مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

السياحة الإفـريقية في حاجة إلى دعـم

آثار ميناء "أبولونيا" بلـيـبيا Lexicorient

انعقد في جنيف من 10 إلى 15 سبتمبر المعرض الأول حول السياحة في إفريقيا بمشاركة العديد من الوزارات والشركات السياحية الخاصة وبدعم من مؤسسات دولية.

وسعى الملتقى للتعريف بامكانيات القارة في المجال السياحي وجلب الاستثمارات. ولئن ظل متواضعا في دورته الأولى، فإن البعض اعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح.

كل بداية قد تكون متواضعة، وهذا ما يمكن قوله عن الدورة الأولى لمعرض السياحة الإفريقية الذي تحتضنته مدينة جنيف السويسرية ما بين 10 و15 سبتمبر 2006.

وشدد المعرض – الذي وضع من بين أهدافه الأولى جلب الاستثمارات لقطاع سياحي إفريقي لم يستغل كل طاقاته الواسعة والمتنوعة، وتقديم إمكانياته الحالية لمحترفي القطاع السياحي في أوروبا وسويسرا- على ضرورة مراعاة أسُـس التنمية المستدامة، وهو ما جعل مؤسسات دولية تسارع إلى تبنيه في مرحلة صـباه، مثل المنظمة العالمية للسياحة، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو”، والبنك الدولي، إضافة إلى مؤسسات إقليمية إفريقية، مثل الاتحاد الإفريقي، والبنك الإفريقي للتنمية.

وتشارك في هذه الدورة الأولى 28 دولة إفريقية، من بينها سبع دول عربية هي: الجزائر وجيبوتي وليبيا والمغرب وموريتانيا والسودان وتونس.

قطاع خام في معظمه

الحديث عن السياحة الإفريقية يعني الحديث عن قطاع لم يكتمل استغلال كل طاقاته ويفتقر إلى الاستثمارات الأجنبية. ومع ذلك، استطاع حسب آخر الإحصائيات، تسجيل أحسن نمو في القطاع السياحي العالمي، أي بحوالي 10،8% بالنسبة لعام 2005.

فالسياحة في إفريقيا، ورغم كل العراقيل التي تواجهها، عرفت نموا متواصلا خلال العقود الأخيرة، بحيث ارتفع عدد الزوار الأجانب من 7،3 مليون في عام 1980 ليصل إلى 15،2 مليون زائر في عام 1990. أما في عام 2005، فبلغ عدد الزوار الدوليين للقارة السمراء 36،8 مليون زائر.

وإذا كانت إفريقيا جنوبي الصحراء تستقطب النسبة الكبرى من هؤلاء الزوار، فإن منطقة شمال إفريقيا، أي البلدان التي بها تقاليد سياحية مثل المغرب وتونس، تعرف نموا متوسطا مضطردا يقدر بـ8% في تونس وبـ5% في المغرب.

لكن باقي دول شمال إفريقيا، مثل الجزائر وليبيا وموريتانيا، بدأت هي الأخرى تولي أهمية لهذا القطاع وسجلت بحضورها في معرض جنيف خطوة نحو وضع أسُـس لصناعة سياحة قادرة على استقطاب السائح الأوروبي عموما والسويسري خصوصا، مثلما يتّّـضح من تصريحات العديد من المسؤولين.

آمال كبرى ولكن…

وعلى الرغم من عدم تجاوز أي بلد إفريقي نقطة استقطاب عشرة ملايين سائح لحد الآن، وأن البلد القريب من هذا الخط هو مصر بحوالي 8 ملايين سائح سنويا، فإن المتفائلين في المنظمة العالمية للسياحة يتوقعون أن يتمكن القطاع السياحي الإفريقي من استقطاب 47 مليون سائح في عام 2010، بل حتى 77 مليون سائح في عام 2020.

لكن القارة الإفريقية، ذات التنوع الطبيعي الهائل من بحيرات وصحراء وشواطئ وجبال، لم تستطع لحد الآن الاستفادة بشكل جيد من هذه الإمكانيات، نتيجة للنقص في البنية التحتية من فنادق وشبكة خطوط جوية كافية، وتكوين مهني في قطاع السياحة والإدارة، وهذا ما ركّـز عليه المتدخلون في الملتقى، الذي جمع على هامش المعرض عددا من الوزراء والخبراء لمناقشة طوال أيام انعقاد المعرض مواضيع مثل مشكلة الاستثمار في إفريقيا، ومشكلة التكوين في الميدان السياحي في إفريقيا، وتعقيدات الترويج للمنتوج السياحي الإفريقي.

وبما أن المعرض يريد التركيز أيضا على مبدأ التنمية المستدامة، فقد تم تكريس أيام خاصة للحديث عن السياحة والتنمية أو توظيف المعالم الثقافية والتاريخية لخدمة السياحة والتنمية.

وقد انتهزت الدول المشاركة هذه الفرصة لتقديم عروض عن برامجها أو نواياها ومخططاتها في مجال تطوير قطاعاتها السياحية.

ولئن قدِم العديد من المشاركين إلى جنيف بفكرة أن المعرض سيكون بمثابة المرحلة الحاسمة للتغلب على مشكلة جلب الاستثمارات، فإن هذه الدورة الأولى، حسب العديد من المشاركين، خلفت بعض خيبة الأمل نظرا لعدم الإعداد بما فيه الكفاية للترويج للمعرض. وهي نقطة، لربما قد تأخذ بعين الاعتبار في الدورة القادمة.

سويس إنفو – محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية