وزير الخارجية الألماني: الاعتراف بدولة فلسطينية الآن سيكون “مؤشرا خاطئا”

أعلن وزير الخارجية الألماني الخميس أن الاعتراف “الآن” بدولة فلسطينية سيكون “مؤشرا خاطئا”، في موقف معارض لموقف فرنسا والمملكة المتحدة وكندا التي أعلنت تأييدها هذا الأمر.
وقال يوهان فاديفول في مؤتمر صحافي في برلين مع نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر “ينبغي إنجاز هذه العملية في اطار مفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين قبل أن نعترف بدولة فلسطينية. ونرى أن اعترافا بدولة فلسطينية الآن سيكون مؤشرا خاطئا”.
اعترفت إسبانيا وايرلندا والنروج العام الماضي بدولة فلسطينية، واعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا دعمه للفكرة، مما دفع إسرائيل إلى اتهامه بشن “حملة صليبية ضد الدولة اليهودية”.
وقال فاديفول الخميس إنه “قلق من الوضع المتوتر للغاية في الضفة الغربية” وأن الحكومة الألمانية “ترفض” إنشاء مستوطنات إسرائيلية جديدة باعتبارها غير قانونية بموجب القانون الدولي.
الأسبوع الماضي تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بناء “دولة إسرائيلية يهودية” في الضفة الغربية المحتلة بعد يوم من إعلان الحكومة عن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة.
في ما يتّصل بالحرب في غزة، قال فاديفول إن المساعدات التي تصل الى المدنيين في القطاع “ضئيلة جدا”.
وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن سكانه معرضون لخطر المجاعة.
وقال الوزير إنه جدد “مطالبته العاجلة بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة” بدون قيود بموجب القانون الدولي.
وأكد أيضا أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها ضد حماس والأعداء الآخرين وأن “ألمانيا ستواصل بالطبع دعم إسرائيل عبر تسليم الأسلحة، وهو أمر لم يكن موضع شك على الإطلاق”.
الأسبوع الماضي قال فاديفول إن ألمانيا تجري تقييما “لتبيان ما إذا كان ما يحصل في غزة يتوافق مع القانون الدولي”، لافتا إلى أن بيع الأسلحة لإسرائيل سيجري تقييمه على هذا الأساس.
هذا الموقف عرّضه لانتقادات صدر بعضها من داخل تحالفه المحافظ (الاتحاد المسيحي الاشتراكي والاتحاد المسيحي الديموقراطي)، الذي اتّهمه بعدم تقديم دعم كاف لإسرائيل.
في وقت سابق الخميس، قال ساعر عند نصب تذكاري لضحايا الهولوكوست إن إسرائيل “محاطة بأعداء يريدون إزالتها”، وإن “الفرق الوحيد بين حماس والنازيين يكمن في قدراتهم”.
وقال إن قيام دولة فلسطينية سيكون “الجائزة الكبرى التي تقّدم إلى قتلة، من خلال إقامة دولة إرهابية جديدة في قلب وطننا”.
تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة لوضع حد للحرب التي أشعل فتيلها في غزة هجوم غير مسبوق شنّته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أسفر هجوم حماس عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.
وبلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى الفلسطينيين 54607 في العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وقال ساعر إن “حماس هي وحدها المسؤولة عن المعاناة في الجانبين”، وتابع “نحن بحاجة إلى دعم من ألمانيا اليوم في هذه الساعات العصيبة”.
يلب/ليل-ود/ب ق