منظمة الهجرة: الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر مع منع دخول إمدادات الطوارئ
جنيف 12 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – قالت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة اليوم الجمعة إن مئات الآلاف من النازحين في قطاع غزة معرضون لاحتمال غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة في ظل منع دخول المواد المستخدمة في بناء أماكن الإيواء والأكياس التي يمكن ملؤها بالرمل من دخول القطاع.
وذكر مسؤولون في وزارة الصحة بقطاع غزة أن الأمطار الغزيرة اجتاحت القطاع أمس الخميس، مما أدى إلى غرق خيام تؤوي عائلات شردتها الحرب التي استمرت عامين، ووفاة رضيعة بسبب تعرضها للبرد القارس.
وقال المكتب الإعلامي لحكومة غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن 12 شخصا لاقوا حتفهم أو في عداد المفقودين جراء العاصفة، وإن 13 مبنى على الأقل انهارت وإن 27 ألف خيمة غمرتها المياه.
وقالت المنظمة إن ما يقرب من 795 ألف نازح معرضون للمخاطر المحتملة جراء السيول في المناطق المنخفضة المليئة بالأنقاض حيث تعيش العائلات في ملاجئ غير آمنة. وأضافت المنظمة أن عدم توافر صرف صحي أو إدارة للنفايات يزيد من احتمالات تفشي الأمراض.
* أب من غزة يقول “مضلش لا أكلنا ولا شربنا”
قالت المنظمة إن المواد اللازمة للمساعدة في دعم أماكن الإيواء مثل الأخشاب والخشب الرقائقي (الأبلكاش) وكذلك أكياس الرمل ومضخات رفع المياه تأخر وصولها لغزة وسط استمرار فرض القيود.
وتقول إسرائيل إنها تفي بالتزاماتها وتتهم المنظمات بعدم الكفاءة وبالفشل في منع سرقة حماس للمساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي ذراع الجيش الإسرائيلي التي تشرف على الشؤون الإنسانية، إن إسرائيل وافقت خلال الأشهر الثلاثة الماضية على 100 ألف طلب لتوريد منصات تحميل (بالات) قدّمتها منظمات وتشمل مواد متصلة بفصل الشتاء ومعدات إيواء وإمدادات للصرف الصحي.
وأضافت الوحدة في بيان “خلال الأشهر القليلة الماضية، نسّقنا مع المجتمع الدولي وسهلنا نقل ما يقرب من 270 ألف خيمة وغطاء مباشرة إلى سكان قطاع غزة”.
وفي مخيم للنازحين في النصيرات وسط قطاع غزة، غمرت المياه الخيام، مما أدى إلى بلل المراتب والأحذية والملابس. وحاول يوسف طوطح (50 عاما) إخراج المياه باستخدام دلو، لكنه لم يجد مكانا لتصريف المياه وبدا أن محاولاته لا تحقق نجاحا يذكر.
وقال “طول الليل أنا والولاد على رجلينا.. إذا أنا اللي كبير مش متحمل كيف الأطفال ها دي؟”.
وتجمعت أسرته حول نار صغيرة على أرض رملية قرب الخيمة، إذ أصبح طهي الطعام حتى تحديا. وقال وهو يجر مرتبة مبتلة “حتى أكلنا وشربنا إللي احنا بيستغيثونا فيه مضلش.. مضلش لا أكلنا ولا شربنا”.
* المنظمة الدولية للهجرة: الإمدادات غير كافية لمواجهة الفيضانات
ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن الإمدادات التي سبق إرسالها إلى غزة، ومنها الخيام المقاومة للماء والبطانيات الحرارية والأغطية البلاستيكية، لم تكن كافية لمواجهة السيول.
وقالت إيمي بوب مديرة المنظمة “منذ وصول العاصفة أمس، تحاول العائلات حماية أطفالها بكل ما لديها”.
وصمد وقف إطلاق النار بشكل عام منذ أكتوبر تشرين الأول، لكن الحرب دمرت جزءا كبيرا من البنية التحتية في غزة، إضافة إلى تردي الأوضاع المعيشية. وذكر مسؤولون من الأمم المتحدة ومسؤولون فلسطينيون أن هناك حاجة ماسة إلى 300 ألف خيمة جديدة على الأقل لنحو 1.5 مليون نازح لا يزالون في القطاع.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من أربعة آلاف شخص يعيشون في ما وصفتها بمناطق ساحلية عالية الخطورة، وأن ألف شخص منهم يتأثرون بشكل مباشر بالأمواج العاتية القادمة من البحر.
وحذرت المنظمة من المخاطر الصحية الناجمة عن التلوث. وقال ريك بيبركورن ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة “تلجأ آلاف العائلات إلى هذه المناطق الساحلية المنخفضة المليئة بالحطام، والتي تفتقر إلى أنظمة الصرف الصحي والحواجز الوقائية، وتنتشر فيها أكوام القمامة على طول الطرق”.
(تغطية صحفية أوليفيا لو بواديفان من جنيف – شارك في التغطية نضال المغربي من القاهرة ورمضان عبد من غزة – إعداد شيرين عبد العزيز ومحمد عطية للنشرة العربية – تحرير أيمن سعد مسلم)