The Swiss voice in the world since 1935

مواجهات وإهانات في “يوم القدس” ونتانياهو يتعهد الاحتفاظ بالمدينة بكاملها

afp_tickers

سارت حشود من الإسرائيليين إلى البلدة القديمة في القدس حيث اشتبك البعض مع فلسطينيين وقاموا بإهانتهم، في إطار إحياء الذكرى الثامنة والخمسين لاحتلال الشطر الشرقي من المدينة.

وتنظم مسيرة “الأعلام” التي يتصدرها القوميون المتطرفون، على وقع دوي الحرب المدمرة في قطاع غزة. 

ويشارك سنويا آلاف القوميين الإسرائيليين وعدد كبير منهم من اليهود المتدينين في المسيرة التي تبدأ من الشطر الغربي للمدينة وصولا إلى البلدة القديمة مرورا بالحي الإسلامي وأغلب سكانه فلسطينيون.

وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو أن تبقى القدس موحدة تحت سيادة إسرائيل خلال اجتماع لمجلس الوزراء عقد في بلدة سلوان جنوب أسوار البلدة القديمة.

في بلدة سلوان، حيث يوجد موقع أثري يعتقد أنه الموقع القديم للقدس في عهد الملك داوود، قال نتانياهو “سنحافظ على القدس موحدة، كاملة، وتحت السيادة الإسرائيلية”.

وتنتهي المسيرة مساء عند حائط البراق الذي يسميه اليهود “الحائط الغربي” ويقولون إنه آخر ما تبقى من الهيكل الثاني الذي دمره الرومان عام 70 ميلاديا. ويُعد هذا الموقع الأقدس لدى اليهود الذين يُسمح لهم بالصلاة فيه.

ووصل وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير إلى باحات المسجد الأقصى. 

وقال بن غفير في مقطع فيديو على تلغرام “صعدت إلى جبل الهيكل بمناسبة يوم القدس، صليت من أجل النصر في الحرب، من أجل عودة جميع أسرانا، ومن أجل نجاح رئيس جهاز الشاباك الجديد ديفيد زيني. عيد قدس سعيد”.

وفي وقت لاحق، وصل مع آلاف المشاركين في المسيرة إلى باب العمود حيث كان محاطا بحراسة أمنية مشددة. 

وقال يوسف أزولاي، الطالب في إحدى المدارس الدينية وعمره 21 عاما، “نحتفل بهذا اليوم الذي انتصرنا فيه على جميع أعدائنا، ونحن هنا الآن لنحمد الله على هذه المعجزة”.

بدأت فعاليات “يوم القدس” مساء الأحد، وكما هي الحال في الأعياد اليهودية، برفع علم إسرائيلي ضخم في الباحة أمام الحائط. 

– “مدينتنا المقدسة الوحيدة” –

واندلعت صدامات بين مشاركين في المسيرة وبعض الفلسطينيين تبادلوا خلالها الشتائم في مشهد يتكرر كل عام في يوم يخيم فيه التوتر على الأحياء الفلسطينية في المدينة.

ورُصدت مجموعات من الشبان بعضهم يحمل الأعلام الإسرائيلية في مواجهة مع تجار فلسطينيين ومارة ومع نشطاء حقوق إنسان إسرائيليين. 

وقام الشبان بالبصق على الناس وإطلاق الشتائم كما حاولوا اقتحام منازل فلسطينيين. 

وقال مراسلو وكالة فرانس برس إن الشرطة اعتقلت إثنين منهم على الأقل. 

وفي موقع آخر، كان شبان ينفخون بالونات ثم يثقبونها ويرددون “الموت للعرب”، و”لتحرق قراكم”. 

وبحسب مراسلو فرانس برس، دفع مراهقون مشاركون في المسيرة مصورين صحافيين ونشطاء وصرخوا في وجههم قبل أن يتنبه لهم عناصر الشرطة الذي اخرجوا هرواتهم ولحقوا بهم إلى طريق “الواد” داخل البلدة القديمة. 

وفي حي الشيخ جراح القريب، داهمت مجموعة من الإسرائيليين مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وفق ما أكد رونالد فريديريك، مدير شؤون الاونروا في الضفة الغربية عبر حسابه على منصة إكس.

وقال “قرابة الظهر، دخلت مجموعة من الإسرائيليين بقيادة عضو كنيست يحملون الأعلام الإسرائيلية إلى مقر وكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية من دون إذن”. 

وأضاف “أحضرت المجموعة الأعلام ورفعت لافتات، وادعوا أن المبنى سيخصص لإقامة حي إسرائيلي جديد. فشلت الشرطة الإسرائيلية، التي تم استدعاؤها إلى المكان في حماية حرمة مقر الأمم المتحدة”. 

وكانت الأونروا أخلت المقر في كانون الثاني/يناير الماضي بعد دخول قرار إسرائيل بحظر نشاطها في إسرائيل والقدس الشرقية حيز التنفيذ. 

ورغم التوتر السائد، واصل بعض السياح التجول في أزقة البلدة القديمة، ودعا المرشدون السياحيون إلى الحذر ومروا بسرعة أمام المحال المغلقة. 

ووصل عضو الكنيست السابق موشيه فيغلين الذي بدأ يروج لحزبه اليميني المتطرف “زيهوت” (الهوية) وقال “لكل أمة ولكل ديانة عاصمة وطنية وروحية، لكن لسبب ما، كل الأمم تريد جزءا من مدينتنا المقدسة الوحيدة”. 

وأضاف “القدس لليهود وفقط لليهود”. 

– مداهمة مقر الأونروا –

تعتبر إسرائيل القدس عاصمتها “الموحدة وغير قابلة للتقسيم” رغم عدم اعتراف المجتمع الدولي بذلك، عدا عن الولايات المتحدة التي اعترف رئيسها دونالد ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. 

وأغلقت المتاجر في البلدة القديمة أبوابها. ففي مثل هذا اليوم من كل عام، تفرض السلطات الإسرائيلية على التجار فيها إغلاق محالهم، وتمنع الشرطة الفلسطينيين من الاقتراب من المسيرة التي يرون فيها استفزازا متعمدا لمشاعرهم. 

وقال تجار لوكالة فرانس برس إنهم تلقوا تعليمات من الشرطة الإسرائيلية بعدم الحديث إلى الصحافيين أثناء مسيرة هذا العام. 

وعلى غرار ما حصل العام الماضي، نظم نشطاء يساريون إسرائيليون مسيرة “الورود” المضادة لمسيرة الأعلام. 

وقال غادي غفرياهو وهو منظم المسيرة وقائد حركة “تاغ مئير” (شارة النور) “سنوزع ورود السلام على سكان القدس وخصوصا المسلمين والمسيحيين”. 

أما المديرة التنفيذية لمركز العمل الديني في إسرائيل أورلي ليخفسكي فأكدت “نحن غير مستعدين للقبول بأن يتم الاحتفال بهذا اليوم وسط العنف والعنصرية”. 

وفي البلدة القديمة في القدس، قَبِل بعض الفلسطينيين الورود التي قُدمت لهم. 

لكن رجلا مسنا كان يجلس قرب باب العمود رفض ذلك قائلا “هل ترى ماذا يحصل في غزة؟ أنا آسف لكن لا يمكنني قبولها”. 

لاحقا، تم رصد مجموعة من المراهقين في المشاركين في المسيرة يمزقون الورود ويرمونها.

وتنظم مسيرة الأعلام للسنة الثانية في ظل الحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة ووسط تجدد الدعوات من قبل شخصيات يمينية إسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية المحتلة بأكملها بما يشمل الضفة الغربية.  

وسجل الجيش الإسرائيلي الاثنين إطلاق ثلاث قذائف من قطاع غزة المحاصر الذي دمرته الحرب، سقطت اثنتان منها داخل القطاع، وتم اعتراض واحدة.

بور-ها/شي/غ ر

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية