
وفاة الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي في السعودية

توفي الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الخميس عن عمر ناهز 83 عاما في السعودية، بعد هروبه اليها اثر انتفاضة شعبية في بلاده في 2011 أطلقت شرارة “الربيع العربي”.
وقال مصدر في وزارة الخارجية التونسية لوكالة فرانس برس طالباً عدم كشف هويته “تلقينا تأكيداً عن وفاته منذ نصف ساعة” بدون اعطاء مزيد من التفاصيل.
ولم تصدر بعد ردود فعل رسمية في البلاد.
وهرب بن علي وزوجته وأفراد من عائلته الى مدينة جدة في السعودية منذ 14 كانون الثاني/يناير 2011 واستقر هناك بعد ثورة أطاحت نظام حكمه عقب انتفاضة اجتماعية انطلقت من محافظة سيدي بوزيد (وسط).
وابدى رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد قبل أسبوع موافقته على عودة الرئيس الأسبق الى تونس في حال تأكد ما يشاع عن تدهور حاله الصحية.
وقال الشاهد في تصريح لتلفزيون “حنبعل” الخاص ” نعم (ضوء) أخضر لعودته، حالة إنسانية. إن كان مريضا كما تقول الاشاعات يمكن أن يعود لبلاده كما كل مواطن تونسي”.
واضاف “اذا كان يريد ان يعود ويدفن (في بلاده)، ضوء أخضر”.
وكان منير بن صالحة الذي يقدم نفسه محاميا لبن علي أعلن الأسبوع الفائت ان الأخير “مريض جدا”، قبل ان ينفي كل الشائعات التي تم تداولها عن وفاته، موضحا في تصريح لإذاعة “أوكسيجين اف ام” الخاصة أنه “لم يمت ولكن حالته الصحية صعبة. خرج من المستشفى ويعالج في بيته وحالته مستقرة”.
وقالت أسماء مصافي، العشرينية في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة لفرانس برس “بن علي جزء من تاريخ تونس، أحب من أحب وكره من كره”.
أما محمد التليلي، السبعيني فاعتبر أنه “لو يتسبب دفن بن علي في وطنه بمشاكل ونحن نمر بفترة انتخابات فلا موجب لذلك”.
– قبضة حديد –
وحكم بن علي تونس بقبضة حديد طوال 23 عاما قبل أن يهرب الى السعودية في 2011، وسلكت البلاد بعدها مسارا ديموقراطيا جديدا.
حُكم عليه غيابيا في قضايا عدة تتعلق بالقتل العمد والاختلاس وتجاوز السلطة وقمع المتظاهرين، وصدر في بعضها حكم بالسجن المؤبد بحقه.
كذلك فإن “هيئة الحقيقة والكرامة” المكلفة النظر في تجاوزات حقوق الانسان منذ حكم الرئيس الحبيب بورقيبة وجهت إلى بن علي اتهامات بتعذيب سجناء سياسيين وحقوقيين خلال فترة حكمه (1987-2011).
ولد بن علي في الثالث من أيلول/سبتمبر 1936 في مدينة حمّام سوسة (وسط شرق) في عائلة متواضعة.
وصل الى الحكم في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر 1987 إثر “انقلاب طبّي” على سلفه، صانع الاستقلال الحبيب بورقيبة (1956-1987)، بحسب تعبير استخدم آنذاك.
وقال في مقابلة مع محطة تلفزيونية فرنسية في 1988 إن ما حصل “كانت عملية إنقاذ وطني”، مضيفا “كان علي أن أعيد دولة القانون (…) كان الرئيس مريضا ومحيطه كان صاحب تأثير سيء”.
ووعد بن علي في “بيان السابع من نوفمبر” الشهير الذي توجه به الى الشعب “بإعطاء القانون حرمته” وبأن “يوفّر أسباب الديموقراطيّة المسؤولة” ويقطع مع “الظلم والقهر” و”استغلال النفوذ” و”التساهل في أموال المجموعة” الوطنية، ومع “الرئاسة مدى الحياة” التي أرساها بورقيبة.
لكنه سرعان ما أرسى نظاما تسلطيا قمعيا، واتُهم محيطه بالفساد واستغلال النفوذ.
وغابت أخبار بن علي منذ خروجه من تونس، غير أن صورا له ولأفراد من عائلته بدأت تنتشر في الأشهر الأخيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال حسابات على “انستغرام” منسوبة لابنته نسرين وزوجها فنان الراب التونسي “كادوريم”.
وتتزامن وفاة بن علي مع استحقاقات مفصلية تشهدها تونس في مقدمها انتخابات رئاسية وتشريعية من شأنها تحديد المسار السياسي المقبل للبلاد.
وأجريت الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد الفائت وتصدر نتائجها أستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد ورجل الاعلام الموقوف بتهمة تبييض اموال نبيل القروي بحيث تأهلا لخوض دورة ثانية حاسمة.
لكن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم تحدد بعد موعد الدورة الثانية في انتظار اجراء الانتخابات التشريعية في السادس من تشرين الأول/أكتوبر المقبل.