال ممثلو منظمة أطباء العالم وأوكسفام والمجلس النروجي للاجئين ومنظمات غير حكومية أخرى “دعونا نقوم بعملنا” مؤكدة أنها تواجه “واحدة من أسوأ الإخفاقات في المجال الإنساني في عصرنا”.

وبعدما أعلنت إسرائيل الأربعاء اعتزامها مواصلة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، اتهمت حماس في بيان الخميس الدولة العبرية بـ”استخدام التجويع سلاحا”، معلنة أن هذا القرار هو “أحد أدوات الضغط … وإقرار علني متجدد بارتكاب جريمة حرب”. 

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الأربعاء في بيان أن نتانياهو أعطى توجيهات لفريقه المفاوض بـ”مواصلة الخطوات” للدفع باتّجاه الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة.

وأضاف البيان أن نتانياهو أجرى تقييما للقضية مع فريق التفاوض وقادة المؤسسة الأمنية.

أسفر هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عن 1218 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية. ومذّاك، قُتل ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني، غالبيتهم مدنيّون، في غزة جراء الهجمات الإسرائيلية، حسب وزارة الصحة في القطاع، فيما نزح معظم السكان البالغ عددهم حوالى 2,4 مليون نسمة، وسط وضع إنساني كارثي.

وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية الأربعاء من أن قطاع غزة استحال “مقبرة جماعية للفلسطينيين وللذين يهبون لمساعدتهم” جراء العمليات العسكرية ومنع إسرائيل دخول المساعدات.

وأتاحت هدنة استمرت من 19 كانون الثاني/يناير إلى 17 آذار/مارس إعادة 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل الإفراج عن نحو 1800 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

بور/دص-ناش-الح-ود/جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية