مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أرمينيا تعيد أربع بلدات حدودية إلى أذربيجان

afp_tickers

أعادت أرمينيا الجمعة إلى أذربيجان أربع بلدات حدودية سيطرت عليها في تسعينات القرن الماضي، في خطوة جديدة نحو تطبيع العلاقات بين الخصمين بعد خلافات وحروب استمرت عقودا.

وتمثل الخطوة التي أثارت احتجاجات واسعة في أرمينيا، تطورا مهما نحو التوصل إلى اتفاق سلام شامل بعد سنوات من المحادثات العقيمة بوساطة من روسيا ودول أخرى.

خاضت الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان الواقعتان في القوقاز، حربين في التسعينات وفي 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الأذربيجانية، ثم شنت باكو هجوما خاطفا في أيلول/سبتمبر 2023 أتاح لها استعادة السيطرة على هذه المنطقة وطرد الانفصاليين الأرمن الذين كانوا يحكمونها منذ ثلاثة عقود.

وأرغم ذلك أكثر من 100 ألف من الأهالي على الفرار إلى أرمينيا.

وأكدت الأجهزة الأمنية الأرمينية الجمعة أن حرس الحدود التابعين لها تمركزوا في مواقع جديدة بشرق البلاد، في إطار اتفاق أُبرم مؤخرا في إطار ترسيم الحدود ويقضي بالتنازل عن قرى لأذربيجان.

وأعلن نائب رئيس الوزراء الأذربيجاني شاهين مصطفاييف من جهته أن باكو تولت الإشراف على البلدات الأربع.

في باكو، عبّر سكان عن سعداتهم، فيما أبدى كثر في يريفان إحباطهم إزاء ما يصفونه بأنه تخلٍّ عن أراضي أجدادهم.

وقال أفاز أزكيروف البالغ 68 عاما “أنا سعيد للغاية”، مضيفا “عندما كنا صغارا كنا نقرأ ونسمع كيف أن قرانا… أحرقها العدو. واليوم نقرأ أنباء بشأن تحريرها”.

في يريفان قال المهندس الكيميائي غاجيك فوسكانيان البالغ 59 عاما “أنا بالتأكيد ضد إعادة هذه الأراضي… إنه انتهاك مباشر لدستور أرمينيا”.

وفي إطار جهود إرساء اتفاق سلام دائم بين البلدين، وافق رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في آذار/مارس الماضي على إعادة القرى الأربع المهجورة التي سيطرت عليها قوات بلاده في التسعينات.

– خطوة مهمة – 

في 16 أيار/مايو وافق البلدان على ترسيم 12,7 كلم من حدودهما وإعادة قرى بغانيس ايروم وأشاغي أسكيبارا وخيريملي وغيزيلهاجيلي إلى أذربيجان.

الأسبوع الماضي أشاد باشينيان بالاتفاق معتبرا أنه “خطوة مهمة جدا من أجل تعزيز سيادة أرمينيا واستقلالها” ومشيرا إلى أنه “يرتقي بالأمن والاستقرار إلى مستوى جديد”.

والمنطقة التي تنازلت عنها يريفان تنطوي على أهمية استراتيجية بالنسبة لأرمينيا غير الساحلية إذ إنها تشرف على أجزاء من طريق سريع حيوي يؤدي إلى جورجيا.

ويقول سكان قرى مجاورة إن الخطوة ستعزلهم عن بقية أنحاء البلاد متهمين باشينيان بالتنازل عن أراضٍ بلا ضمانات في المقابل.

وقال باشينيان إن أرمينيا ستشق طرقا جديدة في المنطقة في الأشهر القليلة المقبلة.

وأدت خطوة رئيس الوزراء إلى أسابيع من الاحتجاجات المضادة للحكومة في أرمينيا. وخرج آلاف المتظاهرين يتقدّمهم رجل الدين البارز باغرات غالستانيان، مطالبين باشينيان بالاستقالة.

ويُتوقّع تنظيم تظاهرة جديدة منددة بالحكومة الأحد.

وأعلن جهاز الأمن القومي الأرميني الجمعة أن قطاعا طوله 5,8 كلم من الحدود قرب قرية كيرانتس الأرمنية ستتم حراسته “وفقاً لمخطط انتقالي حتى 24 تموز/يوليو”. 

وقال رئيس بلدية القرية إنه سيُسمح للسكان باستخدام جزء من الطريق الذي سينتقل للسيطرة الأذربيجانية إلى حين بناء طرق جديدة. 

وذكرت وسائل إعلام محلية أن بعض سكان كيرانتس فككوا منازلهم وفروا من القرية الواقعة على بعد أمتار فقط من الحدود المشمولة بإعادة الترسيم.

وأدت هزيمة يريفان على يد قوات باكو في العام 2020 وخسارة قره باغ العام الماضي إلى خلاف مع حليفتها التاريخية روسيا التي تتّهمها أرمينيا بعدم الدفاع عنها في مواجهة التهديدات الأذربيجانية رغم انضوائهما في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وبعد توترات دبلوماسية استمرّت أشهرا، قالت موسكو الجمعة إنها استدعت سفيرها “للتشاور”.

ولم تكشف المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا سبب الاستدعاء.

مكه-اغ/غد-ود/جص 

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية