مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

في إسرائيل: تصورات باول ما بين الترحيب واللامبالاة والانتقاد

ترحيب رسمي اسرائيلي بالتصورات الامريكية للمرحلة المقبلة، قابله انتقادات ولا مبالاة من الصحافة swissinfo.ch

ما كاد وزير الخارجية الأمريكي كولين باول يختتم كلمته في لويفيل بولاية كنتاكي حتى بادرت إسرائيل بالرد عليها بشكلين: رسمي مرحب، وغير رسمي امتزج فيه النقد باللامبالاة.

التعليق الرسمي الإسرائيلي تمثل في ترحيب رئيس وزرائها آرييل شارون بما ورد في خطاب باول مؤكدا من جديد على أن أية بداية للمفاوضات مع الفلسطينيين لن تكون إلا بعد انتهاء العنف، ومشيرا إلى أن القدس الموحدة هى عاصمة دولة إسرائيل الأبدية، إلا أنه في المقابل أعلن عن تشكيل فريق للتفاوض يتولى المباحثات مع المبعوث الأمريكي وليام بيرنز.

أما التعليق غير الرسمي فقد تمثل في اجتياح جديد للجيش الإسرائيلي لمناطق الحكم الذاتي التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية، حيث أزالت الدبابات الإسرائيلية أربعة منازل في مخيم للاجئين في رفح.

كما اختلفت الروايات حول مصرع فلسطينيين، حيث أعلنت إسرائيل أنهما لقيا حتفهما اثر محاولة مجموعة فلسطينية مسلحة للتسلل إلى داخل مستوطنة يهودية، أما الرواية الفلسطينية فتقول أن الدبابات الإسرائيلية اقتحمت مركزا تابعا للشرطة الفلسطينية ودمرته مما أسفر عن مصرع المواطنين.

وبغض النظر عن صدق أي من الروايتين، فإن استمرار العنف وسقوط الضحايا والجرحى لا يعزز أية محاولات لاستئناف المفاوضات بين الطرفين.

“أكلة اسباكيتي أُعِيدَ تسخينها”

من جهة أخرى اهتمت الصحافة الإسرائيلية بجميع توجهاتها بكلمة وزير الخارجية الأمريكي فصحيفة “يودعوت احرونوت” اعتبرت أن أهم ما جاء في خطاب باول هو أنه فتح الباب واسعا أمام استئناف دور أميركي مكثف في عملية السلام واعدا باستثمار أقصى الجهود كسياسة أميركية رسمية وليس فقط مبادئ عامة كان يتطلع إليها مسئولو وزارة الخارجية الأميركية كما كان الوضع قبل الخطاب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول تحولت إلى مخاطبة العالم بلغة جديدة فهي لا تطلب وإنما توجه الأوامر، أما المطالب الموجهة إلى الفلسطينيين فرأت الصحيفة أنها واضحة وتنسجم مع المطالب الإسرائيلية.

صحيفة “معاريف” الإسرائيلية اعتبرت الرؤية الأمريكية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليست بالجديدة وانما تكرار بما سبق وأُعلِنَ في الماضي فكانت، حسب الصحيفة، مثل أكلة اسباكيتي اُعيدَ تسخينها مرة أخرى.


صحيفة “هاآرتز” رأت أن الإدارة الأمريكية ألقت بالكرة الآن إلى الملعب الفلسطيني منوهة إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية أشبه ما تكون بحاملة طائرات فهي تتحرك ببطء وبتثاقل ولكن بقوة هائلة ولمدى واسع، وتشير إلى أنه بعد عشرة شهور من التزام موقف المتفرج والتهرب من التدخل في شؤون الشرق الأوسط سارت إدارة الرئيس بوش أمس على خطى الإدارات التي سبقتها من حيث التزامها بتحقيق السلام بين إسرائيل وجيرانها كهدف مركزي في سياستها الخارجية.

واعتبرت الصحيفة الخطاب الذي ألقاه باول خطة العمل المركزية للإدارة الأميركية في الشرق الأوسط إلى حين انتهاء فترتها الحالية.

أما اكثر الانتقادات حدة فكانت من صحيفة “جيروزالم بوست” التي عنونت “نظرة باول غير كاملة” وما أخذته على وزير الخارجية الامريكي هي إختياراته في الشرق الاوسط التي ترى ” أنها مخطئة إلى أبعد الحدود خصوصا عندما اعتبر الصراع الاسرائيلي الفلسطيني محوريا بدل أن يضعه على هامش الصراع الواسع بين اسرائيل والعرب”.

سويس أنفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية