The Swiss voice in the world since 1935

محادثات نووية “مفيدة” بحسب إيران و”مشجّعة” وفق الولايات المتحدة في ختام الجولة الرابعة

afp_tickers

اختتمت إيران والولايات المتحدة الاحد جولة رابعة من المحادثات النووية في سلطنة عُمان بدون تحقيق اختراق واضح، لكن الطرفين أبديا رضاهما عنها.

وبدأ الطرفان مباحثات في 12 نيسان/أبريل بوساطة من عمان التي كانت أدت دور الوسيط أيضا في مفاوضات سابقة أثمرت في العام 2015، التوصل إلى اتفاق دولي بين طهران والقوى الكبرى بشأن الملف النووي.

قالت إيران الأحد إن مباحثات الجولة الرابعة كانت “صعبة ولكن مفيدة”، فيما وصفها مسؤول أميركي بأنها كانت “مشجّعة”.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في منشور على منصة “إكس” إن “الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأميركية غير المباشرة انتهت”، مشيرا إلى أنها كانت “صعبة ولكنها مفيدة لفهم مواقف بعضنا بعضا وإيجاد وسائل منطقية وواقعية للتعامل مع الخلافات”.

وصرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي للتلفزيوني الايراني من عمان أن “المفاوضات كانت أكثر جدية وتفصيلا من الجولات الثلاث السابقة”، لافتا الى أنه تمت مناقشة “قضايا أكثر تفصيلا” ومؤكدا أن المفاوضات “ماضية قدما”.

ووصف مسؤول أميركي رفيع جولة المحادثات الرابعة  بـ”المشجّعة”، مشيرا إلى أن جولة جديدة ستجري قريبا، بدونّ أنّ يحدد موعدا.

وقال إنّ الاجتماعات “كانت مرة أخرى مباشرة وغير مباشرة واستمرت أكثر من ثلاث ساعات”. وأضاف “تم التوصل إلى اتفاق للمضي قدما بالمحادثات لمواصلة العمل على المسائل الفنية.

دخلت إيران المفاوضات مع تمسكها بأنّ تخصيب اليورانيوم حق “لا يقبل التفاوض”، وهي مسألة سبق لواشنطن ان اعتبرتها “خطا أحمر”.

وقال عراقجي الذي قاد وفد بلاده، للصحافيين قبل توجهه إلى مسقط إنّ “قدرة التخصيب هي إحدى افتخارات وإنجازات الأمة الإيرانية”، مؤكدا انها “غير قابلة للتفاوض”.

وإثر انتهاء الجولة الرابعة الاحد، صرح عراقجي “التخصيب… يجب أن يستمر ولا مجال للتنازل في هذا الأمر”، لكنه أشار إلى انفتاح محتمل لإيران على الحد من نسبة التخصيب “للمساعدة في بناء الثقة”.

من جانبه، قال وزير خارجية سلطنة عمان بدر البوسعيدي إنّ الجولة الرابعة تضمنت “أفكارا مفيدة ومبتكرة” تعكس رغبة البلدين في التوصل لاتفاق.

– أفكار مفيدة –

وكتب البوسعيدي على منصة اكس “اختتمت اليوم جولة أخرى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في مسقط، وتضمنت المناقشات أفكارًا مفيدة ومبتكرة تعكس رغبة مشتركة في التوصّل إلى اتفاق مُشرّف. وستُعقد الجولة الخامسة من المحادثات بعد أن يتشاور الطرفان مع قيادتيهما”.

عقد الجانبان إلى الآن ثلاث جولات من المحادثات توزعت بين مسقط وروما. وكانت الجولة الرابعة مقررة في الثالث من أيار/مايو في العاصمة الإيطالية، وأرجئت “لأسباب لوجستية”.

ومساء أعلن مكتب وزير الخارجية الإيراني أن عراقجي سيتوجّه إلى الإمارات الإثنين، وذلك قبل أيام من زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدولة الخليجية.

وجاء في بيان للناطق باسم الخارجية الإيرانية أن عراقجي الذي زار السعودية وقطر، وهما محطتان مدرجتان في جولة ترامب، سيجري محادثات مع كبار المسؤولين الإماراتيين “حول العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية”.

وقال يوسف البلوشي، رئيس مركز أبحاث مجلس مسقط للسياسات، إن الطرفين “لم يحققا اختراقا بعد”. ورجح أن “يستغرق ذلك وقتا طويلا لكنني متفائل”.

مع ذلك، حذّر من أن الجانبين أضاعا وقتًا ثمينًا خلال المفاوضات السابقة في محاولة لتوضيح التصريحات العلنية “بدلًا من التركيز فقط على المحادثات”.

وأوضح البلوشي أنّ “الضغط تكتيك في المفاوضات… لكن هذا يؤثر حقًا على الأجواء” على طاولة المفاوضات.

ولطالما اتهمت دول غربية، بما فيها الولايات المتحدة، إيران بالسعي إلى تطوير أسلحة نووية، وهو ادعاء تنفيه طهران التي تؤكد حقها في التكنولوجيا النووية وأن برنامجها سلمي حصرا.

وتصاعد التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني منذ أن سحب دونالد ترامب في 2018 الولايات المتحدة من الاتفاق الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى عام 2015، وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية.

وحدّد الاتفاق سقف تخصيب اليورانيوم عند 3,67 في المئة. إلا أن الجمهورية الإسلامية تقوم حاليا بتخصيب على مستوى 60 في المئة، غير البعيد عن نسبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

وقال المبعوث الأميركي الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في مقابلة الجمعة إنّ التخصيب “خط أحمر” لواشنطن.

وقال لموقع إخباري أميركي “هذا هو خطنا الأحمر. لا تخصيب”، موضحا “هذا يعني التفكيك، يعني عدم التسليح، ويعني أن نطنز وفوردو وأصفهان، وهي منشآت التخصيب الثلاث (في إيران)، يجب أن يتم تفكيكها”.

والأحد وصف الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الدعوات الأميركية لحض إيران على تفكيك منشآتها النووية بأنها “غير مقبولة”.

وقال الرئيس الإيراني إن “النقاش الذي أثير حول تفكيك جميع المنشآت النووية الإيرانية غير مقبول بالنسبة الينا”، مضيفا أن “إيران لن تتخلى عن حقوقها النووية السلمية”.

– “أخطر سلاح في العالم” –

ونصّ اتفاق 2015 على تقييد أنشطة طهران النووية مقابل رفع العقوبات عنها. وبقيت الجمهورية الإسلامية ملتزمة بالاتفاق لعام بعد الانسحاب الأميركي، قبل أن تبدأ بالتراجع عنه تدريجا.

منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير، أعاد دونالد ترامب فرض سياسة “الضغوط القصوى” التي اعتمدها خلال ولايته الأولى والقاضية بفرض عقوبات على إيران. ولوّح بقصف إيران في حال عدم التوصل الى اتفاق معها.

وأفاد تقرير للنشر للوكالة الدولية للطاقة الذرية اطلعت عليه فرانس برس أواخر شباط/فبراير، أنّ إيران زادت بطريقة “مقلقة للغاية” مخزوناتها من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.

وحذّر عراقجي، في مقال نشرته صحيفة “لو بوان” الفرنسية الأسبوعية الأحد، من “استراتيجية المواجهة”.

وأكدت إسرائيل، التي تعارض المفاوضات التي تجريها حليفتها الوثيقة الولايات المتحدة مع عدوها الإقليمي إيران، أنه يجب منع طهران من امتلاك أسلحة نووية.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر “إيران هي أخطر دولة في العالم… ويجب منع أخطر نظام من امتلاك أخطر سلاح في العالم”.

وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تمتلك سلاحا نوويا وإن لم تعلن ذلك.

بور-مز-آية-هت-ود/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية