مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وزير الخارجية السعودي يؤكد من دمشق أن بلاده تدفع باتجاه رفع العقوبات عن سوريا

afp_tickers

أكّد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الجمعة من دمشق وقوف بلاده إلى جانب الإدارة السورية الجديدة ودعمها في مسألة رفع العقوبات الغربية، عقب لقائه قائد الإدارة أحمد الشرع.

والتقى بن فرحان الشرع بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية سانا، في أول زيارة له بعد إطاحة الرئيس بشار الأسد الشهر الماضي، فيما تتطلع دمشق إلى استثمارات من دول الخليج الغنية.

وقال خلال مؤتمر صحافي إلى جانب نظيره السوري أسعد الشيباني “أنوه مرة أخرى إلى أهمية الاستعجال في رفع وتعليق كافة العقوبات المفروضة على سوريا بأسرع وقت لاتاحة الفرصة للنهوض للاقتصاد السوري بالشكل الذي يدعم استقرار سوريا”. 

وأضاف أن “المملكة منخرطة في حوار فاعل مع كل الدول ذات العلاقة، سواء كانت الولايات المتحدة الأميركية أو الدول الاتحاد الأوروبي وغيرها ونسمع رسائل إيجابية”. 

من جهته قال وزير الخارجية السوري إن “العقوبات ليست ضد الحكومة فقط ولكن هي ضد المؤسسات والشعب”.

وأضاف “من هنا نؤكد على أهمية…فتح قنوات جديدة للاستثمار والتجارة ودعم البنية التحتية وتوفير فرص العمل لأبناء الشعب السوري”. 

وخففت واشنطن بعض العقوبات المفروضة على سوريا، في وقت سيكون الموضوع على جدول أعمال مجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المقبل الذي سيعقد في بروكسل في 27 كانون الثاني/يناير.

وكانت القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فرضت عقوبات على حكومة الأسد بسبب قمعها الوحشي للاحتجاجات المناهضة لها في العام 2011 والتي أشعلت فتيل الحرب الأهلية في البلاد. 

-“خطوات ايجابية”-

ومنذ إطاحة الأسد، تشكل دمشق وجهة لمسؤولين عرب وأجانب. 

وأعربت السلطات الجديدة عن رغبتها في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع السعودية التي زارها وزير الخارجية السوري مطلع كانون الثاني/يناير في أول زيارة خارجية له. 

وخلال مقابلة مع قناة العربية السعودية في كانون الأول/ديسمبر، توقع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع أن يكون للمملكة العربية السعودية “دور كبير جدا” في سوريا حيث يمكن أن تستفيد من “فرص استثمارية كبرى” بعد سقوط بشار الأسد.

وقال “بالتأكيد السعودية سيكون لها دور كبير في مستقبل سوريا. الحالة التنموية التي نسعى إليها أيضا سيكونون (السعوديون) أيضا شركاء فيها”.

وقال كذلك إنه ولد في السعودية حيث كان يعمل والده في ذلك الوقت، وعاش فيها لبضع سنوات في بداية حياته.

وتأمل الإدارة الجديدة خصوصا بالحصول على دعم المملكة في إعمار سوريا التي دمّر اقتصادها وبنيتها التحتية بسبب نزاع استمر أكثر من 13 عاما.

وقال بن فرحان الجمعة إن لقاءه الشرع يأتي “إنفاذا لتوجيهات قيادة المملكة بالوقوف إلى جانب سوريا وشعبها الكريم في كافة المجالات بما يحفظ استقرار سوريا”.

وأضاف أن بلاده تثمّن “ما تقوم به الإدارة السورية الجديدة من خطوات إيجابية في الانفتاح والحوار”. 

وقطعت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفارتها في شباط/فبراير 2012، احتجاجا على استخدام دمشق القوة في قمع احتجاجات شعبية اندلعت العام 2011 وسرعان ما تحولت الى نزاع مدمر.

وقدمت السعودية إلى جانب قطر ودول عربية أخرى، خصوصا في السنوات الأولى للنزاع، دعما للمعارضة السياسية والمسلحة، ودعت إلى ضرورة تغيير الحكم في سوريا. 

لكنّ تغييرا طرأ على العلاقات بين البلدين في السنوات الأخيرة، وعادت الزيارات واللقاءات بين مسؤولي دمشق والرياض. 

ودعمت الرياض عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وأعلن البلدان استئناف علاقاتهما الدبلوماسية الكاملة في تشرين الأول/أكتوبر 2023، قبل أن تسمي الرياض سفيرا في دمشق في أيار/مايو 2024.

وزار بن فرحان دمشق في 2023، في محاولة لدفع الأسد للابتعاد من إيران ومكافحة تجارة الكبتاغون، لكن بدون نتيجة، وفق محللين.

ودعمت عائدات بيع الكبتاغون طوال سنوات الحرب المستمرة منذ 13 عاما حكومة الأسد، وحوّلت سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.

-إصلاحات-

ووصل بن فرحان الى سوريا آتيا من لبنان. وتأتي زيارته في ظل تغيير سياسي في البلدين، بحيث فقدت إيران حليفها الرئيسي في سوريا بشار الأسد، كما تراجع نفوذ حزب الله في لبنان المجاور خلال حربه مع إسرائيل.

وأعرب بن فرحان الخميس عن “الثقة” بقيادة لبنان الجديدة للقيام بإصلاحات في البلاد، بعد لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون. وكانت تلك أول زيارة يقوم بها مسؤول سعودي رفيع المستوى للبنان منذ 15 عاما شهدت توترا في العلاقات بين البلدين. 

وجاء انتخاب عون رئيسا، وقد حظي بدعم السعودية والولايات المتحدة، بعد تغيّر موازين القوى في الداخل على خلفية نكسات مني بها حزب الله في مواجهته الأخيرة مع اسرائيل وسقوط حليفه بشار الأسد في سوريا المجاورة.

وخلال زيارة للبنان الجمعة، أكّد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا بعد لقائه المسؤولين اللبنانيين “أهمية تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة لضمان تغلب لبنان على أزماته”.

عحق-اط/لو/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية