“نعم” للإبقاء على شركة طيران وطنية

صادق البرلمان السويسري بغرفتيه في ختام جلسة خاصة تواصلت يومين في برن على المقترح الحكومي الداعي إلى تخصيص مليارين فرنك لضمان رحلات "سويس اير" المُنهارة خلال الأشهر الأربعة القادمة، وإنشاء "كروس اير" جديدة. لكن هذه المساعدة لن تساهم في تمويل مخطط اجتماعي لفائدة موظفي "سويس اير" الذين تم الاستغناء عنهم.
سار مجلسُ الشيوخ السويسري يوم السبت على خطى مجلس النواب الذي صادق مساء الجمعة على المقترح الحكومي، المُتعلق بالإبقاء على شركة طيران وطنية، بـ110 أصوات مقابل 56 فيما امتنع 10 نواب عن التصويت. وصادق مجلس الشيوخ يوم السبت على المقترح الحكومي الذي لم تطرأ عليه أي تغييرات بـ36 صوتا مقابل 3.
مجلسا النواب والشيوخ السويسريان ناقشا أيضا خلال جلستهما غير العادية في العاصمة الفدرالية برن، دورَ الحكومة السويسرية التي ستمتلك أقلية الأسهم في شركة الخطوط الجوية الجديدة بعد انهيار شركة “سويس اير” والمسؤوليةَ القانونية لجهاز إدارة “سويس اير” السابق.
الكونفدرالية لن تخصص مساعدات اضافية لفائدة مخطط اجتماعي
وركز النقاش كذلك على انعكاسات انهيار “سويس اير” على سوق العمل وعلى القطاع السياحي السويسري علما أن ما لا يقل عن 38% سائح يصلون إلى الكونفدرالية جوّا.
لكن إذا كانت المساعدةُ التي تمت المصادقة عليها ستساهم في تفادي تدهور القطاع السياحي فإنها لن تساعد على التخفيف من حدة الأزمة التي يعيشها آلاف الموظفين الذين استغنت عنهم “سويس اير” بعد انهيارها. فقد رفض مجلسا النواب والشيوخ أن تشارك الكونفدرالية في تمويل مخطط اجتماعي لصالح المستخدمين المفصولين.
ولشرح هذا الموقف، حرص البرلمان على الإشارة إلى أن رفضه لا ينبعث من انعدام الاهتمام بمصير موظفي “سويس اير” المفصولين بل هو ناجم عن رفض الكونفدرالية إحداث سابقة في المجال الاجتماعي. وفي هذا السياق، ذكَّر المستشارُ الوطني بيير بوب من الحزب الديمقراطي المسيحي، وهو عضو في الوفد البرلماني المكلف بالشؤون المالية، أن الكونفدرالية لم تتدخل في السابق عندما واجهت صناعة الساعات، على سبيل المثال، أزمة خانقة أدت إلى إلغاء 40000 موطن عمل ما بين عامي 1974 و1980.
وتجدر الإشارة إلى أن الانشغال بالبعد الاجتماعي خلال أزمة “سويس اير” هو الذي دفع البرلمان السويسري إلى التدخل من اجل الإبقاء على شركة وطنية. ولتعزيز موقف البرلمان، ذكّر وزيرُ الشؤون المالية كاسبار فيليغر انه لولا هذا التدخل لواجه 35000 خطر الإقالة فيما سمح الحل الذي توصلت إليه الحكومة والقطاع الخاص والكانتونات بإنقاذ ثلاثة أرباع مواطن العمل في “سويس اير”.
وكان المطلوب من البرلمان خلال جلسته الخاصة في برن الموافقة بشكل روتيني على تخصيص مبلغ يتجاوز مليارين من الفرنكات السويسرية للخروج من مأزق “سويس اير” وبدء صفحة جديدة مع “كروس اير” التي ستتولى تدريجيا كامل خدمات الشركة المُنهارة.
وقد وافقت الحُكومةُ السويسرية على منح مساعدات على شكل قروض ائتمانية لـ”سويس اير” على أن يتم استثمارها في شركة الخطوط الجوية الجديدة التي ستتخذ من هياكل شركة “كروس اير” الجهوية أساسا لها.
تأييد من معظم الأحزاب السياسية واستياء كبير لحزب الشعب ذي الاتجاه اليميني
الحكومة السويسرية ترى أن الكونفدرالية بحاجة ماسة إلى شركة خطوط جوية وطنية لضمان الرحلات المباشرة. وشددت في هذا السياق على أهمية دور شركة جوية وطنية خاصة في مجالي التصدير والسياحة.
وقد أعرب ثلاثة من ابرز الأحزاب السياسية في سويسرا عن تأييدهم للمقترح الحكومي. فيما عبر حزب الشعب ذو الاتجاه اليميني عن اعتراضاته الشديدة على المقترح، وساندته في ذلك بعض الأحزاب الصغيرة اليمينية بالإضافة إلى حزب الخضر. ويعارض حزب الشعب فكرة تمويل القطاع العام لشركة خاصة.
وقد تعهدت الحكومة السويسرية بتخصيص مبلغ يفوق 1,4 بليون فرنك لتمكين “سويس اير” من القيام بخدماتها النظامية خلال الشهور الأربع القادمة على الرغم من تقليص عدد موظفيها وفروعها اثر انهيارها.
ومن المنتظر ان تمتص شركة الطيران السويسرية الجديدة 26 رحلة طويلة و26 رحلة قصيرة من شركة “سويس اير” بالاضافة الى 82 طائرة من “كروس اير” الحالية. ووفقا للاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة والقطاع الصناعي فان الحكومة الفدرالية ستمتلك 20% من اسهم الشركة الجديدة وستساهم فيها بمبلغ 600 مليون فرنك. ويتوقع ان يقدم عدد من الكانتونات والسلطات المحلية مساعدات بقيمة 400 مليون فرنك فيما تعهد القطاع الخاص بالمساهمة بـ1,9 بليون فرنك ليتملك بالتالي 65% من اسهم شركة الطيران المستقبلية.
سويس انفو مع الوكالات

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.