قوات إسرائيلية تغلق مدارس تابعة للأونروا في القدس الشرقية المحتلة

أعلنت الأونروا الخميس أن إسرائيل أغلقت ثلاث مدارس تابعة لها في القدس الشرقية المحتلة، بعد ثلاثة أشهر على حظر الدولة العبرية لعمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) على أراضيها.
واعتبر المفوض العام للوكالة أن إغلاق السلطات الإسرائيلية مدارس للفلسطينيين تديرها الوكالة في القدس الشرقية المحتلّة “اعتداء على الأطفال”.
وكتب فيليب لازاريني في منشور على اكس “إنه اعتداء على الأطفال، اعتداء على التعليم. مداهمة المدارس وإجبارها على الإغلاق عمل يشكّل ازدراء فادحا للقانون الدولي. فهذه المدارس هي منشآت للأمم المتحدة يحظر انتهاكها”.
وقامت القوات الإسرائيلية بطرد الطلاب في ثلاث مدارس، اثنتين للإناث وثالثة للذكور، بحسب ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. وخرج بعض الطلاب باكيا بعدما عُلّق على جدار مدرسة على الأقل، قرار إغلاق ورد فيه أنها تعمل في القدس بشكل غير قانوني ودون ترخيص.
وفي الشارع المؤدي إلى المدرسة، بدت الطالبات متأثرات وتحت وقع الصدمة، بينما قامت بعضهن بتبادل العناق قبل العودة إلى منازلهن.
وبحسب الأونروا، تقع المدارس الثلاث في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.
ونص أمر الإغلاق على أنه “اعتبارًا من 8أيار/مايو 2025، يحظر على كل مدير، عضو هيئة تدريسية أو ولي أمر، التواجد أو العمل في المدرسة أو المشاركة في فعاليات تعليمية في المدرسة”.
وتحتل إسرائيل القدس الشرقية منذ العام 1967، وضمتها في مرحلة لاحقة في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وينظر الفلسطينيون إلى القدس الشرقية على أنها عاصمة لدولتهم المستقبلية.
والعلاقات صعبة منذ سنوات بين إسرائيل والأونروا التي تأسست في العام 1949 وتوفر منذ ذلك الوقت المساعدات لستة ملايين لاجئ فلسطيني في الأراضي المحتلة فضلا عن الأردن ولبنان وسوريا.
لكنها ساءت بشكل بالغ في الفترة الأخيرة مع اتهام إسرائيل موظفين في الوكالة الأممية بالمشاركة في الهجوم الذي شنّته حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وشكّل شرارة اندلاع الحرب في قطاع غزة. ودفع الاتهام الاسرائيلي العديد من الدول المانحة إلى إعادة النظر، أقله موقتا، في مساعداتها المالية للوكالة.
ومنعت إسرائيل عمل الأونروا على أراضيها، وهو ما يصعّب جدا عليها تقديم خدماتها في قطاع غزة حيث يعاني أكثر من مليوني شخص من أزمة إنسانية مستفحلة، إضافة الى الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل كذلك.
– “تفتقد السند القانوني” –
وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة رونالد فريدريك لوكالة فرانس برس “قامت قوات الأمن الإسرائيلية المدججة بالسلاح بالتعاون مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس، بمحاصرة المدارس الثلاث لوكالة الأونروا في شعفاط واقتحامها بالقوة بنية تنفيذ أمر الإغلاق”.
وأوضح فريدريك إن ذلك تم في وقت كان فيه “أكثر من 550 تلميذا تراوح اعمارهم بين 6 و15 عاما ومعلموهم متواجدين” في المدارس.
واعتبر الخطوة “انتهاكا خطرا لامتيازات وحصانات الأمم المتحدة، هذه تجربة صادمة للأطفال الصغار الذين يواجهون خطر فقدان حقهم في التعليم بشكل فوري”.
ودانت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية الإجراء الاسرائيلي، معتبرة أنه “انتهاك لحق الأطفال في التعليم”.
وطالبت الوزارة “المؤسسات الدولية الحقوقية والتعليم ممارسة الضغط على اسرائيل للتراجع عن هذا القرار”.
أما المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل (“عدالة”)، فقال في بيان إن إسرائيل أصدرت قرارات بإغلاق “ست مدارس” تابعة للأونروا في القدس الشرقية، مطالبا بتجميدها.
وأشار إلى أنه طعن في القرارات وخاطب الأربعاء وزير التربية والتعليم الإسرائيلي على اعتبار أن أوامر الإغلاق “تفتقد السند القانوني وأصدرت بانعدام صلاحية”.
واعتبر أن المدارس المشمولة بقرارات الإغلاق “مُؤسّسات تعليمية عريقة ذات أسبقية على السلطة المُحتلة شرقي القدس تعمل منذ أكثر من 70 عاما”.
وكان المركز نوّه في وقت سابق إلى أن بلدية القدس الإسرائيلية قدمت خيارات أخرى لتعليم طلاب هذه المدارس، لكنه اعتبر أن ذلك أمر “غير كافٍ”.
لبا-ح ع-ها/كام