مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

قمة الدوحة:تحسين لغوي والخلافات هي نفسها

على الوزارء في الدوحة تسوية الخلافات التي استعصت على السفراء في جنيف Keystone Archive

أسفرت الجهود المبذولة لتضييق هوة الخلاف بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية قبل انعقاد المؤتمر الوزاري في الدوحة عن صياغة جديدة لمشروع البيان الختامي ومشروع وثيقة خاصة بتطبيق تعهدات جولة أورغواي ومشروع بيان حول حماية الملكية الفكرية وحق مرضى البلدان النامية في الوصول إلى الأدوية . لكن هذه الجهود تمثلت بالدرجة الأولى في تحسين الصياغة اللغوية دون تقريب للمواقف.

لتفادي الفشل الذي عرفته دورة سياتل، أبدت الدول الأعضاء ال 142 في منظمة التجارة العالمية رغبة في تسوية اكبر قدر من الخلافات قبل انعقاد القمة الوزارية الرابعة في الدوحة بقطر ما بين التاسع والثالث عشر نوفمبر القادم. وقد أسفرت هذه الجهود في عطلة نهاية الأسبوع عن إصدار صيغة جديدة للبيان الختامي سهر على تحريرها رئيس المجلس العام وسفير هونكونغ ستيوارد هاربنسون تحت إشراف المدير العام للمنظمة النيو زيلاندي مايك مور.

صياغة مبهمة لمطالب جولة مفاوضات جديدة

فقد حاول مشروع البيان الختامي في صياغته الثانية في غضون شهر ، تفادي تسمية بعض الأشياء بصورة مباشرة رغبة في تفادي المعارضة . فعلى سبيل المثال تجنب المشروع الحالي الإشارة بصورة مباشرة إلى الدعوة لفتح جولة جديدة من المفاوضات التجارية ، وهذا ما كانت تطالب به الدول الصناعية في حين عارضته الدول النامية مشترطة تسوية مسالة تطبيق تعهدات دورة أورغواي تجاه البلدان النامية أولا وقبل كل شيء .

لكن النص المقترح يصر على ضرورة مناقشة الدول الأعضاء للخلافات الناجمة عن معاهدات ملزمة مثل تخفيض الرسوم الجمركية على المواد الصناعية ، وإضفاء مزيد من الشفافية في مشتريات القطاع الحكومي ، وتقليص الأعباء البيروقراطية في الميدان الجمركي ، وتوضيح وتحسين القوانين الخاصة بمحاربة عمليات الإغراق التي تسمح لدول بفرض عقوبات على منتجات مستوردة بأسعار اقل من أسعار السوق، وتخفيض الدعم المقدم لقطاع صيد الأسماك.

ملف الزراعة ملف شائك

يتوقع المراقبون أن يشكل ملف المفاوضات بخصوص القطاع الفلاحي أصعب نقطة في جدول أعمال الدوحة إلى جانب احتمال إطلاق جولة جديدة . وإذا كانت الصيغة الأولى للبيان الختامي تجنبت التطرق للموضوع بالمرة فإن الصيغة الجديدة تطرقت له بصورة أكثر غموضا . إذ تركت الباب مفتوحا بخصوص الحيز الزمني الذي يجب آن تستغرقه مفاوضات تحرير القطاع الفلاحي، كما تجاهلت التطرق إلى موضوع الحد من الدعم المقدم للمزارعين وهو ما يشكل خلافا حادا حتى بين دول الاتحاد الأوربي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية والدول المصدرة للحبوب من جهة أخرى .

ما لا يمكن حسمه يجب تأجيله

يبدو أن رئيس المجلس العام والمدير العام لمنظمة التجارة العالمية حاولا في الصيغة الجديدة لمشروع البيان الختامي الذي على الوزراء المصادقة عليه في الدوحة تطبيق مبدأ ” ما لا يمكن حسمه يجب تأجيله” . وهذا ما ينطبق على قطاعي الاستثمار والمنافسة اللذان تطالب بإدراجهما الدول الأوربية وتعارضهما الدول النامية . فقد اقترح مشروع البيان التطرق للموضوعين على مرحلتين : مرحلة أولى للتقييم والتعريف تستمر حتى المؤتمر الوزاري الخامس في العام 2003 وبعدها على وزراء الدورة الخامسة اتخاذ قرار لتحديد إجراءات التحرير في هذين القطاعين.

نفس الشيء ينطبق على ما أصر على إدراجه الاتحاد الأوربي كمراعاة العلاقة بين حماية البيئة والتجارة والذي ترى فيه الدول النامية بل حتى بعض الدول المتقدمة وسيلة مقنعة لممارسة إجراءات وقائية . فقد تجنب مشروع اللائحة التطرق لهذه المطالب الأوربية مكتفيا باقتراح القيام بدراسات حول تأثيرات البيئة على الوصول إلى الأسواق ودراسة العلاقة بين المعاهدات الدولية في مجالي التجارة وحماية البيئة.

الدول النامية تصر على التطبيق

لدعم مطالبها في الدوحة تقدمت الدول النامية بمشروعي قرار الأول يتعلق بمسالة تطبيق تعهدات جولة أورغواي التي تقول الدول النامية أنها عددت أكثر من 104 مواضيع لازالت تنتظر أن تشرع الدول المصنعة في الالتزام بها . كما تقدمت الدول النامية بمشروع قرار يخص تفسيرها لتطبيق اتفاقيات الملكية الفكرية التي لها علاقة بالتجارة . فالدول النامية ترغب في توضيح الفقرات التي تسمح للدول النامية بعدم احترام الملكية الفكرية عندما يتعلق الأمر بصنع أدوية لمواجهة آفة أو مرض وسع الانتشار كالإيدز . وهو ما ترد عليه الدول المتقدمة وبالأخص تلك التي بها صناعة أدوية متطورة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا ” بأن الاتفاقيات الحالية واضحة” ولا حاجة إلى قرارات إضافية .
مما سبق ذكره يمكن التكهن بأن المؤتمر الوزاري الرابع لمنظمة التجارة العالمية في الدوحة إذا كان سيعقد فعلا رغم الشكوك التي حامت حول انعقاده في موعده، فإن نتائجه غير مضمونة او على الأقل ليست مضمونة بالشكل الذي قد يسمح بتناسي فشل دورة سياتل.
محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية