مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

مفاوضات بريكست تستأنف الأحد بعد فشل محادثات أخيرة في تحقيق اختراق

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أثناء إلقاه كلمة في جنوب شرق لندن بتاريخ 3 شباط/فبراير 2020 afp_tickers

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في ختام اتصال بينهما السبت، أن المفاوضات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ستستأنف جلساتها الأحد في بروكسل، في حين يسابق الجانبان الوقت لتجنّب خروج بريطانيا من التكتل من دون اتفاق تجاري.

وأجري الاتصال الذي استغرق نحو ساعة، في توقيت تتصاعد فيه الضغوط على الجانبين لإنجاز اتفاق تجاري قبل 31 كانون الأول/ديسمبر.

وقالا في بيان مشترك صدر عن داونينغ ستريت، إنّه على رغم استمرار الخلافات “يجب بذل مزيد من الجهود” من قبل المفاوضين لتحديد ما إذا بالإمكان “حلّها”، وأشارا إلى أنّهما سيتباحثان مجدداً مساء الاثنين.

وأعطيا توجيهاتهما إلى وفديهما التفاوضيين لعقد اجتماع جديد في بروكسل الأحد.

ويأتي الاتصال غداة تعليق مندوبي لندن وبروكسل محادثات اللحظات الأخيرة في وقت متأخر الجمعة وإقرارهم بأنه لم يتم الإيفاء بالشروط اللازمة من أجل التوصل إلى اتفاق.

وأشار كبير المفاوضين عن الجانب البريطاني ديفيد فروست ونظيره الأوروبي ميشال بارنييه إلى وجود “خلافات كبيرة” بشأن عدد من المسائل الأساسية التي عطّلت المحادثات منذ الصيف.

لكن بارنييه قال السبت “سنرى ما إذا من الممكن المضي قدما”، مضيفا “العمل يتواصل غدا”.

في الأثناء، يزداد الضغط على الجانبين لإبرام اتفاق في وقت تشارف فترة بريكست الانتقالية التي تستمر 11 شهرا على الانتهاء في 31 كانون الأول/ديسمبر.

ويعد التوصل إلى اتفاق ضروريا لتجنّب أي اضطرابات عميقة لاقتصادات الجانبين المتضررة أساسا جرّاء كوفيد-19، وخصوصا بريطانيا.

ولدى عودته من لندن السبت لإيجاز فون دير لايين قبيل الاتصال، قال بارنييه للصحافيين إن فريقه سيبقى “هادئا كالعادة”.

وأضاف “سنرى إن كان لا يزال هناك مجالا” للتوصل إلى اتفاق.

وجرى آخر حديث بين جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر، لكن الانقسامات بقيت بين بريطانيا والتكتل بشأن تساوي الفرص والحوكمة وصيد السمك.

وأفاد مصدر أوروبي فرانس برس الجمعة عن وجود “صعوبات جدية” في هذه المرحلة الحاسمة من العملية.

وأشارت صحيفة “فاينانشال تايمز” إلى احتمال عقد جونسون محادثات مع قادة أوروبيين في عطلة نهاية الأسبوع، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

ومن المقرر أن يعقد قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم الخميس، والتي يتوقع العديد منهم أن يعرفوا بحلول موعدها إن كان التوصل إلى اتفاق بريكست لا يزال ممكنا.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني توم تاغندات لمعهد “لووي” في مقابلة نشرت السبت “إن عدم التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، سيكون فشلا ذريعا” للسلطة الحاكمة.

– ترحيب إيرلندي –

ورحّب مايكل مارتن رئيس وزراء إيرلندا التي تعد العضو الأكثر تأثرا في الاتحاد الأوروبي في حال خروج بريطانيا من التكتل من دون اتفاق تجاري، بقرار استئناف المفاوضات.

وجاء في تغريدة أطلقها أن “التوصل لاتفاق يصب في مصلحة الجميع. يجب بذل كل الجهود من أجل التوصل لاتفاق”.

واعتبر النائب الألماني وزعيم تكتّل النواب المحافظين في البرلمان الأوروبي مانفريد فيبر إن الاتفاق يجب أن يحصل “الآن وإلا لن يحصل أبدا”.

وجاء في تغريدة أطلقها أن “على بوريس جونسون أن يحسم قراره بين أيديولوجية بريكست وواقعية الحياة اليومية للناس”.

وقال “في خضم أزمة كوفيد-19، نحن ندين لمواطنينا ولشركاتنا بالتوصل لاتفاق”

ويذكر أن بريطانيا غادرت الاتحاد الأوروبي رسميا في كانون الثاني/يناير، بعد نحو أربع سنوات من استفتاء على عضوية التكتل أحدث انقسامات في البلاد.

لكنها بقيت ملزمة بمعظم قواعده حتى نهاية العام، في وقت يحاول الطرفان الاتفاق على الشكل الدقيق لعلاقتهما المستقبلية.

وما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسيحتكم الجزء الأكبر من التجارة عبر المانش إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، وسيعاد تطبيق الرسوم الجمركية والحصص بعد عقود من التكامل الاقتصادي والسياسي العميق بين لندن ودول الاتحاد.

وبينما استُكملت معظم جوانب الاتفاق خلال المحادثات التي جرت العام الجاري، إلا أن المسائل الأكثر حساسية بقيت بدون حل في وقت ينتظر أن تغادر بريطانيا السوق الأوروبية الموحدة والاتحاد الجمركي.

وبقيت العواصم الأوروبية موحدة في موقفها الداعم لبارنييه على مدى عملية بريكست الصعبة. لكن بدأت تظهر بعض الانقسامات الداخلية مؤخرا.

وهددت فرنسا الجمعة باستخدام حق النقض ضد أي اتفاق لا يفي بمطالبها بشأن ضمان تجارة منصفة والوصول إلى مياه الصيد البريطانية.

بدوره، أفاد دبلوماسي أوروبي فرانس برس بأن كلا من بلجيكا وإسبانيا والدنمارك تشاطر باريس مخاوفها من احتمال تقديم الجانب الأوروبي الكثير من التنازلات في ما يتعلق بالقواعد الرامية للمحافظة على المنافسة.

أما في بريطانيا، فأصر جونسون على أن بلاده “ستزدهر بقوة” مهما كانت نتيجة المحادثات، لكنه سيواجه تداعيات سياسية واقتصادية كبيرة في حال لم يتمكن من التوصل إلى اتفاق.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية