The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

أماني بزي والدة مفجوعة تبحث عن العدالة بعد مقتل عائلتها بضربة اسرائيلية

afp_tickers

قبل شهرين، قلبت ضربة جوية إسرائيلية حياة أماني بزي رأسا على عقب، لتصبح بين ليلة وضحاها أرملة فقدت زوجها شادي شرارة وثلاثة من أطفالهما الأربعة. لكنها تناضل اليوم من أجل تحقيق العدالة لهم.

وتقول بزي (33 عاما) لوكالة فرانس برس بينما ترعى طفلتها الناجية أسيل (13 عاما) في أحد مستشفيات بيروت، حيث تتلقى العلاج، “كرّسنا كل حياتنا، أنا وشادي، للأولاد، كنا نفعل كل شيء معا”.

وتسأل بحرقة “لماذا كان عليهم أن يكونوا في هذا المشهد الفظيع… ما السبب ليحل بنا كل ذلك؟”.

رغم التوصل قبل عام برعاية أميركية الى وقف لإطلاق النار أنهى حربا مدمرة بين حزب الله واسرائيل، واصلت الأخيرة شنّ ضربات دامية على لبنان، خصوصا على الجنوب، حصدت أكثر من 300 قتيل، بينهم مدنيون.

في 21 ايلول/سبتمبر، كانت بزي برفقة عائلتها في مدينة بنت جبيل، حيث تناولوا طعام الغداء في منزل والديها. 

وتروي أنه بعد مغادرتهم، قررت زيارة جدها قبل أن تعود العائلة الى منزلها في مدينة صور الساحلية، رغم وجود المسيرات التي اعتادوا سماع صوتها في الأجواء.

وتقول “لم نشعر بالخوف، لأننا غير حزبيين ولا علاقة لنا بأي جهة”.

وبينما كانت العائلة في السيارة مع الأطفال أسيل وسيلين (10 سنوات) والتوأمين هادي وسيلان (19 شهرا)، توقّف زوجها لالقاء التحية على أحد أقربائه الذي كان يقود دراجته النارية.

في تلك اللحظة تحديدا، شّنت اسرائيل ضربة قتلت سائق الدراجة وأفراد عائلة بزي.

وشاهد مصور فرانس برس هيكل السيارة محترقا بعيد الضربة الإسرائيلية. وقالت بزي إنها ضمت عربة الطفلين وحذاء جديدا لهادي وطعاما أحضرته من منزل والديها.

وأعلن الجيش الاسرائيلي إثر الضربة اغتيال عنصر من حزب الله، من دون أن يسميه.

وأقرّ أنه “نتيجة الغارة، قتل عدد من المدنيين غير المعنيين”، مبديا “أسفه لأي ضرر لحق” بهم. واوضح أن الحادثة قيد المراجعة.

– “استهداف” مدنيين –

منذ سريان وقف إطلاق النار قبل عام، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 340 شخصا وإصابة قرابة ألف آخرين بجروح، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ثمين الخيطان في جنيف الثلاثاء إن ما لا يقل عن 127 مدنيا قتلوا جراء الهجمات الإسرائيلية  منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

خلال مراسم الشييع، أحاطت حشود ببزي التي حضرت على نقالة من المستشفى مع جروج في وجهها وجيوب عينيها منتفختان جراء إصابتها.

ولُفّت نعوش زوجها وصغارها بالعلم اللبناني، بخلاف جنازات الضحايا المحسوبين على حزب الله والتي تُلف فيها النعوش برايات الحزب الصفراء.

وزار الرئيس اللبناني جوزاف عون وعقيلته بزي في المستشفى للإطئنان عليها، بعيد الضربة الإسرائيلية.

عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تنشر بزي صورا ومقاطع فيديو لزوجها وأطفالها، تغني سيلين في إحداها ويلهو التوأمان فرحين في مقطع آخر.

وتقول بزي إن ابنتها سيلين كانت تعامل التوأمين كما لو أنهما طفلاها.

وتقول “كانت هي أمهم، والآن بالتأكيد هي أمهم في الجنة أيضا”.

وقال المقرّر الخاص للأمم المتحدة موريس تيدبال –  بينز، المعني بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا لفرانس برس، إن الهجوم الذي أدى الى مقتل عائلة بزي كانت “عملية قتل استهدفت مدنيين عزّل”.

وينتهك ذلك، وفق تيدبال –  بينز، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والقانون الإنساني الدولي.

وشدد على أن إسرائيل مُلزمة بالقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، “ويُعادل انتهاكه في هذه الحالة عمليات قتل تعسفي… وجريمة حرب”.

العام الماضي، خسرت بزي منزلها، بعدما أتت غارة اسرائيلية ضخمة على مبنى مجاور.

وتقول “أول ضريبة دفعناها أنا وأسيل كانت خسارة منزلنا، وثاني ضريبة هي اننا خسرنا عائلتنا كلها”.

رغم حجم الخسارة التي مُنيت بها بزي وتحديات رحلة علاج ابنتها التي لم تستعد عافيتها بعد، تصر على تمسكها بتحقيق العدالة.

وتقول “سنتابع الطريق حتى النهاية.. لنصل الى المجتمع الدولي وحتى الى المحكمة الدولية، حنى نأخذ حق شادي وهادي وسيلان وسيلين”.

من سرير المستشفى حيث تقبع منذ الإصابة، تقول أسيل بصوت خافت ونظرات ثاقبة “أول ما سأقوم به عندما أخرج (من المستشفى)، وأقف على رجلي، هو تحقيق العدالة لهم”.

وتضيف “هم مظلومون وأبرياء، ما كان يجب أن يحدث لهم ذلك”.

لغ/لار/ع ش

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية