
بعد مقتل 26 في غزة.. إسرائيل تعلن استئناف وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات

من نضال المغربي وألكسندر كورنويل
القدس/القاهرة (رويترز) – أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد هجوم تسبب في مقتل اثنين من جنوده وأدى إلى شن سلسلة من الغارات الجوية التي أودت بحياة 26 شخصا في القطاع، في أخطر اختبار حتى الآن لوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن المساعدات الداخلة إلى القطاع من المزمع استئنافها يوم الاثنين عقب ضغوط أمريكية، وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان إسرائيل وقف دخول الإمدادات ردا على ما قالت إنه انتهاك “صارخ” للهدنة من جانب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال سكان في غزة ومسؤولون في قطاع الصحة إن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران الدبابات في أنحاء القطاع أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 26 شخصا، بينهم امرأة على الأقل.
وقال مسؤول إسرائيلي وآخر أمريكي إن من المتوقع أن يتوجه ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجاريد كوشنر صهر ترامب إلى إسرائيل يوم الاثنين.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا تابعة لحماس، منها نفق ومستودعات أسلحة إلى جانب قادة ميدانيين ومسلحين، وذلك بعد إطلاق مسلحين صاروخا مضادا للدبابات وإطلاق نار على قواته، ما أدى إلى مقتل الجنديين.
وقال سكان إن هجوما واحدا على الأقل استهدف مدرسة سابقة تؤوي نازحين في منطقة النصيرات.
وقالت كتائب القسام، جناح حماس العسكري، في بيان “نؤكد على التزامنا الكامل بتنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه وفي مقدمته وقف إطلاق النار في جميع مناطق قطاع غزة”.
وأضافت “لا علم لنا بأية أحداث أو اشتباكات تجري في منطقة رفح، حيث أن هذه مناطق حمراء تقع تحت سيطرة الاحتلال، والاتصال مقطوع بما تبقى من مجموعات لنا هناك منذ عودة الحرب في مارس من العام الجاري”.
وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه أمر الجيش بالرد بقوة على ما وصفها بانتهاكات حماس لوقف إطلاق النار.
* غموض يكتنف مسار السلام
قال مسؤول أمني إسرائيلي إنه تقرر وقف إدخال المساعدات إلى قطاع غزة في أعقاب ما وصفه بانتهاك حماس الصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار. لكن مسؤولا أمنيا إسرائيليا آخر أفاد بأن تدفق المساعدات سيُستأنف غدا عقب ضغوط أمريكية.
وسارعت عائلات فلسطينية إلى شراء المستلزمات من سوق رئيسية في مخيم النصيرات خوفا من انهيار الهدنة، بينما غادرت أخرى منازلها في خان يونس جنوبا، بعدما استهدفت غارات جوية مناطق قريبة منهم.
وتعيد هذه الغارات للأذهان الضربات التي شنتها إسرائيل ردا على ما اعتبرتها انتهاكات جسيمة لوقف إطلاق النار مع جماعة حزب الله اللبنانية في أواخر 2024، وذلك بعد أسبوع من سريانه وبعد أيام من الاتهامات المتبادلة بخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يزال صامدا إلى حد بعيد منذ ذلك الحين.
لكن هناك عوائق جسيمة لا تزال تعترض طريق إحلال السلام الدائم في غزة، حيث انهار وقف سابق لإطلاق النار في مارس آذار بعد هدوء نسبي استمر شهرين تقريبا، حين شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية.
* نزاع على جثث الرهائن
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر تشرين الأول وأنهى حربا استمرت عامين، لكن الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس تتبادلان الاتهامات بشأن انتهاك الاتفاق منذ أيام.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات بموجب اتفاق وقف إطلاق النار سيحدد بعلامات واضحة، وإن أي خرق لوقف إطلاق النار أو محاولة لعبور الخط ستُواجَه بإطلاق النار.
أصدرت حماس بيانا يشرح بالتفصيل ما قالت إنها سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل، وذكرت أن هذه الانتهاكات أدت إلى مقتل 46 شخصا ومنع وصول الإمدادات الأساسية إلى القطاع.
وقالت إسرائيل يوم السبت إن معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر سيظل مغلقا، وإن إعادة فتحه مرهونة بوفاء حماس بالتزاماتها بموجب وقف إطلاق النار.
وتقول إسرائيل إن حماس تتباطأ في تسليم جثث الرهائن القتلى. وأفرجت حماس الأسبوع الماضي عن جميع الرهائن الأحياء العشرين الذين كانت تحتجزهم، وفي الأيام التالية سلمت 12 من أصل 28 جثة لرهائن قتلى.
* الحاجة إلى مزيد من المساعدات
تقول حماس إنها ليست لها أي مصلحة في الاحتفاظ بجثث باقي الرهائن وإن هناك حاجة إلى معدات خاصة لانتشال الجثث المدفونة تحت الأنقاض.
وظل معبر رفح مغلقا إلى حد بعيد منذ مايو أيار 2024. وينص اتفاق وقف إطلاق النار أيضا على زيادة إدخال المساعدات إلى القطاع، حيث قالت مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهي مرصد عالمي لمراقبة الجوع، في أغسطس آب إن مئات الألوف من السكان متضررون من المجاعة بالفعل.
وكان المعبر قناة رئيسية لتدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع خلال هدن سابقة.
وعلى الرغم من زيادة تدفق المساعدات بشدة عبر معبر آخر منذ بدء وقف إطلاق النار، فإن الأمم المتحدة تقول إن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات.
ولم تحل بعد قضايا رئيسية تتعلق بنزع سلاح حماس وكيفية إدارة غزة في المستقبل وتشكيل “قوة استقرار” دولية والخطوات اللازمة من أجل إقامة دولة فلسطينية.
(تغطية صحفية معيان لوبيل وجيداء طه ومحمد الجبالي وستيفن شير – إعداد سلمى نجم ومحمود رضا مراد ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي)