The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

في جنوب لبنان الدمار “يدمي” قلوب نازحين عادوا بعد وقف إطلاق النار

afp_tickers

فور دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ، عادت أم محمّد بزيع الى قريتها في جنوب لبنان، لتفاجأ بحجم الدمار الذي لحق بمنزلها وأشجار حديقتها ومساكن جيرانها.

من غرفة الى أخرى، تنتقل السيدة التي طغت ملامح التعب على وجهها بعد شهرين من النزوح مع أطفالها الأربعة الى جبل لبنان. كانت تكنس الزجاج والحجارة التي تغطي الأرضية جراء عصف غارات إسرائيلية أدت الى تدمير معظم المنازل المجاورة لمنزلها في بلدة زبقين في قضاء صور.

وتقول السيدة الأرملة (44 عاما) لوكالة فرانس برس “رغم كم الدمار والحزن، نحن سعيدون بعودتنا”، مضيفة “شعرت وكأن الروح عادت إلينا”.

وتوضح “أنظّف الغرف لنبقى.. رغم أن النوافذ محطمة والبيت غير قابل للسكن وسط الشتاء”. 

وكانت أم محمّد في عداد قلّة من السكان الذين عادوا الأربعاء الى القرية، مستغلة بدء سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، ليفاجأوا بحجم الدمار الذي يتكرّر في قرى وبلدات عدّة.

كانت محتويات الغرف في منزلها مبعثرة وزجاج النوافد في كل مكان والستائر ممزقة وكتب مكتبتها متناثرة. 

– طعام متعفن –

في المطبخ، كانت أطباق لا تزال مليئة بطعام متعفن تركته العائلة على عجل عند نزوحها في 23 أيلول/سبتمبر، حين بدأت إسرائيل استهداف القرية في إطار حملة جوية واسعة النطاق على معاقل حزب الله قرب بيروت وفي جنوب البلاد وشرقها.

لدى خروجها الى شرفة فسيحة تحيط بها الزهور وتشرف على حديقة، تتحسّر السيدة النحيلة والمحجبة على شجرة الجوز التي تساقطت ثمارها وعلى مواسم الرمان والقشطة التي اعتادت قطفها.

وتقول “على هذه الشرفة، كنت أشعر براحة نفسية، كانت حياتنا مختلفة تماما”، قبل أن تضيف “لكن سلامة أفراد العائلة أهم من الأضرار كلها”.

ثم تقول “لولا شباب المقاومة لبقينا مشرّدين”.

وشاهد مراسلو وكالة فرانس برس خلال جولة للصحافيين نظّمها حزب الله في عدد من القرى المتضررة  من الغارات الإسرائيلية في قضاء صور، هياكل سيارات متفحمة ومنازل مدمرة أو تصدعت واجهاتها وطوابقها العليا. 

وطارت واجهة أحد المقاهي، بينما صمدت ماكينة القهوة وصور معلقة على جدرانه بينها صورة مقاتل من حزب الله قضى على الأرجح في القتال مع إسرائيل. على بعد أمتار، تتدلى أوراق تبغ جافة، الزراعة التي تشكّل مصدر رزق لعائلات كثيرة في المنطقة. 

في نهاية الطريق الذي يجتاز القرية، راجمة صواريخ مثبتة على شاحنة صغيرة بدت متفحمة بعد استهدافها.

في الطريق من زبقين إلى قانا، دمار واسع النطاق وصور لمقاتلين من حزب الله سقطوا “شهداء”، ولافتة موقعة من حزب الله كتب عليها “دماء الشهداء تصنع الانتصار”. 

في قرية أخرى، تحركّ نصب من الرخام الأبيض كان يتوسّط إحدى الساحات من مكانه جراء غارات قريبة. ويحمل النصب صورة منحوتة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي، مذيّلة بعبارة تؤكد أن إيران، أبرز داعمي حزب الله، “ستقف دائما الى جانب الشعب اللبناني”.

في بلدة ياطر حيث قتل ثلاثة جنود لبنانيين بنيران إسرائيلية أثناء إخلائهم جرحى الشهر الماضي، ينتشر عناصر الجيش اللبناني على حاجز تدمّر كل ما يحيط به.

– “لمَ هذا الدمار؟” –

في بلدة قانا التي شهد شارعها الرئيسي على غارات لم تبقِ حجرا على حجر وأحدثت دمارا هائلا، يجول أحمد حلوم (55 عاما) بين الركام الذي يكاد يحجب الرؤية. ويقول بتاثر لفرانس برس “لا أتوقع أن يرى أحد هذا الدمار ولا يبكي”.

ويشرح “صحيح أن كل ذلك يمكن أن يُعاد بناءه… لكن لم هذا الدمار؟ ما ذنب المحال التجارية والمنازل الخالية من سكانها التي استهدفوها؟”.

ورغم أن منزله نجا من القصف الإسرائيلي ولم يتعرض متجره لبيع الطلاء في قرية مجاورة لأذى، لكنه يشير الى دمار خلفه قائلا “المنظر خلفي يدمي القلب”.

ويتابع “الناس تعبوا كثيرا”.

مع تكثيف اسرائيل عملياتها العسكرية في لبنان، نزح أكثر من مليون لبناني من منازلهم خصوصا من جنوب لبنان حيث تعرضت عشرات البلدات لدمار واسع النطاق.

قرب مؤسسة تجارية باتت عبارة عن ركام متكدّس فوق بعضه البعض في قانا، وقفت سيدة تعانق قريباتها  بتأثر شديد وهن يذرفن الدموع.

وتقول الفتاة ملاك قليط (15 سنة) بينما تقف والدتها على بعد أمتار منها وهي تحاول أن تتمالك نفسها “لم نتوقع أن نعود ونرى هذا الدمار، كننا نتتظر أن نجد البيوت كما تركناها وأن نجد كل أحبابنا”.

لكن عوضا عن ذلك “خسرنا كثرا، وخسر أحباؤنا منازلهم”.

في ثانوية البلدة، كانت الفتاة ذات العينين الزرقاوين التي تطمح أن تصبح محامية تتابع دروسها في السنة الأولى قبل انقطاعها عن التعليم ونزوحها مع والديها وشقيقتها. “تجربة النزوح لا يمكن نسيانها. كانت موجعة للغاية”.

وبينما كانت تستعد مع عائلتها للتوجه الى منزلهم الذي لا يعلمون شيئا عن حالته، تقول الفتاة والركام يحيط بها من كل ناحية “لا نستحق أن يحلّ ذلك بمنازلنا.. ما كان يجب أن يحدث لنا هذا”.

وتتابع “لم يرغب أحد بذلك. كنا اعتقدنا أن الحرب ستبقى قرب الحدود”.

لار/رض

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية