
الإفراج عن الناشط السياسي علاء عبد الفتاح بعد إصدار السيسي عفوا عنه

القاهرة (رويترز) – قالت عائلة الناشط المصري البريطاني البارز علاء عبد الفتاح إن السلطات أطلقت سراحه يوم الثلاثاء بعد يوم من إصدار الرئيس عبد الفتاح السيسي عفوا عنه وعن خمسة سجناء آخرين بعد حبسه لفترة طويلة وإضرابه المتكرر عن الطعام مما أثار مناشدات دولية بالإفراج عنه.
وصار عبد الفتاح البالغ من العمر 43 عاما أبرز سجين سياسي في مصر بعد أن أمضى جزءا كبيرا من حياته رهن الاحتجاز بسبب نشاطه وأصبح رمزا نادرا لمعارضة حملة القمع في عهد السيسي.
وقالت والدته ليلى سويف من منزلها بالجيزة وهي واقفة بجانب ابنها وسط لفيف من العائلة والأصدقاء “أنا مش عارفة أوصف.. أنا مش فنانة علشان (لكي) أعرف أوصف احساسي”.
وأضافت “إحنا طبعا فرحنا فرحة كبيرة.. الفرحة الكبيرة يوم ما ميبقاش (لا يوجد) فيه معتقلين في مصر”.
وكتبت شقيقته سناء سيف على فيسبوك تقول “علاء في البيت، كلمنا من رقم جارنا واحنا عند السجن مستنيين ومكنش لاقي (لم يجد) حد يفتح له، في حد من الأصدقاء فتح له الباب واحنا في الطريق وراجعين له”.
وانتظرت ليلى وسناء خارج سجن وادي النطرون، على بُعد 100 كيلومتر تقريبا شمال غرب القاهرة، حيث أعربتا لرويترز عن أملهما في إطلاق سراحه يوم الاثنين.
ورغم الحملات المحلية والدولية الكثيرة التي طالبت بالإفراج عنه، وأبرزها حملات خلال قمة المناخ كوب27 التي استضافتها مصر في 2022، لم يكن هناك احتمال لحدوث ذلك إلا عندما أمر السيسي السلطات المعنية في وقت سابق من الشهر الجاري بدراسة العفو عنه. وكان اسم عبد الفتاح قد رفع من قائمة “الإرهاب” المصرية قبل أشهر.
* بريطانيا ترحب بالإفراج عن عبد الفتاح
رحب المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، الذي تموله الدولة، بالقرار قائلا إنه “يمثل استجابة حقوقية متقدمة لمطالب المجتمع المدني، ورسالة أمل في إتاحة الفرص أمام الأفراد للعودة إلى المجتمع كمواطنين فاعلين”.
وينتمي عبد الفتاح، الذي حصل على الجنسية البريطانية عن طريق والدته في 2021، إلى أسرة من النشطاء والمثقفين المعروفين، والذين أطلقوا حملات متعددة للمطالبة بإطلاق سراحه. والتقت والدته برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في وقت سابق من العام الجاري للضغط من أجل إطلاق سراحه.
وقالت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر “أرحب بشدة بنبأ حصول علاء عبد الفتاح على عفو رئاسي. أنا ممتنة للرئيس السيسي على هذا القرار. نتطلع إلى عودة علاء إلى بريطانيا ليلتقي بعائلته”.
وتعرض المدون ومطور البرمجيات السابق للاحتجاز قبل الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك في 2011 وخلال الاضطرابات التي أعقبتها.
لكن انتقاده للحملات ضد المعارضين بعد تولي قائد الجيش آنذاك السيسي السلطة هو ما ألقى به في براثن أطول فترة سجن له على الإطلاق.
ففي 2014، حكم على عبد الفتاح بالسجن 15 عاما بتهمة الاحتجاج دون تصريح، وتم تخفيف الحكم لاحقا إلى خمس سنوات.
* متهم بنشر أخبار كاذبة
أطلق سراح عبد الفتاح في 2019، لكن الإفراج عنه كان مشروطا بالخضوع للمراقبة، وألقي القبض عليه مرة أخرى في وقت لاحق من ذلك العام بتهمة نشر أخبار كاذبة بعد مشاركته منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن وفاة سجين. وحكم عليه لاحقا بالسجن خمس سنوات أخرى.
وكثفت والدته حملتها في سبتمبر أيلول من العام الماضي بسبب استمرار احتجاز ابنها إذ كانت تتوقع الإفراج عنه نظرا لقضائه فترة في الحبس الاحتياطي. وطالب الادعاء ببقائه رهن الاحتجاز حتى يناير كانون الثاني 2027.
ودخلت سويف إضرابا طويلا عن الطعام في بريطانيا ولم تنهه إلا بعد مناشدات من عائلتها نظرا لتدهور صحتها بشكل ملحوظ. ووعد ستارمر ببذل قصارى جهده من أجل إطلاق سراحه.
وأعلن علاء عبد الفتاح نفسه الإضراب عن الطعام مرات عدة خلال احتجازه احتجاجا على سجنه وتضامنا مع والدته، وكانت آخرة مرة في أوائل سبتمبر أيلول.
(تغطية صحفية مكتب القاهرة)