The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

غزة في حالة مجاعة في أول إعلان للأمم المتحدة من نوعه في الشرق الأوسط

afp_tickers

أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في غزة رسميا الجمعة، في أوّل إعلان من هذا النوع في الشرق الأوسط، بعدما حذّر خبراؤها في تقرير من أن 500 ألف شخص باتوا في وضع “كارثي”، محملين إسرائيل مسؤولية عرقلة إدخال المساعدات.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر “هي مجاعة كان من الممكن تفاديها لو تسنّى لنا القيام بذلك. غير أن المساعدات الغذائية تتكدّس عند الحدود بسبب العرقلة الممنهجة الممارسة من إسرائيل”، معتبرا أن هذه المجاعة “ينبغي أن تؤرقنا جميعا”.

وأوضح التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة والذي يتخذ من روما مقرا، أنّ هذه “المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد المجاعة رسميا في منطقة الشرق الأوسط”. 

وأفاد متحدث باسم الأمم المتحدة وكالة فرانس برس، بأنّه كان من المتوقع حدوث مجاعة في اليمن في العام 2018 لكن لم يتم تأكيد ذلك رسميا رغم الأزمة الإنسانية في البلد الفقير والذي يشهد حربا.

وأثار إعلان الأمم المتحدة الجمعة، حفيظة إسرائيل التي أكد رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو أنّ التقرير بشأن المجاعة في غزة “كذبة صريحة”، في حين أصرت وزارة خارجيته على أنه “لا توجد مجاعة”، مندده بانحياز التقرير واستناده إلى “أكاذيب حماس”.

وبعد التحذير لأشهر من مغبّة انتشار المجاعة في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن المجاعة مستشرية في محافظة غزة ومن المتوقّع أن تنتشر في دير البلح وخان يونس بحلول أواخر أيلول/سبتمبر.

وتشكّل محافظة غزة حوالى 20 % من مساحة القطاع الفلسطيني، وإذا ما أضفنا خان يونس (29,5 %) ودير البلح (16 %)، تبلغ المساحة الإجمالية 65,5 %، أي حوالى ثلثي قطاع غزة الممتدّ على 365 كيلومترا مربعا وحيث يعيش ما يزيد قليلا عن مليوني نسمة.

ونبّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون ظروفا “كارثية”، وهو أعلى مستوى في التصنيف المعروف اختصارا بـ “آي بي سي” ويتّسم بالمجاعة والموت.

ومن المقدّر أن يرتفع هذه العدد الذي يستند إلى معلومات مجمّعة حتّى تاريخ 15 آب/أغسطس إلى حوالى 641 ألفا بحلول نهاية أيلول/سبتمبر.

وخلص “آي بي سي” إلى أن تدهور الوضع هذا هو الأسوأ من نوعه منذ البدء بتقييم الأحوال في غزة.

– نتيجة تصعيد العمليات الإسرائيلية –

وتعتبر هذه الهيئة الأممية أن المجاعة تحدث عند تضافر ثلاثة عوامل هي 20 % من الأسر على الأقلّ (أسرة من كلّ خمس) تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية و30 % من الأطفال دون الخامسة على الأقلّ (واحد من كلّ ثلاثة) يعانون من سوء تغذية حادّ، فضلا عن وفاة شخصين على الأقلّ من كلّ 10 آلاف جوعا بمعدّل يومي.

وهذا الوضع هو نتيجة تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في الأشهر الأخيرة، ما أدّى إلى نزوح كبير في ظلّ تقييد الوصول إلى المساعدات الغذائية بقرار من السلطات الإسرائيلية.

ومطلع آذار/مارس، فرضت إسرائيل حظرا كاملا على دخول المساعدات إلى غزة، قبل أن تسمح في أواخر أيّار/مايو بدخول كمّيات محدودة جدّا من الإمدادات، ما تسبّب بشحّ كبير في المواد الغذائية والأدوية والوقود.

وتتّهم إسرائيل التي تسيطر على منافذ غزة كلّها حماس بنهب المساعدات، ما تنفيه الحركة الإسلامية من جانبها. كما تزعم الدولة العبرية أن المنظمات الإنسانية لا تقوم بتوزيع المساعدات، في حين تعتبر الأخيرة أن القيود الإسرائيلية المفرطة على نقل المعونات تجعل من توزيعها شديد الخطورة في ظروف حرب.

وأسفر هجوم حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية.

وتسبّبت العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ بدء الحرب في قطاع غزة بمقتل 62192 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس.

– “ضعفاء لدرجة أنهم لا يستطيعون البكاء” –

في تموز/يوليو وحده، تمّ تحديد أكثر من 12 ألف طفل على أنهم يعانون من سوء التغذية الحاد، ما يمثل زيادة بست مرات عن كانون الثاني/يناير، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

وقالت كاثرين راسل المديرة التنفيذية لليونيسف “كانت العلامات واضحة لا لبس فيها: أطفال بأجساد هزيلة، وضعفاء للغاية لدرجة أنهم لا يستطيعون البكاء أو الأكل، وأطفال رضّع يموتون من الجوع وأمراض يمكن الوقاية منها”.

وانهار النظام الغذائي المحلي، إذ تشير التقديرات إلى أن 98 في المئة من الأراضي الزراعية في قطاع غزة إما تضررت أو لم يعد من الممكن الوصول إليها، أو كليهما، وفقا للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. وتعرّضت الثروة الحيوانية للهلاك، وحُظر صيد الأسماك.

ومن جانبه، قال جان مارتن باور مدير تحليل الأمن الغذائي في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنّ التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي هو “المعيار الذهبي” لهذا النوع من التقييمات.

ار-غلر/م ن-ناش/دص

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية