مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مأساة إنسانية في مستشفيات بغداد

Keystone

أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها بشأن تزايد أعداد الجرحى المدنيين في العراق في حين لم تعد مستشفيات بغداد قادرة على استيعاب الضحايا.

وتبدي اللجنة الدولية تخوفا بسبب افتقار المستشفيات لمعدات الجراحة في حال عدم فتح معابر انسانية آمنة نحو العاصمة وفي العديد من مدن الجنوب

مع تجدد توغل القوات الأمريكية في بعض المناطق من العاصمة العراقية، وتواصل عمليات القصف الجوي بشكل أكثر كثافة وبالقرب من المناطق الآهلة بالسكان، أصبحت التخوفات من ظهور أزمة إنسانية كبرى واقعا ملموسا.

فقد أوضحت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف ندى دوماني لسويس إنفو “أن المستشفيات بلغت قدرتها القصوى ولم تعد قادرة على استقبال المزيد من الجرحى”. وهذه الأعداد من الجرحى تقدر بالآلاف حسب تقدير اللجنة الدولية التي توقفت عن إحصاء المتوافدين نظرا لكثرتهم.

وتقدر مصادر من اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن مستشفى اليرموك توصل يوم السبت بحوالي 100 جريح في الساعة. أما مصادر أممية فأوضحت أن أكثر من 300 جريح مدني أغلبهم من النساء والأطفال وصلوا الأسبوع الماضي إلى مستشفى الحلة جنوب بغداد.

أزمة تـمـوين

وإذا كانت المستشفيات العراقية قد اتخذت احتياطات بتخزين مواد الإغاثة تحسبا لهذه الحرب، إضافة إلى مخزون اللجنة الدولية للصليب الأحمر المتواجدة في العاصمة العراقية، فإن الناطقة باسم اللجنة الدولية تبدي قلقا من تفاقم الوضع لو استمرت الحرب، ولو تباطأت عملية فتح معابر إنسانية لجلب مواد الإغاثة من المخازن في البلدان المجاورة مثل إيران والأردن.

كما أبدت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر قلقا بخصوص وضع مدن مثل كربلاء والناصرية والنجف، حيث لا يوجد مبعوثون دوليون للصليب الأحمر. وهذه المدن هي الأحوج إلى ممرات إنسانية للوصول إليها سواء من بغداد او من الحدود الكويتية خصوصا وأن موظفين أممين تحدثوا عن قصف لمخازن الأغذية في مدينة الناصرية.

وعن الوضع في البصرة، تقول الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر “إنه أسوأ من أوضاع بغداد”. فقد تعرضت البصرة منذ أسبوع تقريبا إلى قطع التيار الكهربائي مما أدى إلى توقف ضخ المياه الصالحة للشرب. وقد أدت مجهودات مبعوثي اللجنة الدولية إلى إعادة تأمين ضخ جزئي للمياه في المدينة.

وتتخوف اللجنة الدولية من مخاطر ظهور أمراض نتيجة لشرب مياه ملوثة في البصرة والمدن المجاورة. وكانت منظمة اليونيسيف قد حذرت من مخاطر تهدد أكثر من 100 ألف طفل ما دون الخامسة من العمر في هذه المدينة التي بها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة.

القنابل العنقودية غير محرمة لكن…

أظهرت بعض المحطات التلفزيونية العربية تناثر قنابل في مناطق آهلة بالسكان في أحياء العاصمة العراقية بغداد فيما وصف بأنه قنابل عنقودية اطلقتها طائرات القوات الأمريكية البريطانية.

لكن الناطقة باسم اللجنة الدولية ترى أن المنظمة الإنسانية “ليس لديها تأكيدات بذلك”، موضحة أنه إذا ما تأكد الأمر ” فإن ذلك سيمثل تعارضا تاما مع مبادئ القانون الإنساني الدولي” الذي ينص على التمييز بين المدنيين والعسكريين وعدم استخدام أسلحة لها تأثير عشوائي.

وتركز اللجنة الدولية لصليب الأحمر سواء فيما يتعلق بحماية المدنيين او باستعمال أنواع من الأسلحة ذات التأثير العشوائي او فيما يتعلق بضرورة السماح بوصول مواد الإغاثة والعلاج للمصابين، على أنها في حوار متواصل مع كافة الأطراف في هذا النزاع من امريكيين وبريطانيين وعراقيين.

ومن الخدمات التي يقوم بها الصليب الأحمر بعد اشتداد القصف على بغداد واستهداف مراكز الاتصالات، وضع خط هاتفي بالأقمار الصناعية تحت تصرف سكان بغداد لطمأنة أهلهم وذويهم في خارج العراق. وتقول الناطقة باسم اللجنة الدولية إن مئات العراقيين لجأوا إلى هذه الخدمة منذ يوم الأحد.

كما تواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيارة الأسرى العراقيين المعتقلين لدى القوات البريطانية والأمريكية، في وقت لا زالت تنتظر فيه الحصول على ترخيص بزيارة الأسرى الموجودين لدى السلطات العراقية.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية