
إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار في غزة

من نضال المغربي وألكسندر كورنويل
القاهرة/تل أبيب (رويترز) – قالت إسرائيل يوم الخميس إنها تستعد لإعادة فتح معبر رفح بين غزة ومصر للسماح بدخول وخروج الفلسطينيين من القطاع لكنها لم تحدد موعدا لذلك في وقت تتبادل فيه الاتهامات مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بانتهاك وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ولا يزال الخلاف بشأن إعادة جثث الرهائن الذين كانت حماس تحتجزهم في غزة يهدد صمود الاتفاق، خاصة وأن هناك بنودا رئيسية أخرى في الخطة لم تتم تسويتها بعد، منها نزع سلاح الحركة الفلسطينية وحكم غزة في المستقبل.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان للصحفيين يوم الخميس إن إسرائيل لا تزال ملتزمة بالاتفاق وتواصل الوفاء بالتزاماتها، مطالبة حماس بإعادة جثث 19 رهينة لم تسلمهم الحركة.
وقالت الحركة إنها سلمت 10 جثث، لكن إسرائيل قالت إن إحداها ليست جثة رهينة.
وأكدت حماس في بيان “التزامها بالاتفاق وحرصها على تطبيقه، وحرصها على تسليم كل الجثامين الباقية”.
وأوضحت أن “إعادة جثامين الأسرى الإسرائيليين قد تستغرق بعض الوقت، حيث إن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها”.
وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن تسليم المزيد من الجثث سيتطلب إدخال آلات ثقيلة ومعدات حفر إلى القطاع المحاصر بعدما حولت إسرائيل مساحات شاسعة منه إلى ركام.
واتهم قيادي كبير في حماس يوم الخميس إسرائيل بخرق وقف إطلاق النار عندما قتلت 24 شخصا على الأقل في عمليات إطلاق نار منذ يوم الجمعة، وقال إنه تم تسليم قائمة بهذه الانتهاكات إلى الوسطاء.
وأضاف “دولة الاحتلال تعمل ليل نهار على تقويض الاتفاق من خلال الانتهاكات على الأرض”.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على اتهامات حماس. وقال في وقت سابق إن بعض الفلسطينيين تجاهلوا تحذيرات من الاقتراب من مواقع تمركز القوات الإسرائيلية بموجب اتقاف وقف إطلاق النار، وإن القوات “أطلقت النار للقضاء على التهديد”.
وذكرت السلطات الصحية الفلسطينية في وقت لاحق يوم الخميس أن غارة جوية إسرائيلية على خان يونس بجنوب غزة أسفرت عن مقتل شخصين. وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت النار على عدة أفراد خرجوا من نفق واقتربوا من القوات، واصفا إياهم بأنهم شكلوا تهديدا مباشرا.
وقالت السلطات الصحية إن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا بنيران إسرائيلية في أنحاء القطاع يوم الخميس. وذكر سكان في غزة أنهم شاهدوا طائرات مسيرة وطائرات حربية في سماء جنوب قطاع غزة مع سماع إطلاق نار متقطع من وقت لآخر.
* مطالب بإلقاء السلاح
قالت إسرائيل إن المرحلة التالية من الخطة المكونة من 20 نقطة، والتي وضعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوطها العريضة، تدعو حماس إلى التخلي عن سلاحها والتنازل عن السلطة، وهو ما ترفضه الحركة حتى الآن.
وشنت حماس في المقابل حملة أمنية في مناطق حضرية انسحبت منها القوات الإسرائيلية، واستعرضت قوتها من خلال تنفيذ عمليات إعدام علنا والاشتباك مع عشائر محلية مسلحة.
وكرر ترامب تهديداته ضد الحركة الفلسطينية وكتب في منشور له “إذا استمرت حماس في قتل الناس في غزة، وهو ما لم يكن ضمن الاتفاق، فلن يكون أمامنا خيار سوى الدخول إلى هناك وقتلهم”.
وردا على سؤال حول تلك التهديدات ضد حماس، قال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض “إذا أحسنوا التصرف، فهذا جيد. وإذا لم يحسنوا التصرف، فسنتولى نحن الأمر”.
وأضاف أن هذا الإجراء لن تشارك فيه القوات الأمريكية لكن تنفيذه سيتم تحت إشراف الولايات المتحدة.
وأطلقت حماس سراح من تبقى من الرهائن الأحياء، وعددهم 20، يوم الاثنين مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألفي سجين فلسطيني.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن إسرائيل سلمت جثث 30 فلسطينيا قتلوا خلال الحرب، مما يرفع إجمالي الجثث التي تلقتها منذ يوم الاثنين إلى 120.
أما البنود الخطة التي ستتم على مدى أطول، ومن بينها تشكيل “قوة دولية لتحقيق الاستقرار” في القطاع والتحرك نحو إقامة دولة فلسطينية، لم يتم بلورتها بعد. وترفض إسرائيل إقامة دولة فلسطينية.
* ضرورة تكثيف المساعدات
قالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي وحدة تابعة للجيش الإسرائيلي معنية بتنسيق دخول المساعدات للأراضي الفلسطينية، في بيان يوم الخميس إن تنسيقا يتم مع مصر لاتخاذ قرار بشأن موعد إعادة فتح معبر رفح أمام الأفراد بعد استكمال الإعدادات اللازمة.
وأضافت أن معبر رفح لن يفتح أمام المساعدات لأن ذلك لم يتضمنه اتفاق وقف إطلاق النار في أي مرحلة، لكن كل السلع الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة ستمر من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية بعد خضوعها لعمليات التفتيش الأمنية.
وفي ظل ظروف مجاعة في أجزاء من غزة، قال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لرويترز في مقابلة يوم الأربعاء إن الآلاف من الشاحنات المحملة بالمساعدات يجب أن تدخل قطاع غزة أسبوعيا للتخفيف من وطأة الأزمة.
ودخلت شاحنات تحمل مساعدات إلى قطاع غزة يوم الأربعاء. لكن الرعاية الطبية لا تزال شحيحة ومعظم السكان البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة بلا مأوى. وقال إسماعيل الثوابتة مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التابع لحركة حماس إن كميات المساعدات التي دخلت قطاع غزة منذ توقف القتال لا تشكل إلا “نقطة في محيط” مما هو مطلوب.
ودمر القصف معظم أنحاء غزة خلال الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تقول السلطات الصحية في القطاع إنها قتلت ما يقرب من 68 ألفا.
وبدأت الحرب بعد هجوم مباغت قادته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 انطلاقا من غزة، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم أسفر عن مقتل 1200 واقتياد 251 رهينة إلى القطاع.
(شارك في التغطية الصحفية يمنى إيهاب وأحمد طلبة من القاهرة وستيفن شير من القدس وتالا رمضان من دبي وجاريت رينشو من واشنطن – إعداد نهى زكريا وسلمى نجم ومحمد علي فرج ورحاب علاء للنشرة العربية – تحرير محمود رضا مراد وأيمن سعد مسلم)