مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزير الخارجية الروسي يدعو الإدارة الأمريكية إلى حوار بخصوص برنامج الصواريخ

وزير الخارجية الروسي اثناء مداخلة امام مؤتمر نزع السلاح في جنيف Keystone

في خطاب ألقاه أمام الدورة الحالية لمؤتمر نزع السلاح في جنيف دعا وزير الخارجية الروسي ايغور إيفانوف الإدارة الأمريكية الجديد ة إلى "حوار نشيط" بخصوص برنامج الصواريخ الدفاعية في الفضاء الخارجي وأعاد تأكيد استعداد موسكو للتخفيض من عدد الرؤوس النووية إلى اقل مما كان متفقا بشأنه في معاهدة ستارت.

بعد تولي الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جورج بوش، يبدو أن موسكو ترغب في تدارك الوقت الضائع لتحريك ملف برنامج الصواريخ المستعملة للفضاء الخارجي الذي يثير الانشغال في العديد من العواصم.

فقد اقترح وزير الخارجية الروسي ايغور إيفانوف في خطاب ألقاه صباح الخميس أمام مؤتمر نزع السلاح في جنيف ، الشروع على الفور في مفاوضات مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق حول معاهدة ستارت 3.

وكانت موسكو وواشنطن وقعتا على معاهدتي ستارت 1 لعام 1991 (التي نصت على تخفيض عدد الرءوس النووية في كل طرف إلى ستة الاف رأس نووية حتى عام 2001)، ومعاهدة ستارت 2 لعام 1993 (التي نصت على تخفيض عدد هذه الرؤوس النووية إلى ثلاثة الاف وخمس مائة).

الجديد هذه المرة، هو ان الوزير الروسي اعرب عن استعداد موسكو للذهاب إلى أبعد مما نص عليه الاتفاق المبدئي المبرم في هلسنكي عام 1997، والذي حدد إمكانية نشر ما بين الفين إلى الفين وخمس مائة رأس نووية في كل بلد . وبالتحديد أعرب الوزير الروسي عن استعداد موسكو تخفيض عدد الرؤوس النووية إلى اقل من الف وخمس مائة.
وأكد الوزير الروسي مرة اخرى أمام مؤتمر نزع السلاح، الأهمية التي توليها موسكو للمعاهدة المبرمة مع الولايات المتحدة في عام 1972 حول نظام الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات المعروف ب ABM . معتبرا أن هذه المعاهدة تمثل “لحد الآن إحدى دعائم البنية المعاصرة في مجال الحد من الأسلحة ونزع السلاح ” .

وتنص هذه المعاهدة بالخصوص على السماح لكل بلد بتطوير برنامج واحد لنظام صواريخ مضادة للصواريخ، ولكن تعيين الرئيس الأمريكي الجديد، لدونالد رومسفيلد، الأب الروحي لنظام الدفاع بالصواريخ المضادة للصواريخ في وزارة الدفاع ، اعتبر من طرف بيكين وموسكو بوجه خاص، مؤشرا على تصعيد محتمل في هذا الإطار.

إذ تفسر الإدارة الأمريكية أن اتفاق ABM قابل للتطوير ويرى دونالد رومسفيلد أن ذلك ” لا يمنع من تطوير نظام جديد للدفاع بالصواريخ المضادة للصواريخ في الفضاء الخارجي”، ولكن وزير الخارجية الروسي يرى اقتباسا عن أحد الفلاسفة أن
“العلاج في بعض الأحيان أخطر من المرض نفسه” واقترح على الإدارة الأمريكية عوض إنجاز نظام قومي للدفاع بالصواريخ ، التفاوض بخصوص إجراءات عملية بناءة سياسية ودبلوماسية ، تسمح بتبديد مخاوف الولايات المتحدة الأمريكية بشان ما يسمى بالتهديدات الصاروخية و تضمن في الوقت نفسه، احترام معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ العابرة للقارات من طرف الجميع.

ولاشك أن هذا الموضوع سيحيي النقاش داخل مؤتمر نزع السلاح الذي يشهد جمودا منذ اكثر من أربع سنوات، لا سيما أن موسكو ستجد في الصين والدول النامية وبعض الدول الأوربية الأخرى، حليفا يعارض أي سباق نحو التسلح في الفضاء الخارجي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية