آلاف التونسيين يحتشدون دعما لأسطول ناشطين يبحرون سعيا لكسر حصار غزة
من طارق عمارة
سيدي بوسعيد (تونس) (رويترز) – تدفق آلاف التونسيين إلى شاطئ سيدي بوسعيد قرب العاصمة تونس لدعم أسطول “الصمود” الذي يضم عشرات القوارب التي تقل ناشطين دوليين سيبحرون باتجاه غزة، في بادرة تضامن كبرى مع الشعب الفلسطيني وسعيا لكسر الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وكان من المقرر أن يبحر (أسطول الصمود العالمي)، وهو مبادرة مساعدات دولية لتوصيل الإمدادات الحيوية إلى غزة يوم الأربعاء، بعد هجومين بطائرات مسيرة استهدفت سفنا رئيسية في القافلة الليلتين الماضيتين، والتي وصفها المنظمون بأنها محاولات متعمدة من إسرائيل لتعطيل هذه المهمة. ولم يرد الجيش الإسرائيلي على طلب للتعليق.
لكن المنظمين قالوا مساء الأربعاء إنه تقرر تأجيل انطلاق السفن إلى وقت لاحق بسبب سوء الأحوال الجوية ولأسباب لوجستية.
ويحظى الأسطول بدعم وفود من 44 دولة، ومن بين الناشطين السويدية جريتا تونبري والسياسية اليسارية البرتغالية ماريانا مورتاجوا وحفيد الزعيم نلسون مانديلا.
وقافلة الصمود التي تضم حوالي 70 سفينة ومئات الناشطين، هي أكبر قافلة بحرية تسعى لكسر الحصار عن غزة.
ويشارك في الأسطول ناشطون من المجتمع المدني في تونس وأعضاء بالبرلمان وصحفيون وفنانون.
وقال وائل نوار، وهو أحد منظمي الأسطول، “سنبحر باتجاه غزة رغم الطقس السيئ ورغم الاستهداف ومحاولة ترهيبنا بهجمات بالمُسيرات”.
وأضاف “مستعدون لكل السيناريوهات لكن لن نتراجع… الصعوبات لا تقارن بما يعيشه إخوتنا في غزة”.
وشاهد مراسل رويترز سفن خفر السواحل التونسية تحوم بالقرب لحماية الأسطول بينما يقف المشاركون على الرصيف حاملين أمتعتهم ويستعدون للصعود على متن القوارب.
وتجمع الآلاف على شاطئ سيدي بوسعيد وهم يلوحون بالعلم الفلسطيني ويرددون هتافات تنادي بالحرية لغزة وتندد بإسرائيل والولايات المتحدة.
وتبقي إسرائيل على الحصار الذي تفرضه على غزة منذ تولي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) السيطرة على القطاع الساحلي في عام 2007.
وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على حماس أدى إلى مقتل أكثر من 64 ألف فلسطيني، بينما قال مرصد عالمي للجوع إن جزءا من القطاع يعاني من المجاعة.
وأغلقت إسرائيل قطاع غزة بريا في أوائل مارس آذار، ولم تسمح بدخول الإمدادات لمدة ثلاثة أشهر مما أدى إلى نقص واسع النطاق في الغذاء. وتقول إن حماس تحول مسار المساعدات.
ويقول العديد من الخبراء والباحثين الحقوقيين إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على غزة يصل إلى مستوى الإبادة الجماعية.
(تغطية صحفية للنشرة العربية طارق عمارة من تونس – تحرير معاذ عبدالعزيز)