مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

يو بي إس.. أرباحٌ في الثلاثي الرابع وخسائر في 2009

حقّـق مصرف يو بي إس أرباحا في الثلاثي الرابع، لكنه أنهى عام 2009 بخسارة. Keystone

تمكّـن أكبر مصرف سويسري من تسجيل نتائِـج إيجابية في الثلاثي الأخير من عام 2009، لكنه اختتم السنة الماضية بخسارة إجمالية تصـِل إلى 2،74 مليار فرنك. في الوقت نفسه، يستمرّ نزيف العملاء المغادرين له.

لا زال مصرف يو بي إس في المنطقة الحمراء، لكن يبدو أنه يتجه لمغادرة منطقة الخطر. وبالمقارنة مع الخسارة التاريخية المُـسجَّـلة في عام 2008 (21،29 مليار فرنك)، تُـؤشِّـر خسارة 2009 (2،74 مليار) على تحسُّـن واضح في الأوضاع.

من الأخبار الجيّـدة أيضا، تمكُّـن مصرف يو بي إس من تجديد العهد مع الأرقام السوداء (أي الأرباح) في الثلاثي الرابع من عام 2009، حيث حقّـق أرباحا صافية فاقت التوقّـعات، بلغت قيمتها 1.205 مليار فرنك، مقابل خسائر ناهزت 9،56 مليار قبل عام واحد، مثلما جاء في بيان صدر يوم الثلاثاء 9 فبراير 2010 عن المصرف.

يو بي إس لم يُـحقق نتائج ثلاثية إيجابية منذ الثلاثي الثالث لعام 2008. وهذه المرة، جاءت النتيجة أعلى من توقّـعات المحلِّـلين الذين استجوبتهم وكالة AWP المالية وتكهّـنوا بأن لا يزيد متوسط الأرباح المرتقبة عن 376 مليون فرنك.

من جهة أخرى، سجّـلت جميع الأقسام العاملة في المصرف، أرباحا قبل دفع الضرائب في الثلاثي الرابع للعام المنصرم، وهو ما اعتبرته مجموعة يو بي إس “إشارة إيجابية للمستقبل”. وجاء في البيان الصادر عنها أن “التطوّرات المُـنجزة في تحسين النجاعة العملياتية وتقليص المخاطر واستئناف بعض الأنشطة وإعادة توجيهها، ستُـحدِث، حسب ما هو متوقّـع، تأثيراتها خلال الثلاثيات القادمة”.

عمليات سحْـب مهمّـة للرساميل

مع ذلك، يُـواصل المصرف الأول في سويسرا فِـقدان العديد من الحرفاء. فعلى مُـجمل عام 2009، غادرت خزائن المؤسسة المالية مبالغ لا تقِـلّ عن 147,3 مليار فرنك، مقابل 226 مليار سُـحِـبت منه في العام السابق.

وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام المنصرم، تعرّض المصرف إلى عمليات سحْـبٍ صافية لرساميل بقيمة 56،2 مليار فرنك، مقابل 36،7 مليار في الثلاثي السابق. وقبل عامٍ من ذلك التاريخ، قُـدِّرت عمليات السحْـب الصافية للرساميل بـ 85،8 مليار فرنك، مثلما أفاد يو بي إس بذلك.

وفي سويسرا، ارتفعت قيمة السحوبات المالية في مجال إدارة الثروات والأعمال إلى 33،2 مليار فرنك، مقابل 16،7 مليار في الثلاثي السابق، وهو ما يعني أن العملاء السويسريين واصلوا سحْـب ودائعهم من مصرف يو بي إس في حدود 5،9 مليار فرنك في الفترة الفاصلة ما بين شهري أكتوبر وديسمبر، مقابل 3،9 مليار في الأشهر الثلاثة السابقة.

شكوك حول السر المصرفي

عمليات السحْـب هذه، جاءت في سياق أوضاع صعبةٍ يمُـرّ بها السر المصرفي، بعد أن تمّ الكشف عن تداوُل قوائم بأسماء حرفاء للمصرف في العديد من البلدان المجاورة. في هذا السياق، يعزو المصرف جزءً من هذا الانكماش إلى العفو الجبائي الإيطالي، ويُـشير إلى أنه تمكّـن من الاحتفاظ بـ 14،3 مليار فرنك من إجمالي الرساميل المُـستثمرة لديه والمعنية مباشرة بقرار الحكومة الإيطالية (تُـناهز قيمتها 22،8 مليار فرنك).

في الولايات المتحدة، بلغت القيمة الصافية لعمليات سحْـب الرساميل 12 مليار فرنك في مجال إدارة الثروات، مقابل 9،9 مليار ما بين شهريْ يوليو وسبتمبر 2009. ويعزو مصرف يو بي إس، الذي تضرّرت سُـمعته في البلد جرّاء قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي، عمليات السحب هذه، إلى مغادرة مستشارين ماليين كانوا يعملون لديه وإلى انتداب محدود لمختصّـين في هذا المجال.

على مستوى الحرفاء الدوليين، زادت قيمة الودائع المسحوبة عن الضِّـعف وارتفعت في غضون ثلاثة أشهر من 12،9 إلى 27،3 مليار فرنك. في المقابل، سجّـلت منطقة آسيا – آسيا المحيط الهادي حصيلة إيجابية في الثلاثي الرابع من العام الماضي.

تراجُـع الودائع المستثمرة

في سياق متّـصل، قُـدِّر حجم الودائع المسحوبة في مجال الإدارة الشاملة للثروات بـ 11 مليار فرنك في الثلاثي الرابع لعام 2009، مقابل 10 مليارات في الثلاثي الثالث. وبتاريخ 31 ديسمبر 2009، وصلت المبالغ المستثمرة من طرف يو بي إس إلى 2233 مليار، مقابل 2258 قبل ثلاثة أشهر، وقد سمحت التحركات الإيجابية للسوق بالتعويض جزئيا عن تراجُـع الودائع وتأثيرات سوق الصرف، مثلما نوّه البيان الصادر عن المصرف.

أما بخصوص الموازنة الختامية، فقد تقلّـصت بـ 136 مليار فرنك في الثلاثي الرابع للعام الماضي، مقابل ودائع إجمالية تصِـل إلى 1341 مليار في تاريخ 31 ديسمبر.

swissinfo.ch مع الوكالات

كان مصرف يو بي إس من أكثر البنوك تأثّـرا في العالم بالأزمة المالية، التي اندلعت في عام 2008، حيث تضرّر بالخصوص من القروض غير المأمونة في السوق الأمريكية.

اختُـتِـم عام 2008 بعجزٍ تاريخي يُـناهز 20 مليار فرنك، في حين أن خسائر يو بي إس في عام 2007، لم “تتجاوز” سوى 5،2 مليار فرنك.

خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لعام 2009، تعرّض المصرف الأول في سويسرا إلى سحوبٍ صافية لرساميل بقيمة 56،2 مليار فرنك مقابل 36،7 مليار في الثلاثي السابق.

هبّـت الكنفدرالية السويسرية لنجدة مصرف يو بي إس وضخّـت 6 مليارات من الرساميل في المصرف (تحت مُـسمّـى قرضٌ قابل للتحويل)، كما كلّـفت البنك الوطني بإنشاء هيكلٍ لاستعادة “الودائع المُـلوّثة” (وهي عبارة عن قروض شِـبه ميْـؤوس منها) ليو بي إس.

انخفض عدد العاملين في يو بي إس بنسبة 16% خلال العام المنقضي.

في موفى ديسمبر 2009، كان المصرف الكبير لا زال يوظِّـف 65233 شخصا مقابل أكثر من 77000 بقليل قبل عام مضى.

تُـشير تقديرات المسؤولين عن المصرف إلى أنه حقّـق أهدافه الخاصة بتقليص التكاليف.

سمحت برامج التوفير، التي بدأ تنفيذها في بداية 2009، من تقليص التكاليف الثابتة السنوية بأكثر من 3 مليارات فرنك لتستقِـر في حدود 20،2 مليار.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية