
الصليب الأحمر يعتبر إخلاء مدينة غزة مستحيلا وإسرائيل تواصل عملياتها

اعتبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت أن إخلاء جماعيا لمدينة غزة أمر “مستحيل”، في وقت تواصل إسرائيل عملياتها مشدّدة الطوق على المدينة التي تعتبرها أحد آخر معاقل حركة حماس.
وأعلن الدفاع المدني في غزة السبت مقتل 66 فلسطينيا في ضربات إسرائيلية عدة في أنحاء القطاع.
وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش في بيان “من المستحيل تنفيذ إجلاء جماعي لـ(سكان) مدينة غزة بطريقة آمنة وكريمة في ظل الظروف الحالية”.
ووصفت خطط الإجلاء بأنها “ليست غير قابلة للتنفيذ فحسب بل لا يمكن فهمها”.
وغادر آلاف السكان المدينة الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر والمدمّر جراء حوالى 23 شهرا من الحرب.
وتقدّر الأمم المتحدة أنّ عدد سكّان محافظة غزة التي تضم مدينة غزة والمناطق المحيطة بها، يصل إلى نحو مليون نسمة.
وحذّرت سبولياريتش من أنّ إخلاء كبرى مدن القطاع “سيؤدي إلى نزوح جماعي للسكان لن يتمكّن أي جزء من قطاع غزة من استيعابه”.
ورغم تزايد الضغوط الدولية والمحلية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لإنهاء الحرب، فهو يؤكد مواصلة العمليات العسكرية في القطاع، وأعطى أوامر للجيش للاستعداد لتنفيذ هجوم واسع النطاق على مدينة غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مدينة غزة “منطقة قتال خطيرة”، بعدما أكد الأربعاء أنّ إخلاءها من سكانها “أمر لا مفر منه”.
ويأتي ذلك فيما تكثّفت العمليات العسكرية السبت في محيط المدينة.
– “قصف متواصل” –
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل السبت لوكالة فرانس برس إن 66 شخصا قتلوا في “قصف إسرائيلي متواصل على قطاع غزة منذ الفجر”.
ولم يشأ الجيش الإسرائيلي التعليق حتى الآن على هذه الحصيلة.
وأوضح بصل أن 12 شخصا قتلوا في غارة جوية إسرائيلية أصابت “خيما عدة لنازحين” قرب مسجد في حي النصر بغرب مدينة غزة.
وقالت أم عماد كحيل التي كانت على مقربة من مكان الهجوم إن هناك اطفالا بين ضحايا الضربة.
وأضافت المرأة البالغة 36 عاما لفرانس برس “كان الناس يصرخون والجميع يركضون محاولين إنقاذ الجرحى وسحب جثث الشهداء”.
كذلك، أشار الدفاع المدني إلى مقتل عشرة أشخاص بنيران إسرائيلية فيما كانوا ينتظرون تلقي مساعدات قرب مراكز لتوزيعها في وسط القطاع وجنوبه.
وقال أبو محمد كشكو (42 عاما) الذي تمّ التواصل معه هاتفيا أثناء وجوده في شمال حي الزيتون، إنّ “القصف كان جنونيا لم يتوقف لثانية ونحن لم ننم أبدا طوال الليل”.
وأضاف الرجل الذي لم يمتثل لأوامر الجيش بإخلاء مدينة غزة، كما هي حال العديد من سكانها، “لا نستطيع التنفس جيدا من القنابل الدخانية، اختنقنا… ونحن هنا محاصرون في بيوتنا”.
وأشار إلى أنّه “لا يوجد مكان آمن، ولا يوجد لدينا مكان آخر نذهب إليه”.
من جهتها، قالت مريم ياسين (38 عاما) وهي من سكان حي الشيخ رضوان “طوال الليل لم يهدأ القصف والانفجارات، وأطفالي لم يستطيعوا النوم”.
وأضافت “زوجي ذهب قبل عدة أيام ليجد لنا مكانا، فلم يجد، ولا ندري ماذا نفعل”.
وتابعت “نحن في غزة نعيش في مأساة يومية، وكأن العالم لا يسمعنا ولا يرانا”.
– “توجيه تهمة القتل” –
في إسرائيل، يخشى معارضو الهجوم على مدينة غزة من أن يؤدي إلى مقتل المزيد من الجنود وتعريض سلامة الرهائن الأحياء للخطر.
وتظاهر آلاف الإسرائيليين مساء السبت في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بالإفراج عن الرهائن وإنهاء الحرب.
وقالت الناشطة البارزة في منتدى عائلات الرهائن إيناف زانغاوكر قبيل التظاهرة “نتانياهو، إذا عاد ابني ماتان في نعش (…) سأحرص شخصيا على توجيه تهمة القتل إليك”، في إشارة إلى ابنها الذي احتجز رهينة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السبت أن جثة الرهينة الثاني التي أعيدت من غزة هذا الأسبوع تم التعرف عليها على أنها للطالب عيدان شتيفي.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان الجمعة أنه وجد جثة إيلان فايس وجثة رهينة ثان لم يتم الكشف عن اسمه في البداية.
وردا على سؤال فرانس برس بشأن العمليات العسكرية، قال الجيش الإسرائيلي الذي ينفّذ عناصره عمليات برية في حي الزيتون منذ أيام، إنّ اثنين من جنوده أُصيبا بعبوة ناسفة “في شمال قطاع غزة”.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مساء السبت أنه “استهدف إرهابيا بارزا من حركة حماس في منطقة مدينة غزة”، دون إعطاء تفاصيل أخرى حول هويته.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية نقلا عن مصادر أمنية لم تسمها، أن المستهدف هو المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة حماس أبو عبيدة.
واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم شنّته حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
ومن بين 251 شخصا احتجزوا رهائن ونقلوا إلى غزة في الهجوم ما زال في القطاع 47، نحو عشرين منهم لا يزالون أحياء، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وأسفرت الهجمات والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة عن مقتل 63371 شخصا على الأقل، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر أرقام وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.
بور/ناش-ب ق-ح س/الح