مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اسرائيل تعتقل فتى فلسطينيا بتهمة قتل مستوطنة اسرائيلية

مستوطن يحرس الطريق المؤدي الى مستوطنة عنتئيل afp_tickers

اعتقل الجيش الاسرائيلي فجر الثلاثاء فتى فلسطينيا على خلفية اتهامه بقتل مستوطنة اسرائيلية في منزلها في الضفة الغربية المحتلة، ما ادى الى منع الاف الفلسطينيين من الدخول للعمل في المستوطنات.

واعتقل الفتى مراد بدر ادعيس (15 عاما) من قرية بيت عمرة قرب يطا جنوب الضفة الغربية المحتلة بتهمة قتل المستوطنة دافنا مئير البالغة من العمر 38 عاما ليل الاحد في منزلها بسكين في مستوطنة عتنئيل.

لكن عائلته اكدت انه من غير المعقول ان يكون اقدم على قتل المستوطنة.

وقال بدر ادعيس والد الفتى لوكالة فرانس برس في منزلهم الذي لا يبعد سوى بضعة كيلومترات عن المستوطنة “لا اصدق ذلك. انا اعرف ابني حتى لو قال لي انا الذي فعلت ذلك فلن اصدق. لن اصدق ان ولدا جاهلا عمره 15 عاما يستطيع القيام بذلك”.

وتابع الوالد المصدوم “مراد عمره 15 عاما. حياته كلها المدرسة والبيت. لم يصل الى الخليل من قبل على الرغم من انها قريبة” من القرية.

وبحسب ادعيس فان الجنود الاسرائيليين الذين اقتحموا منزله فجر الثلاثاء ابلغوه بعد اعتقال ابنه انهم سيقومون بهدم منزله وترحيل العائلة الى قطاع غزة.

ورفض الاب فكرة ان يكون ابنه دخل الى المستوطنة، متسائلا عن كيفية دخوله الى “مستوطنة محاطة باسلاك شائكة وكاميرات مراقبة وفيها دوريات امن”.

–منع الفلسطينيين من الدخول الى المستوطنات–

ولم ينتظر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو نتائج التحقيق وسارع الثلاثاء الى التعهد بهدم منزل الفتى، خلال زيارة قام بها الثلاثاء لمستوطنة عتنئيل قائلا “سنهدم منزل الارهابي”.

ومنذ الاول من تشرين الاول/اكتوبر، قتل 155 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد في اعمال عنف تخللتها مواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار وعمليات طعن قتل فيها ايضا 24 اسرائيليا اضافة الى اميركي واريتري، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وبعد اندلاع موجة العنف، قرر نتانياهو تسريع عمليات هدم منازل منفذي الهجمات. ويعتبر معارضو هذا الاجراء انه عقاب جماعي يلحق ضررا بالعائلات التي تجد نفسها بدون مأوى.

وتهدم اسرائيل منازل المتهمين بتنفيذ هجمات على اسرائيليين بشكل منهجي بحجة انه سيكون رادعا للاخرين، في حين يتهم الفلسطينيون اسرائيل بانها تقوم بخطوات انتقامية. وتقول منظمات حقوق الانسان ان هدم البيوت هو اسلوب من اساليب العقاب الجماعي يسبب المعاناة لعائلة باكملها.

في هذا السياق، منع الجيش الاسرائيلي الثلاثاء العمال الفلسطينيين من الدخول للعمل في مستوطنات الضفة الغربية على ان يعيد تقييم الوضع يوما بعد يوم.

ويعيش قرابة 400 الف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة التي تعد 2,5 مليون نسمة. ويعمل قرابة 26 الف فلسطيني في المستوطنات في ظل بطالة مرتفعة في الاراضي الفلسطينية.

والجيش الاسرائيلي حريص على عدم زيادة التوتر القائم عبر فرض عقوبات جماعية على 120 الف فلسطيني يعملون في اسرائيل وفي المستوطنات ويعيلون مئات الالاف من الاشخاص.

وقال قائد الجيش غادي ايسنكوت الاثنين ان “حظر التجول ومنع العبور سيكونان خطأ كبيرا وسينقلبان على اسرائيل”.

ودافنا مئير هي اول اسرائيلية تقتل داخل مستوطنة منذ فترة في حين استهدفت اعمال العنف بصورة خاصة حتى الان الرجال وكانت تحصل دائما على اطراف المستوطنات من غير ان تجتاز فعليا بوابات الحراسة. واثار قتلها الذي تلته الاثنين عملية طعن امرأة بسكين في مستوطنة أخرى غضبا في اسرائيل ومخاوف من ان تتخذ اعمال العنف الجارية بعدا جديدا.

وتعرضت مستوطنة حامل ، للطعن الاثنين في الشارع في مستوطنة تقوع. واصيب مهاجمها الفلسطيني الشاب (17 عاما) برصاص قوات الامن الاسرائيلية.

“عدالتان” –

ولكن مقتل دافنا مئير لم يجنب اسرائيل التوتر المتنامي مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بسبب الاستيطان المخالف للقوانين الدولية والذي يعتبر من اهم العثرات في وجه السلام وقيام دولة فلسطينية.

فقد ندد السفير الاميركي لدى اسرائيل بالهجوم على المستوطنتين الاثنين لكنه قال بلهجة غير مألوفة ان “العديد من الهجمات” التي يشنها مستوطنون على فلسطينيين “تعطي الانطباع بغياب تحقيقات صارمة” من قبل السلطات الاسرائيلية “بوجود عدالتين في اسرائيل: واحدة للاسرائيليين واخرى للفلسطينيين”.

اما الاتحاد الاوروبي فقال انه ملتزم بان ينص اي اتفاق مع اسرائيل “بوضوح وبدون لبس على انه لا يمكن تطبيقه في الاراضي المحتلة”.

واعتبر نتانياهو ان الموضوع ليس متعلقا بالاستيطان بل برفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية دولة اسرائيل واستمرار التحريض على الكراهية.

وكرر نتياهو الثلاثاء اتهاماته للفلسطينيين بقوله “هناك كراهية لا حدود لها في الطرف الاخر. ولهذه الكراهية عنوان هو التحريض الذي تمارسه السلطة الفلسطينية وأطراف اخرى مثل الحركة الإسلامية وحماس”.

وتابع “آن الأوان للمجتمع الدولي ان يكف عن النفاق الذي ينتهجه وعليه ان يتعامل مع الأمور على حقيقتها”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية