مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

لعبة شد الحبل بين برن وبروكسل تتجدد

رسالة المفوض الاوربي كريس باتين لمحت للمرة الاولى الى خطر يحيق بالتصديق على الاتفاقيات الثنائية swissinfo.ch

جاء رد المفوضية الاوربية على طلب سويسرا عقد جولة جديدة من المفاوضات الثنائية، مشروطا بفتح مباحثات فورية حول قضية التهرب الضريبي، لكن سويسرا رفضت بشدة أي ربط بين الملفين.

تلقت الحكومة الفدرالية السويسرية رسالة من كريستوف باتّين، البريطاني الذي يشغل منصب مفوض الاتحاد الأوربي للعلاقات الخارجية، يُهدد فيها برن صراحة ً بتدهور العلاقات مع بروكسل في حالة لم تتجاوب مع مجهودات الاتحاد الأوربي الرامية لمكافحة عمليات التزييف الجمركية، كما يُطالب برن بالموافقة على استئناف المفاوضات مع الاتحاد الأوربي حول تحصيل الضرائب على أرباح استثمارات مواطني الاتحاد في سويسرا .

لكن الأهم من ذلك هو أن باتّين يلاحظ في هذه الرسالة الى برن أن تحقيق التقدم في هذه المجالات، سيكون حاسما في مهمة إقناع بلدان الاتحاد الأوربي بضرورة المصادقة على صفقة الاتفاقيات القطاعية السبع التي تمت بين سويسرا والاتحاد بعد مفاوضات عسيرة وشاقّه تواصلت ما لا يقل عن أربع سنوات.

الحكومة السويسرية لا تُمانع في الشروع بمفاوضات مع الاتحاد الأوربي حول الاختلاسات الجمركية والضرائبية، ولكنها تشترط الشروع في مفاوضات موازية حول إمكانيات انضمام سويسرا لإتفاقتي شينغن ودبلن اللتين تضعان قواعد مشتركة للتعاون في مجالي الأمن واللجوء بين بلدان الاتحاد الأوربي.

كما تطالب برن بالشروع في جولة من المفاوضات مع الاتحاد حول إمكانيات السماح لمؤسسات الخدمات المالية السويسرية بممارسة نشاطاتها في الأسواق الداخلية لبلدان الاتحاد.

من جهة اخرى، فإن لعبة شد الحبل بين سويسرا والاتحاد الأوربي ترمي الى كسب كل طرف مزيدا من التنازلات من الطرف الآخر، كشرط مسبّق لإنعاش المفاوضات حول الملفات العالقة بين الطرفين، لكن المفوض الأوربي للعلاقات الخارجية اوضح في رسالته الأخيرة، أن الإعراب عن الاستعداد للتفاوض لا يكفي لتحطيم الجليد الذي يسود العلاقات الثنائية.

وقد ردّت برن على ذلك بالقول، إن الحكومة الفدرالية السويسرية تنتظر من الاتحاد الأوروبي التزاما واضحا بأنه على استعداد من جانبه، لإجراء المفاوضات على جميع القضايا التي تشغل سويسرا، بما في ذلك إمكانية المشاركة في اتفاقيتي شينغن ودبلن.

ويمكن القول على ضوء رد فعل برن على رسالة كريستوف باتّين، إنه ما دام كلُ طرف يتمسّك تمسّكا شديدا بإعطاء الأولوية للمفاوضات على الأمور التي تهمه وتخدم مصالحه أولا، فلا مجال في الظروف الراهنة لتوقع انطلاق جولة ثانية من المفاوضات بين سويسرا والاتحاد الأوربي.

سويس اينفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية