The Swiss voice in the world since 1935

كييف تبرم مع واشنطن شراكة واسع النطاق لاستغلال مواردها الطبييعية

afp_tickers

وقّعت واشنطن وكييف الأربعاء اتفاقا اقتصاديا واسع النطاق يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعمار أوكرانيا التي تمزّقها الحرب ويمنح إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.

أتى هذا الاتفاق بموازاة مباحثات دبلوماسية لإيجاد حلّ للنزاع المتواصل بين موسكو وكييف منذ غزو روسيا لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.

وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في رسالة مصورة “يسعدني أن أعلن اليوم توقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية التاريخية” مع أوكرانيا.

من جهتها، قالت وزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو إثر توقيعها الاتفاق في واشنطن إنّه “بالتعاون مع الولايات المتّحدة، ننشئ هذا الصندوق الذي سيجذب استثمارات عالمية إلى بلدنا”.

وأضافت في منشور على فيسبوك أنّ الاتفاق سيتيح تمويل “مشاريع لاستخراج المعادن والنفط والغاز” في أوكرانيا.

لكنها شددت على أنّ أوكرانيا “تحتفظ بالملكية والسيطرة الكاملة على هذه الموارد” وعلى أنّ “الدولة الأوكرانية ستكون هي من يحدّد ماذا يُستخرج وأين”.

من جهتها، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنّ الولايات المتّحدة وأوكرانيا وقّعتا اتفاقية لإنشاء “صندوق استثماري لإعادة الإعمار”.

وأضافت الوزارة في بيان “اعترافا بالدعم المالي والمادّي الكبير الذي قدّمه شعب الولايات المتّحدة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي الواسع النطاق، تضع هذه الشراكة الاقتصادية بلدينا في وضع يسمح لهما بالتعاون والاستثمار معا لضمان أنّ أصولنا ومواهبنا وقدراتنا يمكن أن تعمل على تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا”، من دون تقديم تفاصيل عن فحوى الاتفاق.

– “جيد جدا” –

وفرت الولايات المتّحدة في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن مساعدات لأوكرانيا بعشرات مليارات الدولارات.

وروى دونالد ترامب مساء الأربعاء خلال مقابلة تلفزيونية مع محطة “نيوز نايشن” أنه قال لزيلينسكي خلال لقائهما في الفاتيكان على هامش جنازة البابا فرنسيس “إنه من الجيد جدا” أن يُوقع الاتفاق “لأن روسيا أكبر بكثير وأقوى بكثير”.

وقال سكوت بيسنت عبر “فوكس نيوز” إن الرئيس الأميركي “يريد أن يجلس الطرفان على الطاولة الآن، بإظهاره أن للولايات المتّحدة مصلحة اقتصادية في أوكرانيا”.

وأضاف “هذه إشارة إلى القادة الروس وإشارة أيضا إلى الشعب الأميركي بأن لدينا فرصة للمشاركة وللحصول على تعويض” عن الأموال والأسلحة التي زُودت بها أوكرانيا.

كان مشروع الاتفاق منذ أسابيع محور توتر بين كييف وواشنطن التي يعتبر دعمها لأوكرانيا حيويا.

وكان من المفترض توقيع صيغة سابقة له خلال زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض نهاية شباط/فبراير، إلا أنّ مشادته غير المسبوقة مع نظيره الأميركي أمام الكاميرات أدت إلى مغادرته من دون التوقيع.

وعرضت واشنطن صيغة جديدة للاتفاق في آذار/مارس اعتبرها نواب أوكرانيون ووسائل إعلام  مجحفة في حق أوكرانيا.

وقال مسؤولون أوكرانيون إنه عبر التفاوض عُدل نص الاتفاق ليكون مقبولا من كييف.

لكن عضو الكونغرس الأميركي الديموقراطي غريغوري ميكس ندد به مساء الأربعاء معتبرا أنه “ابتزاز” من جانب ترامب.

– “اتفاق جميل” –

ورحب رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال بالاتفاق قبل توقيعه قائلا عبر التلفزيون الوطني “هو فعلا اتفاق دولي جميل بين الحكومتين الأميركية والأوكرانية بشأن استثمارات مشتركة لتطوير أوكرانيا وإعادة بنائها”.

وأكد شميغال أن “لا ديون ولا مساعدة” ممنوحة قبل التوقيع “تندرج في إطار هذا الاتفاق”.

ويبقى أن يقر البرلمان الأوكراني الاتفاق الذي لا يتضمن ضمانات أمنية أميركية في وجه روسيا رغم إصرار زيلينسكي عليها.

وقال وزير الخزانة الأميركي “هذا الاتفاق يظهر بوضوح لروسيا أن إدارة ترامب منخرطة في عملية سلام تستند إلى أوكرانيا حرة تنعم بالسيادة والازدهار على المدى الطويل”.

وينشئ الاتفاق “صندوقا للاستثمار في إعادة بناء” أوكرانيا يموله ويديره بالتساوي الأوكرانيون والأميركيون.

ولا يعرف حجم الثروات المنجمية الموجودة في باطن الأرض الأوكرانية إذ إن غالبية هذه الموارد لم يتم استغلالها بعد ويصعب استخراجها أو أنها تحت السيطرة الروسية لأنها تقع في مناطق يحتلها الجيش الروسي.

– “رغبة دائمة في القتل” –

ميدانيا، أطلق الجيش الروسي مسيرة على منطقة سكنية في أوديسا في جنوب أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 15 آخرين على ما أعلن الخميس حاكم المنطقة عبر تلغرام. وندّد جهاز الطوارئ الأوكراني بـ”هجوم روسي ضخم”.

وألحق الهجوم “أضرارا بمبان سكنية ومنازل وسوبرماركت ومدرسة وسيارات”، حسبما أعلن حاكم المنطقة أوليغ كيبر عبر حسابه على تلغرام.

وبموازاة ذلك سُمع دوي انفجارات في حي في مدينة سومي وأطلقت صافرات الإنذار محذرة من هجوم جوي في مناطق مختلفة منها كييف وخاركيف وتشرنيغيف وسومي ودونيتسك ودنيبروبيتروفسك وزابوريجيا.

وقال الرئيس زيلينسكي على وسائل التواصل الاجتماعي “منذ أكثر من 50 يوما، تجاهلت روسيا الاقتراح الأميركي بوقف إطلاق النار الكامل وغير المشروط” ولم ترد إلا “بقصف واعتداءات جديدة”.

وأضاف أن “الضغط الإضافي على روسيا ضروري لإجبارها … على التفاوض… كلما كانت العقوبات أكثر فعالية، زادت الأسباب التي تجعل روسيا توقف الحرب”، كما دعا إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده ضد الهجمات من موسكو.

بور/بم-غ ر-ناش/ص ك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية