The Swiss voice in the world since 1935

الازدحام يمنع توزيع المساعدات في غزة

reuters_tickers

القدس/القاهرة (رويترز) – توقفت عمليات توزيع المساعدات في غزة يوم الجمعة بعد أن قالت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل إن الازدحام الشديد جعل من استمرار العمليات أمرا غير آمن في أحدث تعطيل لجهود الإغاثة المتعثرة.

ومع النقص الحاد في الغذاء الذي يعاني منه القطاع، استمر أيضا القتال في مناطق كثيرة بقطاع غزة.

وأعلنت السلطات الصحية في غزة مقتل 16 فلسطينيا في غارات جوية إسرائيلية أغلبها في شمال القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إن أربعة من جنوده قتلوا وأصيب خمسة في انفجار بمبنى في خان يونس جنوب القطاع.

وفي رسائل متضاربة، أعلنت مؤسسة غزة الإنسانية في البداية إغلاق مواقع توزيع المساعدات في جنوب القطاع، قبل أن تعلن توزيع الطعام بالفعل ثم قالت إنها اضطرت إلى إغلاق البوابات في إجراء احترازي.

وقالت في بيان “توزيع (المساعدات) مر بسلام بالفعل دون مشكلات، ومع ذلك، (قررنا) إيقافه مؤقتا بسبب الازدحام الشديد الذي جعل من استمرار عملية التوزيع أمرا غير آمن”.

وفي وقت كان يفترض أن يحتفل فيه الفلسطينيون في أنحاء قطاع غزة بعيد الأضحى، واصلت القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية التي تقول إنها ضرورية للقضاء على مسلحي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وتسبب نبأ مقتل أربعة من جنود الجيش الإسرائيلي في انفجار بمبنى ملغوم في هزة للقوات وارتفعت بذلك حصيلة قتلى الجيش إلى ثمانية منذ بداية يونيو حزيران.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان “إنه يوم حزين وصعب”.

وأصدر الجيش في وقت سابق أوامر إخلاء جديدة لمناطق في مدينة غزة ومحيطها، محذرا من هجوم وشيك.

ومع تدمير مناطق سكنية كثيرة في غزة جراء القتال المستمر منذ أشهر عديدة، أدى الأهالي صلاة عيد الأضحى في العراء بجوار مساجد ومنازل مدمرة.

وقالت أم محمود، وهي من خان يونس “زي ما أنت شايف والله إحنا بنصلي صلاة العيد والقصف شغال والمدافع والطيران”.

وتحذر الأمم المتحدة من أن معظم سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة معرضون لخطر المجاعة بعد حصار إسرائيلي للقطاع مستمر منذ 11 أسبوعا، مع زيادة معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال إلى ثلاثة أمثال تقريبا.

وبدأت مؤسسة غزة الإنسانية توزيع الطرود الغذائية في القطاع في نهاية مايو أيار وأشرفت على نموذج جديد لتوزيع المساعدات تصفه الأمم المتحدة بأنه يفتقر إلى الحياد والنزاهة.

وأوقفت المؤسسة عملها يوم الأربعاء وطلبت من الجيش الإسرائيلي مراجعة البروتوكولات الأمنية بعد أن قال مسؤولون في مجال الصحة إن أكثر من 80 شخصا قتلوا بالرصاص وأصيب المئات بالقرب من نقاط توزيع المساعدات في الفترة من الأول حتى الثالث من يونيو حزيران.

* قيود على التنقلات

قال شهود إن الجنود الإسرائيليين يتحملون مسؤولية سقوط هؤلاء القتلى. وقال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق أعيرة تحذيرية على مدار يومين، بينما أشار يوم الثلاثاء إلى أن جنوده أطلقوا النار على “مشتبه بهم” فلسطينيين كانوا يتقدمون نحو مواقعهم.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس يوم الجمعة أن من الممكن للفلسطينيين “التنقل بحرية” إلى ومن مواقع توزيع المساعدات بين الساعة السادسة صباحا والسادسة مساء بالتوقيت المحلي. وأضاف أن في غير ذلك الوقت ستعتبر تلك المسارات “منطقة عسكرية مغلقة” وأن دخولها سيشكل “خطرا كبيرا على الحياة”.

لكن كثيرين من سكان قطاع غزة يقولون إنهم يضطرون للسير لساعات للوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، مما يعني أنهم يتعين عليهم التحرك قبل الفجر بكثير من أجل أن تسنح لهم أي فرصة للحصول على طعام.

ووصف فلسطينيون عملية التوزيع بأنها فوضوية وسيئة التنظيم، ويقولون إن الإمدادات المحدودة تؤدي إلى ازدحام على المنافذ في الصباح الباكر.

وأعلنت المؤسسة يوم الجمعة أنها سلمت 8160 طردا غذائيا، ما يعني توفير نحو 471240 وجبة للأفراد.

وحددت المؤسسة منذ انطلاق عملياتها ثلاثة مواقع لتوزيع المساعدات لكن لم يعمل منها سوى موقعين فقط خلال اليومين الماضيين. ولم تفتتح المؤسسة حتى الآن موقعا وعدت به في شمال القطاع.

وبدأت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأحدث على قطاع غزة بعد انهيار وقف إطلاق نار في مارس آذار إثر استمراره لشهرين.

واندلعت الحرب بعد أن شن مسلحون بقيادة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023. وأدى ذلك الهجوم وفقا لإحصاءات إسرائيلية إلى مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.

وقالت السلطات الصحية في القطاع إن حملة إسرائيل العسكرية أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية