ألمانيا تتهم روسيا بهجوم سيبراني على الملاحة الجوية وبالتدخل في الانتخابات
اتهمت ألمانيا روسيا الجمعة بتنفيذ هجمات سيبرانية استهدفت نظام حركة الملاحة الجوية لديها ونشر معلومات مضللة قبل الانتخابات التشريعية التي أجريت في شباط/فبراير، فيما نفت روسيا الاتهامات معتبرة أنها “سخيفة” و”لا أساس لها من الصحة”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن لدى أجهزة الأمن أدلة تثبت أن مجموعات القرصنة التي تديرها الاستخبارات العسكرية الروسية “جي آر يو” هي المسؤولة عن الهجمات وعمليات التأثير على الانتخابات.
وأضاف “استنادا إلى تحليل شامل أجرته أجهزة الاستخبارات الألمانية، تمكنّا من تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك بوضوح وإثبات مسؤولية موسكو”.
وأوضح قائلا “يمكننا الآن أن ننسب بوضوح الهجوم الإلكتروني الذي استهدف هيئة سلامة الطيران الألمانية في آب/أغسطس 2024 إلى مجموعة القرصنة إيه بي تي 28 المعروفة أيضا باسم فانسي بير”.
وتابع “تثبت تحقيقاتنا الاستخباراتية أن جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي جي آر يو يتحمل مسؤولية هذا الهجوم”.
وقال أيضا إن روسيا سعت للتأثير على الانتخابات البرلمانية التي جرت في شباط/فبراير وفاز بها المحافظون بقيادة المستشار فريدريش ميرتس فيما حقق حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف أفضل نتيجة له على الإطلاق بحلوله في المركز الثاني.
وتابع “ثانيا، يمكننا الآن أن نؤكد بشكل قاطع أن روسيا، من خلال حملة ستورم 1516 سعت إلى التأثير على الانتخابات الفدرالية الأخيرة وزعزعتها”.
وقال المتحدث إن مركز أبحاث في موسكو مدعوم من الاستخبارات العسكرية الروسية ومجموعات أخرى نشرت صورا ومحتويات مولدة بشكل اصطناعي أو بتقنية التزييف العميق (ديب فيك)، وأن الهدف هو تقسيم المجتمع و”تقويض الثقة في المؤسسات الديموقراطية”.
واعتبرت السفارة الروسية في برلين الجمعة، أن الاتهامات الموجهة الى موسكو “لا أساس لها من الصحة” و”سخيفة”.
وقالت البعثة الدبلوماسية الروسية في بيان أرسلته إلى وكالة فرانس برس إن “السفير الروسي رفض بشكل قاطع الاتهامات الموجهة إلى أجهزة الدولة الروسية بالتورط في هذه الوقائع، وبشكل أشمل، في أنشطة مجموعات القرصنة الإلكترونية”.
واتهمت السفارة الخارجية الألمانية بالسعي إلى “تدمير العلاقات الروسية الألمانية”.
وبحسب مصادر أمنية، تضمنت معظم المواد التي نشرتها حملة “ستورم 1516” مزاعم زائفة حول ميرتس وسياسيين بارزين آخرين، مثل وزيرة الخارجية السابقة أنالينا بيربوك ونائب المستشار السابق روبرت هابيك، وكلاهما من أبرز أعضاء حزب الخضر.
ودحضت خدمة تقصي الحقائق الألمانية التابعة لوكالة فرانس برس ادعاءين آخرين في الحملة التي هدفت إلى تقويض الثقة في الانتخابات، وهما أن حزب البديل من أجل ألمانيا استُبعد من بطاقات الاقتراع في مدينة لايبزيغ، وأن أصوات الحزب في هامبورغ أُتلفت قبل فرزها.
– “محاسبة” –
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية أن ألمانيا لديها “أدلة قوية جدا” على أن روسيا تقف وراء العمليات، لكنه أضاف أنه لا يستطيع الخوض في التفاصيل لأن ذلك سيتضمن مناقشة عمل أجهزة المخابرات الألمانية.
وأعلن رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية سنان سيلين في بيان أن “حملة +ستورم 1516+ تُظهر بشكل ملموس كيف يتم استهداف نظامنا الديموقراطي”.
وأضاف أن “منظومة التضليل هذه تشمل شخصيات مؤثرة موالية لروسيا ذات نفوذ واسع، ونظريات مؤامرة ودوائر يمينية متطرفة”.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية بأن برلين “ستتخذ سلسلة من الإجراءات المضادة لمحاسبة روسيا على أعمالها، وذلك بالتنسيق الوثيق مع شركائنا الأوروبيين”.
وأضاف أن برلين ستؤيد “فرض عقوبات فردية جديدة على الجهات الفاعلة في العمليات على المستوى الأوروبي”، بدون الخوض في مزيد من التفاصيل.
واعتبارا من كانون الثاني/يناير، ستقوم دول الاتحاد الأوروبي “بمراقبة سفر الدبلوماسيين الروس عبر الحدود داخل منطقة شنغن. والهدف هو تسهيل تبادل المعلومات بشكل أفضل وتقليل المخاطر الاستخباراتية”، وفق المتحدث
والحكومات في أنحاء أوروبا في حالة تأهب إزاء تقارير عن تجسس روسي وعمليات مراقبة بطائرات مسيرة وأعمال تخريب، فضلا عن هجمات إلكترونية وحملات تضليل.
وألمانيا ثاني أكبر مُقدّم للمساعدات لأوكرانيا منذ الغزو الروسي لهذا البلد في شباط/فبراير 2022، واتهمت موسكو بشنّ “هجمات مركبة”، شملت تحليق طائرات مسيّرة بالقرب من مطارات أوروبية مختلفة خلال الأشهر الأخيرة.
جسك/غد-ب ق/ب ق