مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

ماذا تكتب الصحافة السويسرية عن العالم العربي؟

مخيم يأوي الفلسطينيين والفلسطينيات ممّن نزحوا.ن بسبب الهجوم الإسرائيلي في رفح بقطاع غزة يوم الثلاثاء 27 فبراير 2024.
مخيم يأوي الفلسطينيين والفلسطينيات ممّن نزحوا.ن بسبب الهجوم الإسرائيلي في رفح بقطاع غزة يوم الثلاثاء 27 فبراير 2024. KEYSTONE

تفاوض أم هجوم في غزة؟ والتّناقضات الاستراتيجيّة في أهداف إسرائيل في غزة ودلالات استقالة رئيس الوزراء الفلسطينيّ وتداعياتها على مستقبل السّلطة الفلسطينيّة وتأثير الحرب الدائر رحاها على الاقتصاد الإسرائيليّ: أهم ما تناولته الصّحف السّويسريّة هذا الأسبوع.

هزيمة حماس أم تحرير الرهائن والرهينات؟

تحت عنوان “رفح، رمز للمعضلات التي تواجهها كل من إسرائيل وحماس” لخّصت صحيفة لوتون في افتتاحيتها ليوم الأثنين 26 فبراير “التناقض” في استراتيجيّة إسرائيل في غزّة، حيث تفاوض للوصول إلى وقف لإطلاق النار، بينما تستعدّ لهجوم جديد على رفح، بحسب الصحيفة، التي أضافت بأنّ إسرائيل وحماس تجدان نفسيهما في مأزق الآن: فرئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يؤكّد على أولويّة تحقيق هدف الحرب الرّئيسيّ المتمثّل في هزيمة حماس بينما يتحصّن العديد من مقاتلي الأخيرة، وفي قبضتهم الرهائن والرهينات الإسرائيليين.ات، في رفح، بحسب الصحيفة.

وتؤكّد كاتبة المقال ألين جاكوت بأنّ الهجوم المحتمل على رفح سيكون له عواقب مدمرة، على أصعدة إنسانية ودبلوماسية واقتصادية. وتضيف بأنّ المعضلة المتمثلة في تحديد أولوية إنقاذ الرهائن والرهينات أولاً أو هزيمة حماس تجري مناقشتها داخل الحكومة الإسرائيلية، حيث يضغط نتنياهو من أجل اتخاذ إجراء سريع، في حين يفضّل بعض الجنرالات والفصيل العملي التركيز على المفاوضات وتحرير الرهائن والرهينات. في المقابل تقف حماس، كما تقول جاكوت، أيضاً أمام معضلة مماثلة: “تواجه الحركة أيضاً معضلة قبل أيام قليلة من بداية شهر رمضان في الحادي عشر من مارس، فإمّا أن تستمر في القتال أو تحافظ على حياة شعبها”.

(المصدر: لوتونرابط خارجي، 26 فبراير 2024، بالفرنسية)

استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني تثير تساؤلات حول مستقبل السلطة الفلسطينية

سلّط مقال تحليليّ لصحيفة نويه تسورخير تسايتونغ الضوء على استقالة رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، والتي عزاها الأخير رسمياً إلى الحرب في غزّة، وكتبت الصحيفة: “محمد اشتية اختار كلمات درامية، مفادها أنّ الحرب في غزة لم تترك له أي خيار سوى الاستقالة من منصبه”. ولكنّ الصحيفة أكّدت على أنّ مشاكل أعمق داخل السّلطة الفلسطينيّة تكمن وراء هذا القرار، حيث يتعرض اشتية، باعتباره مسؤولاً عن الوضع الراهن، لضغوط من الخارج، خاصّة من الولايات المتّحدة والدّول العربيّة، التي تطالب بتجديد السّلطة الفلسطينيّة المبتلاة بالفساد، كما جاء في المقال.

وأضافت الصّحيفة أنّ هناك تّكهّنات حول احتمال تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة محمد مصطفى ومستقبل الرّئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس. وبينما تخطّط مختلف الفصائل الفلسطينيّة لإجراء محادثات في موسكو، أعلنت إسرائيل بالفعل أنها لن تقبل بحكومة للسّلطة الفلسطينيّة في غزّة، بحسب الصّحيفة، التي تقول بأنّ خطّة رئيس الوزراء نتنياهو لفترة ما بعد الحرب تؤكّد على الإدارة المدنيّة المحليّة.

ويلقي المقال أيضاً نظرة على حالة عدم اليقين السّياسيّ والأسئلة العالقة المحيطة بحماس والعلاقات مع إسرائيل، حيث يراقب المجتمع الدّوليّ عن كثب تطوّرات الأحداث والتأثيرات الناجمة عن استقالة اشتية على سياسة الشرق الأوسط.

(المصدر: نويه تسرخر تسايتونغرابط خارجي، 26 فبراير 2024، بالألمانية)

تأثير الحرب في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي

في مقابلة مع الإذاعة السويسرية العمومية الناطقة بالفرنسية (RTS)، تحدث جاك بندلاوك، الخبير الاقتصادي الإسرائيلي عن تأثير الحرب الدائر رحاها في غزة على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث قدم تحليلاً لتداعيات الصراع على النمو الاقتصادي والأسواق المالية في إسرائيل.

وأوضح بندلاوك أن الاقتصاد الإسرائيلي سيكون صامدا، ولكن ليس إلى أجل غير مسمى، مشيراً إلى الآثار السلبية لتراجع شهية الاستهلاك لدى الإسرائيليين.ات بسبب الحرب، حيث تم استدعاء العديد من المدنيين.ات للخدمة في الجيش وتم نقل العديد من السكان إلى مدن أخرى. كما أن القيود شبه الكاملة المفروضة على العمال الفلسطينيين والعاملات من الضفة الغربية كان له تأثيرها على الاقتصاد الإسرائيلي.

وعانى الاقتصاد الإسرائيلي من انخفاض حاد بلغ 20٪ في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير من عام 2023. وهذا تراجع غير مسبوق في تاريخ إسرائيل.

علاوة على ذلك، تأثرت التجارة الخارجية لإسرائيل بشدة: فقد انخفضت الواردات بأكثر من 40% والصادرات بنسبة 20% تقريبًا. ويوضح الخبير الاقتصادي أن “المقاطعة الأجنبية ليس لها تأثير كبير على الاقتصاد الإسرائيلي”، مؤكدا أن “المنتجات والخدمات الإسرائيلية، وخاصة التكنولوجيا المتقدمة، ما تزال مطلوبة للغاية في الخارج”.

وخفّضت وكالة التصنيف موديز التصنيف الائتماني لإسرائيل مؤخراً، مشيرة إلى مخاطر سياسية ومالية كبيرة مرتبطة بالحرب. ويعني خفض التصنيف تردد المستثمرين والمستثمرات في ضخ الأموال في البلاد، مما يؤثر على مصداقية البلاد وقدرتها على جذب رؤوس المال الأجنبية، وفق الموقع.

ورغم ذلك، فإن هذا التدهور الاقتصادي قد يكون ثمناً مقبولاً للسكان المدنيين: ” غالبية الإسرائيليين يفضلون القضاء على حماس في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الـ 134. ولتحقيق هذين الهدفين، اللذين يعتبران أساسيين ولا غنى عنهما فإنهم مستعدون لدفع الثمن لبضعة أشهر أخرى”، وفقاً جاك بندلاوك.

في الوقت ذاته، يعتقد جاك بندلاوك أن إسرائيل لديها القدرة على تمويل إنفاق عام كبير خلال فترة متوسطة: “لدى الدولة احتياطيات عديدة من العملات الأجنبية” وديونها الخارجية منخفضة ويشير “كل هذا يسمح للاقتصاد الإسرائيلي بالصمود لفترة طويلة نسبيًا..”

ويختم جاك بندلاوك بالقول: “نحن نعلم أن الحرب في إسرائيل تنتهي دائمًا بإعادة تشغيل عجلة الإنتاج وازدهار اقتصادي. ولكن هذه المرة، ستكون الحرب أطول وأكثر تكلفة مما ينبغي..”.

(المصدر: قناة الإذاعة والتلفزيون العمومي السويسريّة (RTS)رابط خارجي، 26 فبراير 2024، بالفرنسية)

فيما يلي مختارات من مقالاتنا لهذا الأسبوع:.

+ معدّلات الإنجاب في تراجع في سويسرا وحول العالم. هل تكفي الحلول المطروحة؟

+ ماذا يعني أن تصبح العاصمة السويسرية “ملاذًا آمنًا” للمهاجرين والمهاجرات؟

+ سويسرا بالكاد تحرز تقدّمًا… ما الذي يعيق تحرّرَ المساعدات الإنمائية من الطابع الاستعماري؟

+ سلوفينيا… الرهانات المربحة للشركات الدوائية السويسرية

+ في سويسرا… عالم بيئة يشمّ النباتات للكشف عن أمراضها

+ بشير صالح… قصّة إدانة القضاء السويسري لـ”ذراع” القذّافي المالية

للمشاركة في النقاش الأسبوعي: 

المزيد

نقاش
يدير/ تدير الحوار: جولي هانت

ما هي في نظركم.نّ الأسباب الرئيسيّة لانخفاض معدلات الإنجاب؟

وصلت معدّلات الإنجاب في سويسرا إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، حيث انخفضت إلى 1.39 طفل.ة فقط لكل امرأة. فهل يقرّر المزيد من الأزواج والزوجات المحتملات عدم تكوين أسرة؟

47 إعجاب
37 تعليق
عرض المناقشة

يمكنكم.ن الكتابة لنا عبر هذا العنوان الإلكتروني إذا كان لديكم.ن رأي أو انتقاد أو اقتراح لموضوع ما.

موعدنا الجمعة 8 مارس مع عرض صحفي جديد.

 تحرير: مي المهدي

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية