مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

الصين تتهم رئيس تايوان بجر الجزيرة نحو “الحرب” في اليوم الثاني من المناورات

afp_tickers

حذرت الصين الجمعة من اندلاع حرب بشأن تايوان مؤكدة أنها ستعزز الإجراءات المضادة حتى تحقيق “التوحيد الكامل” في وقت تجري القوات الصينية مناورات عسكرية في محيط الجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي.

فرضت سفن وطائرات حربية صينية طوقا حول تايوان الجمعة في اليوم الثاني من مناورات تقول بكين إنها تهدف لاختبار قدرتها على الاستيلاء على الجزيرة بعد أيام من أداء رئيسها اليمين الدستورية.

وبدأ الجيش الصيني المناورات صباح الخميس وطوّق تايوان بسفن وطائرات عسكرية متعهدا “إراقة دماء” ما وصفها بأنها “قوى الاستقلال” في الجزيرة.

وجاءت المناورات بعد ثلاثة أيام على تولي لاي تشينغ-لي منصب الرئاسة تايوان هذا الأسبوع وإلقائه خطابا نددت به الصين باعتباره “اعترافا بالاستقلال”.

وقال وزير الدفاع الصيني وو كيان الجمعة إن لاي “تحدّى بجدية مبدأ الصين واحدة … وجرّ مواطنينا في تايوان إلى وضع خطر محفوف بالحرب والمخاطر”.

وأضاف “في كلّ مرة تستفزّنا (الحركة الداعمة) لاستقلال تايوان، سنذهب أبعد في إجراءاتنا المضادة، حتّى تتحقق إعادة التوحيد الكاملة للوطن الأم”.

والمناورات جزء من حملة تخويف متصاعدة من جانب الصين شملت عددا من التدريبات العسكرية واسعة النطاق حول تايوان في السنوات الأخيرة.

وقال المتحدث باسم جيش التحرير الشعبي الصيني عن قيادة المنطقة الشرقية لي شي إنّ المناورات تهدف إلى اختبار “القدرة على الاستيلاء على السلطة وتوجيه ضربات مشتركة والسيطرة على مناطق رئيسية”.

وذكرت قناة سي سي تي في الحكومية أن طائرات مقاتلة مزودة بالذخيرة الحية انطلقت نحو الأهداف وانتظمت القاذفات في تشكيلات تتحد مع السفن الحربية لمحاكاة “ضربات ضد أهداف مهمة”.

وليل الجمعة، أفادت وزارة الدفاع التايوانية برصد ما مجموعه 62 طائرة صينية في محيط الجزيرة اعتبارا من الساعة 7,14 (23,14 ت غ)، وهو العدد الأكبر من الطائرات التي يتم رصدها خلال 24 ساعة.

كذلك أحصت الوزارة 27 سفينة تابعة للبحرية ولخفر السواحل في المياه المحيطة.

وتعتبر الصين التي انفصلت عنها تايوان في نهاية حرب أهلية قبل 75 عاما، الجزيرة إقليما متمردا يتعين إعادة توحيده مع البر الرئيسي.

وجعل ذلك مضيق تايوان أحد أكثر مناطق العالم توترا. وأثارت مستجدات  هذا الأسبوع مخاوف من احتمال استخدام الصين قوتها العسكرية لبسط سيطرتها على الجزيرة وضمها.

وحضت الولايات المتحدة، أقوى حلفاء تايوان وداعميها العسكريين، الخميس الصين “بقوة” على ضبط النفس. ودعت الأمم المتحدة كافة الأطراف لتفادي التصعيد.

– “جذور مشتركة” – 

ومع انطلاق المناورات التي تحمل اسم “السيف المشترك-2024 آيه” قالت الصين إنها تمثل “عقابا شديدا على التصرفات الانفصالية للقوى الاستقلالية في تايوان وتحذيرًا شديد اللهجة ضد تدخل واستفزازات قوى خارجية”.

وأظهرت لقطات نشرها الجيش الصيني جنودا يخرجون من أحد المباني إلى مراكز القتال وطائرات تقلع على وقع موسيقى عسكرية حماسية. 

وذكرت قناة سي سي تي في الحكومية الجمعة أن البحارة الصينيين اتصلوا بنظرائهم التايوانيين في البحر وحذروهم من “مقاومة إعادة التوحيد بالقوة”.

وأظهرت رسوم تفاعلية نشرها الجيش الصيني صواريخ تسقط على أهداف رئيسية في شمال وجنوب وشرق الجزيرة، مؤكدا استعداده ل”الموت من أجل استقلال تايوان!”.

وفي متنزه سياحي في جزيرة بينغتان الصينية الواقعة في مضيق تايوان، عمد زوار لالتقاط صور لهم أمام لافتة كتب عليها “أقرب مسافة بين الوطن الأم وجزيرة تايوان”، على بعد 68 ميلا بحريا (126 كيلومترا).

وقالت تشين يان البالغة 60 عاما من ووهان لوكالة فرانس برس “لدينا جذور مشتركة” مع تايوان.

أضافت “أعتقد أنه سيحصل توحيد بالتأكيد”.

في الأثناء تجمّع عشرات آلاف المحتجين الجمعة أمام البرلمان في تايبيه، داعين إلى “الدفاع عن الديموقرطية” على جبهة أخرى.

ويرفض هؤلاء المحتجون تشريعات يقال إنها لمكافحة الفساد، متخوّفين من أن تسهم في توسيع صلاحيات الهيئة التشريعية مع توجّس معارضين من تشريعات يتم الدفع بها قدما من دون ما يتطلّبه ذلك من تشاور.

ومن بين التشريعات الأكثر إثارة للجدل نص يعاقب على “ازدراء البرلمان” ويجرّم فعليا مسؤولين يرفضون التعاون مع تحقيقات للهيئة التشريعية يقول معارضون إنها قد تكون ذات دوافع شخصية.

– “ضربة قاسية” –

وكثيرا ما اعتبرت الصين لاي “انفصاليا خطرا” سيجلب “الحرب والتقهقر” للجزيرة. 

وقال لاي في خطاب الخميس إنه “سيقف على خط المواجهة” للدفاع عن تايوان، من دون الإشارة بشكل مباشر إلى التدريبات الجارية.

ونشرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)  في بكين وصحيفة الشعب اليومية التابعة للحزب الحاكم، افتتاحيات أشادت بالتدريبات الجمعة وانتقدت “سلوك لاي الغادر” متوعدة ب”ضربة قاسية”. 

وتجري التدريبات في مضيق تايوان وإلى الشمال والجنوب والشرق من الجزيرة، وفي مناطق محيطة بجزر كينمن وماتسو وووتشيو ودونجين التي تديرها تايبيه. 

وقالت الصين إن التدريبات ستستمر حتى الجمعة، لكن محللين يقولون إن بكين قد تقرر تمديدها أو إطلاق صواريخ بالقرب من تايوان، مثلما فعلت عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي آنذاك نانسي بيلوسي للجزيرة في 2022. 

بور-اوه/غد-ود/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية