بعد مائة عام، عاد المصور توماس دفورزاك ليتخذ ذات الطريق ويقطع نفس الرحلة التاريخية، التي قام بها لينين. بدءا من زيورخ في نفس التاريخ الذي بدأ فيه لينين رحلته قبل قرن من الآن، سافر المصور الألماني عبر ألمانيا ومنها إلى السويد وفنلندا قبل أن يصل أخيرا إلى محطته النهائية في سانت بطرسبرغ الروسية.
تم نشر هذا المحتوى على
صور: توماس دفورزاك (وكالة ماغنوم)، تحرير الصور :آستر اونترفينغر، النص: جو فاهي
الرحلةرابط خارجي استغرقت عدة أيام وقطع فيها المصور مسافة 3200 كيلو متر، توقف خلالها في محطات مختلفة لاقتفاء آثار لينين، الذي كان وصل رفقة زوجته نادشدا كروبسكايا، إلى العاصمة السويسرية برن في عام 1914 كلاجئيْن سياسيّيْن يُريدان العيش في المنفى.
كان فلاديمير إليتش أوليانوف، صاحب الإسم المستعار لينين، قد عاش في وقت سابق في مدينة جنيف. أقام الزوجان في برن حتى فبراير 1916، ثم انتقلا إلى حارة شبيغل غاسه رقم 14 في البلدة القديمة في مدينة زيورخ وعاشا هناك أكثر من عام.
كانت الأسباب الكامنة وراء انتقال لينين من برن إلى زيورخ سياسية بالدرجة الأولى، فقد كان لينين يحلم بانتفاضة مسلحة ويحاول حشد مؤيدين يمكنهم نشر رسالته ومساعدته في بناء حركة ماركسية عالمية. وكان الديمقراطيون الإشتراكيون في مدينة زيورخ أكثر تطرفا من نظرائهم في برن. أمضى لينين وقته في زيورخ في حضور اجتماعات الحزب الديمقراطي الإجتماعي، في محاولة لتجنيد أنصاره وإنهاء كتابه المعروف: “الإمبريالية: أعلى مراحل الرأسمالية”.
بعد سماعه خبر “ثورة فبراير”، توجه لينين في أبريل 1917 في “مقصورة قطار مختومة بالشمع” من زيورخ إلى بتروغراد (اسمها الآن سان بطرسبرج) في روسيا من أجل تأسيس “ديكتاتورية البروليتاريا”، حيث تسيطر الطبقة العاملة على السلطة السياسية. جدير بالذكر أن المقصود هنا بـ “مقصورة مختومة بالشمع” يعني التمتع بحصانة من الإختصاص المحلي مثلها مثل السفارات الأجنبية وعدم خضوعها للقانون المحلي.
خلال رحلة العودة إلى موطنه الأصلي، مرّ لينين بألمانيا، حيث سمحت له الحكومة بالمرور عبر أراضيها رغم أن البلاد كانت في حالة حرب مع روسيا آنذاك، إذ رأت في عودة لينين فرصة لزعزعة استقرار البلاد. وكان يرافق لينين في رحلته أكثر من 30 شخصا من رفاق الثورة، معظمهم من الروس، ولكن كان من بينهم أيضا بولنديون وسويسريون. وقد شقت المجموعة طريقها نحو روسيا عبر البر والبحر حتى وصلت إلى هناك بعد شهرين من اندلاع الثورة في روسيا.
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.
اقرأ أكثر
المزيد
سويسرا – روسيا
تم نشر هذا المحتوى على
قد يجهل كثيرون أن سويسرا وروسيا ترتبطان بوشائج تاريخية عريقة وعلاقات حديثة متطورة يمتزج فيها الثقافي بالعسكري والإنساني بالسياسي والعلمي بالحضاري مثلما تؤكد هذه الصور التي توثق لعدد من مظاهرها ومراحلها.
تم نشر هذا المحتوى على
يُعدّ الوفد الرياضي السويسري المشارك في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بسوتشي الأهمّ في تاريخ البلاد من حيث عدد أفراده (163 شخصا)، كما يخطط المشاركون للفوز بعشر ميداليات على الأقل في الأولمبياد. السلطات السويسرية ستشارك بكثافة في فعاليات هذه الدورة الأولمبية، فرئيس الكنفدرالية ووزير الخارجية ديديي بوركهالتر سيحضر حفل الإفتتاح على شواطئ البحر الأسود، يليه وزير…
تم نشر هذا المحتوى على
في عام 2016، يُحيي العالم الذكرى الثلاثين لكارثة تشرنوبيل. وعوضا عن التذكير مُجددا بالنتائج التي ترتبت عن الحادثة والتي شُوهدت في العديد من المناسبات، اخترتُ أن أتوجّه نحو المستقبل من خلال متابعة شبيبة سالفوتيتش – أقصر مُدن أوكرانيا عمرا، والتي وُلدت من رحم هذه الكارثة – على مدى ثلاثة أعوام. التحقيق المصور يُتابع يُوليا، وهي…
تم نشر هذا المحتوى على
لم ينجح ميلفيل، المنحدر من عائلة بروتستانتية فرنسية، في جمع ثروة كبيرة من خلال عمله كرسام في بازل. إثر ذلك، ارتحل عبر عدد من البلدان الأوروبية وصولا إلى روسيا، وامتهن عددا من الحرف من بينها قيس الأراضي وتعليم فن الرسم. ومن جولاته، تمخضت العديد من الرسوم واللوحات المتضمنة لمشاهد من الحياة اليومية ولمناظر طبيعية من…
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.