
أب من غزة يأمل في إنقاذ ابنه المصاب بعد إتاحة الإجلاء الطبي

من إبراهيم حجاج ورمضان عبد وإيما فارج
خان يونس (غزة) (رويترز) – يأمل الفلسطيني إبراهيم قلوب في أن تؤدي إعادة فتح معبر رفح الحدودي إلى إنقاذ حياة ابنه حسن (18 عاما) الذي أصيب برصاصة في الرأس قبل أكثر من شهرين في غزة أثناء خروجه بحثا عن الطعام.
وقال قلوب لرويترز في مستشفى ناصر في خان يونس حيث يرقد حسن بلا حراك على سريره وعيناه مغطيتان بالضمادات “معبر رفح هو شريان الحياة للمرضى ولقطاع غزة، لما يبقى فاتح كذا مريض يطلع ويتعالج بره”.
“أنا بستنى. اليوم بيمر عليا بسنة”.
تسببت الإصابة بنزيف في المخ مما استدعى استئصال جزء من جمجمته. وقال والده إن عدوى لاحقة تسببت في فقدانه البصر في عينه اليمنى.
وعقب سريان وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بعد حرب استمرت عامين، بات حسن واحدا من 15600 مريض في غزة ينتظرون الإجلاء، من بينهم 3800 طفل، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويعاني كثيرون مثله من إصابات لحقت بهم خلال الحرب، فضلا عن آخرين مصابين بأمراض مزمنة كالسرطان وأمراض القلب، وهي أمراض لا تملك المنظومة الصحية المتهالكة التعامل معها.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن معبر رفح الذي كان يستخدم في السابق لإجلاء المرضى عبر مصر سيعاد فتحه أمام حركة التنقل.
وأفاد مصدران لرويترز بأنه يمكن للسكان استخدام معبر رفح يوم الخميس. وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، ذراع الجيش الإسرائيلي المشرفة على تدفق المساعدات إلى غزة، يوم الأربعاء إن موعد إعادة فتح المعبر أمام السكان سيُعلن عنه في وقت لاحق.
* لا مكان
جرى إجلاء ما يزيد على سبعة آلاف مريض من غزة خلال الحرب، وتتولى مصر استقبال أكثر من نصفهم.
ومع ذلك، تباطأ معدل العبور مع إغلاق معبر رفح في مايو أيار 2024 وسيطرة إسرائيل عليه.
وأظهرت بيانات منظمة الصحة أنه منذ انهيار وقف إطلاق النار السابق في مارس آذار، لم يتجاوز عدد المرضى المغادرين أربعة يوميا مما يعني أن الأمر كان سيستغرق أكثر من 10 سنوات لإجلاء المرضى على قوائم الانتظار.
وقال طارق ياساريفيتش من منظمة الصحة العالمية للصحفيين هذا الأسبوع “ما نحتاج إليه هو قبول المزيد من الدول لمرضى من غزة، ومن الضروري استئناف جميع طرق الإجلاء الطبي”.
وقال محمد أبو ناصر (32 عاما)، الذي نجا من غارة على منزله في حي الزيتون بمدينة غزة لكن أصابته بجروح بالغة في ساقيه، إنه على قائمة الانتظار منذ أكثر من عام.
وأضاف متحدثا من داخل مستشفى الأهلي في مدينة غزة “حالتي بتزداد سوء كل يوم”.
* أطفال يحتضرون
قالت منظمات طبية والسلطات الصحية الفلسطينية إن المئات لقوا حتفهم وهم ينتظرون الإجلاء. وذكرت منظمة الصحة، التي تولت إدارة العملية العام الماضي، أن 740 شخصا، بينهم 137 طفلا مدرجين في القائمة، توفوا منذ يوليو تموز 2024.
وذكرت منظمة الصحة لرويترز أن من بين هؤلاء طفلة اسمها جنى عياد توفيت بسبب سوء التغذية الحاد الشديد في سبتمبر أيلول، مضيفة أنه لم توافق أي دولة على استضافتها.
وقال منسق مشروع الإجلاء الطبي بمنظمة أطباء بلا حدود هاني اسليم إن 19 من مرضى المنظمة المدرجين على قائمة الإجلاء لقوا حتفهم خلال الحرب، بما في ذلك 12 طفلا.
وتابع قائلا “إنه لأمر مؤلم حقا رؤية ملفات هؤلاء المرضى، والتواصل المباشر مع هؤلاء الأطفال، ثم تعلم أنك فقدتهم بسبب كل هذه التحديات والصعوبات”.
وأضاف اسليم أن رفض السلطات الإسرائيلية حال أحيانا دون إجلاء المرضى. ولم تستجب وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق لطلب للتعليق. وسبق أن قالت إن الموافقات تخضع لفحوصات أمنية.
وقالت كيت تيكس المحامية في منظمة “أطفال لا أرقام”، وهي مؤسسة خيرية مقرها بريطانيا تعمل في غزة وتشرف على حالات أطفال بحاجة إلى الإجلاء، إن “معدل الوفيات يرتفع بشكل مأساوي، كما هو متوقع في ضوء تدمير المنظومة الصحية والبنية الأساسية”.
وبالنسبة لحسن، ثمة مؤشرات مقلقة. فسوء التغذية لديه يتفاقم إذ يزن الآن 40 كيلوجراما فقط، أي ما يقارب نصف وزنه السابق، حسبما أوضح والده.
وقال “إذا ظل هيك هيروح عليه وهنفقد حسن ع الوضع اللي احنا فيه”.
(شارك في التغطية أوليفيا لو بواديفان من جنيف ونضال المغربي من القاهرة – إعداد رحاب علاء للنشرة العربية – تحرير مروة سلام)