مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماري روبنسن وسويسرا: صوت واحد للدفاع عن حقوق الإنسان

المفوضة السامية لحقوق الانسان ماري روبنسن مع وزير الخارجية السويسري جوزيف دايس Keystone

سمحت الزيارة التي قامت بها المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى برن بالتذكير مجددا بانتقاداتها الموجهة للولايات المتحدة الأمريكية بخصوص معاملة أسرى القاعدة وطالبان وحصلت خلالها مرة أخرى على دعم المسؤولين السويسريين المعنوي والمادي

قامت المفوضة السامية لحقوق الإنسان السيدة ماري روبنسن بزيارة للعاصمة الفدرالية بيرن يوم الاثنين اجتمعت خلالها بوزير الخارجية السيد جوزيف دايس كما أدت زيارة مجاملة لرئيس الكونفدرالية السيد كاسبار فيلليغر.

الزيارة التي كانت مبرمجة منذ مدة تأتي قبيل أيام من تصويت الشعب السويسري على عملية الانضمام إلى منظمة الأمم المتحدة وتدخل في إطار اللقاءات المنتظمة بين الطرفين لمراجعة مدى التزام سويسرا المالي والمعنوي بدعم مؤسسات حقوق الإنسان التابعة لمنظومة الأمم المتحدة التي تتخذ من جينيف مقرا لها.

فقد سمح اللقاء بتجديد تعهد سويسرا بقديم دعم مالي سنوي يقدر بحوالي 750 ألف فرنك وتم خلاله استعراض أهم القضايا المطروحة على ساحة حقوق الإنسان في وقت تعرف فيه معايير حقوق الإنسان نوعا من التهميش بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر وتحت غطاء محاربة الإرهاب.

جرأة روبنسن تجد صدلا لها في برن

في برن، لم تتردد المفوضة السامية لحقوق الإنسان في التذكير بموقف انفردت به لحد الآن على المستوى الأممي وهو انتقاد كيفية معاملة الولايات المتحدة الأمريكية لأسرى حركة القاعدة وطالبان.

فقد عبرت مرة أخرى عن قناعتها ب “أن محاربة الإرهاب لا تسمح بانتهاك حقوق الإنسان” وأكدت بآن معاهدات جنيف يجب آن تنطبق بدون تمييز على كل الأسرى سواء كانوا من حركة طالبان او من تنظيم القاعدة.

وفي انتقاد للتأويل الذي تحاول واشنطن إدخاله لتبرير عدم تطبيق معاهدات جنيف على هؤلاء الأسرى واختلاقها لفئة جديدة من الأسرى او ما أطلقت عليهم صفة “المقاتلين غير الشرعيين” قالت السيدة روبنسن بصريح العبارة: “أنه ليست هناك حاجة إلى قوانين جديدة”.

وما يقلق المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالدرجة الأولى كون العديد من الدول اتخذت من محاربة الإرهاب ذريعة للتراجع عن احترام معايير حقوق الإنسان. ولا ينطبق ذلك فقط على أوضاع أسرى القاعدة وطالبان فقط بل تطرقت المفوضة السامية في ندوتها الصحفية في برن إلى الوضع في الصين وفي روسيا بخصوص حربها ضد الشيشان. وعبرت السيدة روبنسن عن أسفها لعدم القيام لحد الآن بأي تحقيق مستقل حول تجاوزات القوات الروسية في حرب الشيشان.

سويسرا التي تعتبر راعية معاهدات جنيف عبرت على لسان وزير خارجيتها السيد جوزيف دايس ” عن الدعم الكامل لهذه المواقف”. كما عبرت عن استمرارها في تعزيز موقع جنيف كمقر عالمي لحقوق الإنسان.

يشار إلى أن مدينة جنيف تعتبر مقر المفوضة السامية لحقوق الإنسان وبها تجتمع لجان حقوق الإنسان المختلفة المعنية بالحقوق السياسية والمدنية ومناهضة التعذيب والتمييز العنصري والتمييز ضد المرأة وحقوق الطفل إضافة إلى الدورة السنوية للجنة حقوق الإنسان وللجنة الفرعية التابعة لحقوق الإنسان التابعتين للأمم المتحدة.

أخيرا تحتضن جنيف أيضا مقري كل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية