مؤسسات بنكية إسلامية وعربية تنفي تورطها
ظهرت أسماء عدة مؤسسات مصرفية لها فروع في سويسرا في قائمة المؤسسات التي تتهمها الولايات المتحدة الأمريكية بربط علاقات مع تنظيم بن لادن ،وهو ما دفع بعضها إلى التكذيب الرسمي . لكن المدعي العام لدويلة جنيف بيرنار بيرتوسا يشكك في نجاعة الإجراءات المتخذة لكشف النقاب عن الشبكات المالية وينصح الولايات المتحدة الأمريكية بمراجعة ممارساتها البنكية قبل الضغط على الآخرين
أثار نشر قائمة بأسماء المؤسسات المصرفية التى تتهمها الولايات المتحدة بكونها معبرا لتمويل نشاطات “تنظيم القاعدة “الذي يرأسه أسامة بن لادن، قلقا في أوساط المؤسسات المصرفية العربية والإسلامية التي لها فروع أو مقرات في سويسرا . وعلى غير عادتها توجه بعضها إلى مخاطبة الإعلام عبر البيانات الصحفية مثل مؤسسة دار المال الإسلامي التي لها مقر في جنيف و التي عبرت عن ” رفضها التام للتلميح او الإشارة او التعليق الخاطئ الذي يصنف المؤسسة بأن لها علاقة بشبكة المنظمات الإرهابية “.
وكانت مؤسسات مصرفية عربية وإسلامية لها فروع في سويسرا محط اهتمام كبير من قبل أجهزة الأمن ، مثل شركة الاستثمار السعودية Saudi Investment Company التي يرأسها يسلم بن لادن الأخ غير الشقيق لأسامة بن لادن و شركة التقوى في مدينة لوجانو التي جاء اسمها في القائمة الأمريكية.
مؤسسة بنكية بعيدة عن كل الشبهات
ومن بين المؤسسات البنكية التي تحوم حولها شكوك بربط علاقات وثيقة مع بن لادن ، فرع الشركة البنكية العربية SBA التي مقرها في باريس والتي تحمل في سويسرا اسم Financiere SBA suisse .
ما تتهم به هذه المؤسسة المالية في تقارير أجهزة الأمن الأمريكية والفرنسية كون لها علاقات وثيقة مع الملياردير خالد بن محفوظ ، رجل الأعمال المقرب من أسامة بن لادن والذي كان مورطا في بداية التسعينات في فضيحة البنك الباكستاني BCCI.
وقد تساءل تقرير أجهزة الأمن الأمريكية والفرنسية بعنوان ” المحيط الاقتصادي لأسامة بن لادن ” عن سبب إغفال الاهتمام بهذه المؤسسة التي كان خالد بن محفوظ أحد مدرائها حتى العام 2001 .
ولكن مسئولي الفرع السويسري في خطاب موجه لسويس إنفو ” كذبوا تكذيبا قاطعا أن تكون لمؤسستهم علاقات مع بن لادن او مع خالد بن محفوظ او مع أوساطهم المباشرة وغير المباشرة “.
النظام البنكي السويسري تحت الضغط
لا زالت سويسرا بالرغم من اتخاذها إجراءات تقدمية في مجال محاربة غسيل الأموال والإجرام المنظم ، تتعرض للمزيد من الضغوط بعضها يستهدف السرية البنكية وبعضها الآخر إجراءات تقديم المساعدة القضائية في الجرائم المالية. ولكن الناطق باسم وزارة المالية أعاد يوم الأربعاء تأكيد بان ” السرية البنكية لا تحمي الإرهاب او الإجرام المنظم”.
وقد قبلت سويسرا يوم الجمعة الماضي منح الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة القضائية في تحقيقاتها المتعلقة بتفجيرات الحادي عشر سبتمبر. وقد احتجزت بالفعل حسابا مشتبها فيه لكن النيابة العامة أوضحت بأنه لم يتم لحد الآن العثور في سويسرا على حسابات لها علاقة أسامة بن لادن.
أولى بالأمريكيين إصلاح نظامهم البنكي
يرى النائب العام في دويلة جنيف المختص في قضايا محاربة الإجرام المنظم بيرنار بيرتوسا في حديث خاص مع سويس إنفو ” أنه من الصعب التعرف على هذه الشبكات”. وأضاف قائلا” أكيد أنه يوجد تنظيم يمول هذه العصابات الإرهابية لكن من الواضح أن أسامة بن لادن ليست له حسابات باسمه . كما انه من الواضح أن يكون قد حصل على دعم من دول لها الحق في استعمال حسابات سرية مرقمة وتعمد لترويج الأموال بغرض تمويه مصدرها.
كما أن بإمكان الإرهابيين استعمال الأموال النظيفة “.
وبدل الاستمرار في الضغط على الآخرين يرى السيد برينار بيرتوسا، أن على الرئيس الأمريكي” أن ينظف أمام منزله” . إذ يرى أنه ” من الممكن في الولايات المتحدة الأمريكية فتح حساب بنكي بدون معرفة اسم المستفيد . ونفس الشيء ممكن في فرنسا حيث يمكن لمؤسسة مالية خارجية فتح حساب بدون الإفصاح عن اسم صاحبه” . وهذا ما لا تسمح به القوانين السويسرية .
سويس إنفو- الوكالات
متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.