
أكثر من ألف شخص يشاركون في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في المملكة المتحدة بعد يومين من هجوم على كنيس

خرجت تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في المملكة المتحدة السبت رغم طلب رئيس الوزراء كير ستارمر من المواطنين عدم المشاركة في الاحتجاجات، بعد يومين على عملية دهس وطعن أوقعت قتيلين أمام كنيس في مانشستر.
ولا يزال ستة أشخاص، هم ثلاثة رجال وثلاث نساء، أوقفوا للاشتباه بارتكابهم جرائم مرتبطة بالإرهاب الخميس قيد الاعتقال.
قُتل شخصان وأصيب ثلاثة بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع في مانشستر بشمال غرب انكلترا في يوم الغفران أو “كيبور” الذي يعد الأكثر قداسة لدى اليهود.
وقتلت الشرطة المهاجم جهاد الشامي البريطاني من أصل سوري والبالغ 35 عاما، في غضون دقائق من ورود الأنباء.
وفاقم الهجوم المخاوف لدى الجالية اليهودية في بريطانيا.
وأعلنت الشرطة تسيير دوريات في محيط دور العبادة في أنحاء المدينة “مع التركيز بشكل خاص على توفير انتشار واضح جدا داخل مجتمعاتنا اليهودية”.
واعتُبر الهجوم على كنيس هيتون بارك بشمال مانشستر من بين أسوأ الهجمات المعادية للسامية في أوروبا منذ الهجوم على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والذي شنته حركة حماس الفلسطينية وأشعل حرب غزة.
وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد لفرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
وأسفرت الحملة الإسرائيلية العنيفة عن مقتل ما لا يقل عن 67074 فلسطينيا، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأدت حرب غزة إلى خروج احتجاجات في بريطانيا وغيرها من البلدان الأوروبية.
وتجمع قرابة ألف شخص السبت في ساعة ترافلغار بوسط لندن تضامنا مع مجموعة بالستاين أكشن (التحرك من أجل فلسطين) المحظورة، حسبما أعلنت مجموعة “الدفاع عن هيئات محلفينا”، الجهة المنظمة.
وأكد متحدث باسم المجموعة “تضامنها” مع الجالية اليهودية على خلفية الهجوم مضيفا أن “إلغاء تظاهرات سلمية يجعل الإرهاب يكسب”.
وجذبت تظاهرة أصغر حجما دعت إليها مجموعة “اصدقاء فلسطين في مانشستر الكبرى” قرابة مئة شخص في المدينة.
– دعوة إلى عدم التظاهر –
وقبل ذلك حض ستارمر الناس على عدم المشاركة في التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين.
وقال على منصة إكس “ادعو كل من يفكر في الاحتجاج نهاية هذا الأسبوع على إدراك واحترام مشاعر الحزن لدي يهود بريطانيا. إنه وقت للحداد وليس مناسبة لإثارة التوتر أو التسبب في مزيد من الألم”.
وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت 355 شخصا على الأقل في تظاهرة لندن.
ومنذ حظرت الحكومة المجموعة في أوائل تموز/يوليو، أصبح دعمها يمثل جريمة جنائية بموجب قانون الإرهاب لعام 2000، واعتُقل مئات الأشخاص في عدة احتجاجات.
وقال طالب يبلغ 21 عاما طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس “أنا على استعداد لتوقيفي”.
واعتبر أن “حظر بالستاين أكشن إجراء غير ديموقراطي. لا ينبغي أن تكون مجموعة إرهابية، فهم لم يقتلوا أحدا”.
وقال ديفيد كانون (73 عاما) رئيس “الشبكة اليهودية من أجل فلسطين” إن التظاهرة “منفصلة تماما” عما حدث في مانشستر.
وأضاف “لا يوجد شيء يهودي في الإبادة الجماعية أو الفصل العنصري أو التطهير العرقي”.
من ناحيتها أعلنت هيئة تراقب سلوك الشرطة أنها ستنظر في تفاصيل إطلاق العناصر النار على الشامي.
وسينظر التحقيق أيضا في ملابسات مقتل شخص ثان في إطلاق النار وإصابة ثالث بجروح.
وأكد “المكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة” عدم وجود دليل على استخدام أي شخص آخر غير عناصر الشرطة الأسلحة النارية في موقع الحادث.
وقال في بيان “سينظر تحقيقنا المستقل في ملابسات إطلاق الشرطة النار على جهاد الشامي”.
وأضاف أن “تشريح الجثة اليوم (الجمعة) خلص إلى أن رجلا آخر توفي في مكان الحادث، أصيب بطلق ناري قاتل”.
والتحقيقات التي تجريها هيئة الرقابة، إجراءات عادية في الحالات التي قد يؤدي فيها استخدام القوة من جانب الشرطة إلى وفاة أحد المواطنين.
هار/غد/ب ق