The Swiss voice in the world since 1935

فانس يشدد من غرينلاند على أهميتها الأمنية وترامب يؤكد الرغبة في ضمها

afp_tickers

انتقد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس بشدة ما اعتبره تقاعسا للدنمارك في تأمين غرينلاند خلال زيارته الجمعة للقاعدة العسكرية الأميركية الوحيدة في الإقليم، فيما أكد دونالد ترامب مجددا رغبته في ضم الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.

وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض “نحن لا نتحدث عن السلام من أجل الولايات المتحدة. نحن نتحدث عن السلام العالمي. نتحدث عن الأمن الدولي”.

قبيل الإدلاء بهذه التصريحات، بدأ جاي دي فانس زيارته للقاعدة الأميركية في بيتوفيك على الساحل الشمالي الغربي لغرينلاند، برفقة زوجته أوشا فانس ومستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الطاقة كريس رايت.

وقال فانس لدى وصوله إن “الرئيس مهتم للغاية بأمن القطب الشمالي، كما تعلمون جميعا، وهذه القضية ستصبح ذات أهمية متزايدة في العقود المقبلة”.

واعتبر نائب الرئيس الأميركي في تصريحات أدلى بها أمام قوات أميركية في الجزيرة أن “الدنمارك لم توفر الأمن الكافي لغرينلاند”، مضيفا “لقد قللتم من استثماركم في شعب غرينلاند وفي أمن هذه الكتلة القارية الرائعة والجميلة التي يسكنها أناس رائعون. هذا الأمر يحتاج إلى تغيير”.

لكنه تدارك “لا نعتقد أن القوة العسكرية ستكون ضرورية أبدا. نعتقد أن شعب غرينلاند عقلاني (…) وسنتمكن من إبرام اتفاق على طريقة دونالد ترامب لضمان أمن هذه المنطقة، وكذلك أمن الولايات المتحدة الأميركية”.

في مواجهة الأطماع الأميركية، شددت الدنمارك والساسة في غرينلاند مواقفهم بدعم من الاتحاد الأوروبي.

ونددت رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن بـ”الضغط غير المقبول” بعد أن أعلنت واشنطن بداية الأسبوع عن الزيارة التي جاءت من دون دعوة وكان من المقرر أن تشمل لقاءات مع فاعليات من مجتمع غرينلاند.

بدوره، قال رئيس وزراء غرينلاند ينس فريدريك نيلسن الجمعة إن “الزيارة في ظل عدم وجود حكومة قائمة لا تعتبر علامة على الاحترام تجاه حليف”.

واقترح نيلسن للتو حكومة ائتلافية جديدة “للتعامل مع الضغوط الخارجية القوية”.

سبق أن أثار نائب الرئيس الأميركي حفيظة الدنماركيين مطلع شباط/فبراير عندما قال إن الدنمارك “لا تقوم بواجبها (في حماية غرينلاند) ولا تتصرف كحليف جيد”.

وسارعت فريدريكسن للرد أن الدنمارك لطالما كانت حليفا وفيا للولايات المتحدة إذ قاتلت إلى جانب الأميركيين على مدى “عقود طويلة جدا” بما في ذلك في العراق وأفغانستان.

وتعد قاعدة بيدوفيك جزءا رئيسيا من البنى التحتية الأميركية للدفاع الصاروخي، إذ يضعها موقعها في المنطقة القطبية الشمالية على أقصر طريق للصواريخ التي يتم إطلاقها من روسيا باتّجاه الولايات المتحدة.

– خطة “جديّة” في رأي بوتين –

كانت القاعدة المعروفة بـ”قاعدة توله الجوية” حتى العام 2023 عبارة عن منصة تحذير من أي هجمات محتملة من الاتحاد السوفياتي خلال فترة الحرب الباردة.

كما أنها موقع استراتيجي للمراقبة الجوية والبحرية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، تتهم واشنطن الدنمارك بإهماله.

من جهته، أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس قناعته بأن خطط ترامب “جديّة”.

وقال إن “الاعتقاد بأن هذا مجرد كلام مبالغ فيه من قبل الإدارة الأميركية الجديدة هو خطأ كبير. إنه ليس كذلك إطلاقا”.

كما أعرب بوتين عن قلقه الخميس من أن بلدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) “بالمجمل، تصنّف أقصى الشمال بشكل متزايد على أنه نقطة انطلاق لنزاعات محتملة”.

وقال المحاضر لدى “كلية الدفاع الملكية الدنماركية” مارك جايكوبسن لفرانس برس إن فانس “محق في أننا لم نستجب للرغبات الأميركية بتعزيز الوجود، لكننا اتّخذنا خطوات باتّجاه تحقيق هذه الرغبة”.

وأفاد بأن على واشنطن تقديم مطالب محددة أكثر إذا كانت تسعى لاستجابة دنماركية مناسبة.

وأعلنت كوبنهاغن في كانون الثاني/يناير أنها ستخصص مبلغا يناهز ملياري دولار لتعزيز حضورها في المنطقة القطبية الشمالية وشمال الأطلسي عبر شراء مراكب متخصصة ومعدات مراقبة. 

– لا دعوات –

يرفض سكان غرينلاند والسياسيون في الجزيرة إلى جانب المسؤولين الدنماركيين مساعي ترامب للسيطرة على المنطقة الساعية للاستقلال عن الدنمارك.

وقالت فريدريكسن الأربعاء إن الولايات المتحدة “تعلم أن غرينلاند ليست للبيع. وتعلم أن غرينلاند لا تريد أن تكون جزءا من الولايات المتحدة. وأُبلغت بذلك بشكل لا لبس فيه، ومباشر وعلني”. 

وأدلى ملك الدنمارك فريدريك العاشر بتصريح نادر الجمعة أكد فيه تمسكه بالجزيرة. وقال عبر قناة “تي في 2″، “ينبغي ألا يكون هناك شك في حبي لغرينلاند، وعلاقاتي بشعب غرينلاند سليمة”. 

وبينما تؤيد الأحزاب السياسية الكبرى في غرينلاند الاستقلال، لم يدعم أي منها فكرة الانضمام إلى الولايات المتحدة.

وأفاد معظم مواطني غرينلاند برفضهم مقترح الضم الأميركي بحسب استطلاع أجري في كانون الثاني/يناير. 

وأشارت الحكومة المنتهية الولاية إلى أنها “لم ترسل أي دعوات للزيارات، سواء كانت خاصة أو رسمية”.

والزيارة القصيرة التي قام بها نجل الرئيس الأميركي دونالد ترامب جونيور في السابع من كانون الثاني/يناير الماضي، اعتبرت أيضا بمثابة استفزاز.

كبو/لين-س ح-ح س/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية