
مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة وضغوط على نتنياهو لوقف الحرب

من ألكسندر كورنويل
تل أبيب (رويترز) – أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل سبعة من أفراده في هجوم بجنوب غزة ليشهد سقوط أكبر عدد من القتلى في يوم واحد داخل القطاع منذ انتهاكه وقف إطلاق النار مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في مارس آذار.
وقال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إن ضابطا وستة جنود، كانوا يشكلون كتيبة هندسة قتالية، قتلوا عندما انفجرت عبوة ناسفة زرعت في مركبتهم.
ومن المرجح أن يؤدي أحدث سقوط للقتلى إلى زيادة الضغط الشعبي على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين، وهي خطوة يعارضها بشدة الأعضاء المتشددون في ائتلافه اليميني الحاكم.
وانهارت شعبية نتنياهو بعد هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي كشف عن أكبر إخفاق أمني في تاريخ إسرائيل.
لكن شعبيته زادت بعد قراره المفاجئ قصف إيران، والذي اعتبره كثيرون ضربة قوية لعدو لدود وقديم لإسرائيل.
وعاد الاهتمام إلى غزة بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران والذي دخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء ولا يزال صامدا.
وتساءل موشيه جافني، النائب عن حزب متشدد في حكومة نتنياهو الائتلافية، علنا يوم الأربعاء عن سبب استمرار إسرائيل في حرب غزة.
وقال أمام لجنة برلمانية “هذا يوم حزين جدا مع مقتل سبعة جنود في غزة… ما زلت لا أفهم لماذا نقاتل هناك، ما السبب؟”.
وأكد الجناح العسكري لحركة حماس أنه نفذ الهجوم الدامي في خان يونس بجنوب غزة يوم الثلاثاء. وأضاف أن مقاتليه أطلقوا أيضا صاروخا مضادا للدبابات على مركبة أخرى وصلت للمساعدة.
وعزلت حرب غزة إسرائيل عن العديد من شركائها الدوليين الذين ينتقدون حملتها العسكرية في القطاع.
وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 800 فلسطيني خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران، من بينهم 30 على الأقل يوم الأربعاء.
واليوم الذي شهد فيه الجيش الإسرائيلي سقوط أكبر عدد من القتلى فيه صفوفه منذ بدء حرب غزة كان في يناير كانون الثاني 2024 عندما قتل 24 جنديا، من بينهم 20 في انفجار واحد.
* الرهائن
استمرت حرب غزة رغم تزايد الدعوات المحلية والدولية لوقف إطلاق نار دائم وضمان إطلاق سراح من تبقى من الرهائن، بينما يدعو وزيران في الحكومة الإسرائيلية، هما إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، إلى مواصلة القتال.
ويتمتع ائتلاف نتنياهو اليميني، المكون من أحزاب علمانية ودينية، بأغلبية برلمانية ضئيلة مما يعني أن رئيس الوزراء لا يستطيع التعامل بشكل جيد مع المعارضة.
ودعا منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الولايات المتحدة هذا الأسبوع إلى الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يضمن إطلاق سراح الرهائن.
ولا تزال 20 رهينة محتجزة في غزة، وتحتجز حماس أيضا جثث 30 آخرين لقوا حتفهم.
وطلب نتنياهو أن تطلق حماس، التي تدير قطاع غزة منذ ما يقرب من عقدين، سراح الرهائن وألا يكون لها أي دور في غزة مستقبلا وأن تسلم سلاحها لإنهاء الحرب.
وقالت حماس إنها ستطلق سراح الرهائن إذا وافقت إسرائيل على وقف إطلاق نار دائم وانسحبت من غزة ورفضت مناقشة مسألة نزع سلاحها.
وبدأت الحرب في غزة بعدما هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.
وتسنى تحرير معظم الرهائن عبر مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل.
وتشير وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس إلى أن الهجمات الإسرائيلية اللاحقة على غزة أدت إلى مقتل نحو 56 ألف فلسطيني ونزوح جميع سكان القطاع تقريبا وتفشي أزمة جوع.